ذكر ابن أبي الدنيا عن الفضيل بن عياض قال:
"أوحى الله إلى بعض الأنبياء: " إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لايعرفني"..
الجواب الكافي31، حلية الأولياء 1/91
أما الذي لا يعرف الله تعالى ، فهو الفاجر والظالم والحاقد والظالم ، الذي لا يخاف الله تعالى ، ولا يؤمن به ، ولا يرعوي عن فعل شيء من الموبقات ، فإذا تسلط فلا رحمة ولا شفقة ، كأولئك الذين يقتلون الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء والضعفاء ، ويعتدون وينتهكون ، ولا يتأثمون ولا يتحرجون ، قد نزعت منهم كل معاني الإنسانية ، والذين لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة ، الذين إن ثقفوا المؤمنين بسطوا إليهم أيديهم وألسنتهم بالسوء ، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو الله تعالى أن يكفهم عنا ، في الدعاء المشهور : ( ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا).
---
ذكر ابن كثير في (البداية والنهاية 2/34):
"وقال وهب بن منبه:
أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل ، يقال له أرميا ، حين ظهرت فيهم المعاصي :
أن قم بين ظهراني قومك ، فأخبرهم : أن لهم قلوبا ولا يفقهون ، وأعينا ولا يبصرون ، وآذانا ولا يسمعون ، وأني تذكرت صلاح آبائهم فعطفني ذلك على أبنائهم ، فسلهم :
كيف وجدوا غب طاعتي؟..
وهل سعد أحد ممن عصاني بمعصيتي؟..
وهل شقي أحد ممن أطاعني بطاعتي؟..
إن الدواب تذكر أوطانها فتنزع إليها ، وان هؤلاء القوم تركوا الأمر الذي أكرمت عليه آباءهم والتمسوا الكرامة من غير وجهها:
أما أحبارهم فأنكروا حقي..
وأما قراؤهم فعبدوا غيري..
وأما نساكهم فلم ينتفعوا بما علموا..
وأما ولاتهم فكذبوا علي وعلى رسلي ، خزنوا المكر في قلوبهم ، وعودوا الكذب ألسنتهم..
وإني أقسم بجلالي وعزتي لاهيجن عليهم جيولا لا يفقهون ألسنتهم ، ولا يعرفون وجوههم ، ولا يرحمون بكاءهم ، ولأبعثن فيهم ملكا جبارا قاسيا ، له عساكر كقطع السحاب ، ومواكب كأمثال الفجاج ، كأن خفقان راياته طيران النسور ، وكأن حمل فرسانه كر العقبان ، يعيدون العمران خرابا ، ويتركون القرى وحشة..
فياويل أيليا وسكانها: كيف أذللهم للقتل ، وأسلط عليهم السبا.. وأعيد بعد لجب الأعراس صراخا ، وبعد صهيل الخيل عواء الذآب ، وبعد شرافات القصور مساكن السباع ، وبعد ضوء السرج وهج العجاج ، وبالعز ذلا ، وبالنعمة العبودية ، وأبدلن نساءهم بعد الطيب التراب ، وبالمشي على الزرابي الخبب ، ولأجعلن أجسادهم زبلا للأرض ، وعظامهن ضاحية للشمس ، ولأدوسنهم بألوان العذاب..
ثم لآمرن السماء فتكون طبقا من حديد ، والأرض سبيكة من نحاس ، فإن أمطرت لم تنبت الأرض ، وإن أنبتت شيئا في خلال ذلك فبرحمتي للبهائم..
ثم أحبسه في زمان الزرع ، وأرسله في زمان الحصاد ، فإن زرعوا في خلال ذلك شيئا سلطت عليه الآفة ، فإن خلص منه شيء نزعت منه البركة..
فإن دعوني لم أجبهم ، وإن سألوا لم أعطهم ، وإن بكوا لم أرحمهم ، وإن تضرعوا صرفت وجهي عنهم". رواه ابن عساكر بهذا اللفظ.
( إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني )
منقول بتصرف
هند