حياك الله أخي شيخ نجد وأشكرك على حوارك الراقي وإضافاتك القيّمة الواقعية وعلى إثراءك للموضوع.
واسمح لي أن أنبه القارئ الكريم على أنّ نقاشنا هنا ليس إرجاف أو تطبيل للسوق بأي حالٍ من الأحوال بل كلانا متفق على أن السوق فنياًّ في مسار هابط ولا يقول خلاف ذلك إلا مكابر حتى يظهر ما يدل على أن السوق قد غيّر اتجاهه.
الشيء الآخر أخي الكريم، هو أنني أفرّق بين مؤشر السوق وبين مؤشر حجم الكميات، فبينما أوافقك الرأي على أن المؤشر العام يشير إلى أنّ مسار السوق هابط وواجب إذن استصحاب هذا الحكم حتى يظهر ما يدل على تبدل الحال، إلاّ أن قراءتي الشخصية لمؤشر الكميات متفائلة ويبقى الخطأ وارد.
وكما يعلم الجميع فإن المؤشر العام تحركه الشركات القيادية بثقلها في السوق وهي أشبه بخطام البعير وقد فطن لذلك كبار المضاربين حتى كاد يكون مختطفاً بأيديهم يحركونه من خلف الكواليس بما يخدم مصالحهم، فتارةً يهرقون دمه الأحمر لصرف الناس عن الكعكة وتارة يلبسونه الديباج الأخضر لإغواء الناس بالدخول إلى السوق.
ولعلكم ترون الآن كثيراً من الأسهم تسير في اتجاه أفقي بينما المؤشر العام يتحرك في مسارٍ هابط.
وأما مؤشر الكميات، الذي هو مدار حديثي، فإن قراءته تحتاج إلى قرينة أو أكثر للاستئناس بها؛ فهو في حالته الخام قد يخدع قارئه ولعلي أحد ضحاياه.
فأحجام التداول التي تضاعفت فجأة في مسار هابط واضح وحملة إرجاف مستعرّة تجعلني غير مقتنع أنه تدوير فهناك حملة بيع محمومة وهناك من يشتري تلك الكميات الكبيرة بكل أريحية؛ وصحيح أن بعض صغار المستثمرين من ضمن المشترين ولكن الانطباع العام عن السوق عند سواد الناس – وأظنك تتفق معي – هو البيع وليس الشراء.
والتدوير فيما أفهمه – ولعله من فهمي القاصر – صعود مصطنع يرافقه حملات تطبيل هدفها النفخ في روح السوق حتى الفراغ من التصريف ثم من بعدي الطوفان.
وتقبل خالص تحياتي