أهلا و سهلا أخي جمال لطرحك الجميل و اختيارك الموفق لموضوع مهم جدا يعاني منه الصغير والكبير بدرجات متفاوتة
دع القلق و ابدا الحياة
من أهم اسباب التذمر (عند الصغير و الكبير) هو عدم القناعة بما كتبه الله له في هذه الدنيا (القناعة كنز لايفنى)
فلو ان كل انسان قنع و قبل بما كتبه الله له في هذه الدنيا وعلم ... علم اليقين ان هذه الدنيا الى زوال و ان الاخرة هي دار القرار لما حمل هم مافاته ولا ما اصابه ولعاش مطمئن القلب قرير العين
كان احد امراء بني العباس يملك القصور والاموال ...والبساتين والاراضي على امتداد رقعة بلادهم لكنه كان قلقا مضطربا لا يهنى بعيشه...و في يوم من الايام و عندما كان في شرفة قصره الذي يطل على نهر دجلة راى حمالا يحمل على ظهره البضائع و يضعها على ظهر السفينة و في وقت الراحه يجلس هذا الحمال على شاطئ النهر ثم يفتح كيسا صغيرا معه ويخرج منه كسر من الخبز اليابس ويغمسه في ماء النهر ثم يأكله
فتعجب منه وقال في نفسه انا املك كل هذه النعم ومع هذا لا اشعر بالسعادة و الطمأنينة ثم اخذ يراقب ذلك الحمال يوميا و هو على هذا الحال ... و في يوم من الايام قرر الامير ان ينزل من قصره ويتحدث مع هذا الفقير لماذا يغمس الخبز في الماء ...(ليه ما عنده مرق)
فقال له الفقير انااعمل كل يوم في حمل البضائع واكسب قوت يومي وهو درهمين اطعم بها أمي و زوجتي و أطفالي فقال له الأمير مارأيك اذا اعطيتك نصف ما املك فقال له الفقير المؤمن الذي يعلم ان الله هو الرزاق لا اريد منك شيئا فانا راضي بما قسمه الله لي في هذه الدنيا فانا كلما خرجت من بيتي رأيت أمي و زوجتي رافعي أكفهم يدعون لي وكلما عدت اليهم استقبلوني بكل حب وجلس ابنائي حولي وهم فرحون بي فانا اشعر بسعادة و طمأنينة اشكر الله عليها وعندما علم الامير ان الرجل صادق احتقر و زهد في ما يملك و عرف ان سر السعادة الحقيقية ليس المال وانما القناعة(تعبت وانا اكتب)
نعود للحديث عن التذمر ... انا اعتقد ان التذمر اذا زاد كثيرا عن حده المعقول سيتحول لا محالة الى قلق... ثم سيتحول هذا القلق الى مرض نفسي وما أكثر المرضى النفسيين الذين نراهم في الشوارع هذه الأيام دون الذين أزدحمت بهم العيادات و المستشفيات ... وقصص و مآسي المرضى النفسيين كثيرة و محزنة
العلاج الوحيد للتذمر و القلق هو لامحالة اللجوء الى الله بقلب خاشع و توجه صادق وان يكون الانسان متوكلا على الله في كل اموره وان يؤدي الواجبات ويترك ويبتعد عن المحرمات وان يكون لسانه رطبا بذكر الله ... (الا بذكر الله تطمئن القلوب)
أخوك في الله
العرابي