لِماذاَ شَبَّهَ العالمَ بالقمرِ و لمْ يُشبِّههُ بالشَّمسِ
قال ابنُ القَيِّم رحمه الله
فإنْ قِيلَ كيف وقع تَشبيهُ العالِم بالقمرِ دون الشَّمسِ و هي أعظمُ نورًا
قيلَ فيهِ فائدتانِ
أحدُهما:
أنَّ نورَ القمرِ لمَاَّ كانَ مُستفادًا مِنْ غَيرهِ كانَ تَشْبيهُ العالمِ الَّذي نُورُه مستفادٌ منْ شَمسِ الرِّسالةِ بالقمرِ أَوْلَى مِنْ تَشبيهِهِ بالشَّمْسِ
الثَّانيةُ :
أنَّ الشَّمس لا يختلفُ حَالُها في نُورِهَا ولَا يَلْحَقُها مَحاقٌ ولَا تَفاوتٌ فيِ الإِضاءةِ و أمَّا القَمرُ فإنَّه يَقلُّ نُورُه و يَكثُر و يَمتلئُ و يَنْقُصُ كَمَا أنَّ العُلماءَ في العِلمِ علَى مرَاتِبهم مِنْ كَثْرتِه وقلَّته فيُفَضَّل كُلٌّ منهُم في علمهِ بحسب كَثرته وقِلَّته وظُهورِه و خَفائِه كمَا يَكُونُ القَمَرُ كذلكَ فعالمٌ كالبدرِ ليلةَ تمامِه وآخر دونَهُ بلَيْلَةٍ و ثانيةٍ وثالثةٍ وما بعدها الى آخر مراتبِه وهُمْ درجاتٌ عند الله
المنتقى من مفتاح دار السعادة
ص 74/7
5