بصمتك
البصمة هي إثبات وجود شخص معين في مكان ما او ما يشابه هذا التعريف وهناك في المنتدى من يعرف تعريفها اكثر مني .
ومن المعجزات أن لكل إنسان بصمة في يده تختلف عن الآخر.
وحديثي هنا ليس عن بصمة اليد ولكن عن أمر أهم من ذلك .
كثير من دخل قلبك واستقر فيه يوم أن وضع بصمة فيه .
وهناك أناس وضعوا بصمتهم في الدنيا كلها فرحلوا عنها وبقيت بصماتهم شاهدة لهم على نجاحهم وتأثيرهم على الناس.
فبصمات وأثار دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما تزال باقية وستظل حتى قيام الساعة ومازلنا ننعم بفضلها وننهل من خيرها وقد رحل عنا بجسده قبل أكثر من أربع عشرة قرناً.
وأشخاص وأشخاص آخرون رحلوا ومازالت بصماتهم الخيرة لها الأثر الواضح في حياة الناس.
وفي المقابل هناك أشخاص وضعوا بصمات لهم في هذه الدنيا ولكنها كانت بصمات سوء ووبال عليهم وعلى مجتمعاتهم حتى بعد موتهم.
عندما يذكر أو تذكر تلك البصمة يدعى عليه وتكون عليه حسرة في الدنيا وندامة في الآخرة .
والآن الحديث معنا ولأنفسنا
بصمتك أنت كيف وضعتها وأين وهل سيكون لها الأثر الطيب الايجابي في مجتمعك ، أو انك ستنتهي وتموت وتندثر كل حياتك وتكون قد رحلت وليس لك أي بصمة رائعة في حياتك .
ماهي البصمات المشرقة التي تركناها في حياتنا كي يذكرنا الناس بها فتكون سبباً في زيادة حسناتنا ؟...
من خلال حياتنا نسمع ان فلانا مات وتضج الناس والمنتديات والصحف بموته وتجد ان تلك فترة بسيطة لا تتعدى الثلاثة أيام وبعدها كأنه لم يكن حياً بينهم .
والبعض تجد انه توفي منذ عشرات السنين ومازال يذكر اسمه في المساجد والمدارس والأماكن المشرفة .
إخواني...
هل من سعي جاد لترك بصمة بل بصمات في أسرتنا ومع أبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا بزيارتهم والتودد لهم وإعانتهم على مشاق الحياة ؟
هل سنترك بصمة مشرقة بين زملائنا يذكروننا بها بحسن الخلق والأمانة والحرص على عبادة الله؟(شهداء الله في أرضه).
هل سنترك بصمة او بصمات في ميزان حسناتنا مع جيراننا ؟.
هل سنترك بصمة او بصمات في الفقراء من حولنا تكون سببا في رفعة دراجاتنا في الجنة؟.
وهل سنترك بصمة رائعة مشرقة في منتدانا بعد وفاتنا ورحيلنا عن هذه الدنيا؟
وهل .....وهل......الخ
المهم والمقصد من مقالي ...
ألا نودع هذه الدنيا إلا ببصمة تكون سبيلا لذكرك الطيب بعد موتك ......والدعاء لك وهذا ماسنحتاجه كلنا من ذكر او انثى بعد موتنا.
انا من هذا المقام لا ادعي الكمال في نفسي ولكن ساسعى له واتنمى ان تكونوا خير معين لي على ذلك ..
كتبت هذا المقال او الخاطرة بعد أن توفي احد زملائي وكان له عدة بصمات في حياته فقد كان رجلاً حيي يظهر عليه علامات التدين والخلق وكان مع ذلك لا يترك مجالا للخير إلا وسعى إليه ....فرحمه الله رحمة واسعة .......... ووالله إن له بصمات لم نعلم بها إلا بعد وفاته ...
أتمنى أن يكون حالفني التوفيق وهو من الله وان لم فهو من اجتهاد وليس كل مجتهد مصيب..
اخوكم ومحبكم
فهد بن عبدالله
23/2/1430هـ