النهي عن التكلف للضيف!!
روى الحاكم في مستدركه عن شقيق قال : دخلت أنا و صاحب لي على سلمان رضي الله عنه فقرب إلينا خبزا و ملحا فقال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهانا عن التكلف لتكلف لكم فقال صاحبي : لو كان في ملحنا سعتر فبعث بمطهرته إلى البقال فرهنها فجاء بسعتر فألقاه فيه فلما أكلنا قال صاحبي : الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا فقال سلمان : لو قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونة عند البقال
قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و له شاهد بمثل هذا الإسناد ووافقه الذهبي وصححه الألباني في الصحيحة برقم 2392
و يشكل عند البعض على هذا الحديث :
حديث : ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه ) .
و الجواب سهل :
أن الإكرام يكون بما تيسر ، وهو موجود في البيت ، أو قادر على شرائه دون استدانة و لا رهن ، و أما التكلف هو أن يستدين أو يرهن كما وقع في هذه القصة .
و به نعرف خطأ قول بعض الناس إذا رأى أن أخاه أكرمه إكراما بالغا ، فذبح له ذبيحة ، و قرب له أنواع الأطايب عملا بهذا الحديث الأخير في إكرام الضيف ، فيقول :
نهينا عن التكلف ، و هذا موضعه ليس هنا ، و إنما كما عرفت قبل سطور.
و الله أعلم