[معلومات العضو علي العبدالهادي]

علو مكانة العلماء وسفه الجهال

ان العلماء هم ورثة الانبياء، والعلماء في شرع الله لهم مزية على غيرهم، فالله سبحانه فضلهم على غيرهم من سائر الناس، فقال سبحانه: «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون» والكلام في العالم ليس امرا عاديا والجرح فيه ليس كجرح الشخص العامي، ولكن الطعن في العالم طعن في ما يحمله من العلم، ولا ندعي العصمة لهم لكننا لا نقبل ان يتعدى عليهم من لم يبلغوا ربع ما بلغوا من العلم والعقل، ومما ازعج كل مسلم عاقل ما حدث في الايام الماضية من حملة اعلامية ضد عالمين جليلين لم يتكلما الا بالحق ولم يتكلما الا بما نص عليه شرعنا الحكيم الذي لا يأتي الا بالحق ولا يأمر الا به ولا ينهى الا عن ضده، هذان العالمان الجليلان اللذان نيل منهما على صفحات بعض الجرائد والصحف وبعض المواقع الالكترونية، هما الشيخ العلامة صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، والشيخ العلامة صالح الفوزان حفظهما الله واطال الله في عمرهما وبارك فيهما، والشيخ صالح اللحيدان لم يأت بجديد، لكن وسائل الاعلام شوهت الكلام واخرجته بصورة تخدع بعض الجهال، فكانت العناوين في الصحف تقول: اللحيدان يفتي بقتل اصحاب القنوات الفضائية.
وهو لم يقل هذا اللفظ والمسألة التي تكلم فيها شرعية لا دخل لها بما نشر في الصحف، وهذه المسألة متعلقة بباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد اوضح الشيخ ان القنوات اذا انتشر فسادها بين الناس يرفع الى الحاكم ولي الأمر، وهو الذي من يقوم بإقامة الحد عليهم من باب التعزيز ليرتدع المفسد عن فساده. والشيخ صالح الفوزان حفظه الله انما تكلم عن مسألة جاء النص فيها ظاهرا الا وهي مسألة قنوات السحر واقامة الحد عليهم، وبين ان الذي يقوم بالحد هو من بيده السلطة الحاكم او القاضي، والمراد من حديثي هذا هو ان الذي لا يفهم كلام العلماء لا يجوز له ان يتكلم فيه، وان الذي يجهل احكام الشرع التي تكلم بها العلماء يحرم عليه ان يتكلم لانه جاهل والجاهل لن يأتي بزيادة علم كالعالم، بل كلامه جهل بجهل وخاصة اذا اجتمع مع الجهل السفه والحسد والحقد على علماء الامة الذين عرفوا بصفاء العقيدة والمنهج ودائما الذي لم يبلغ مقدارهم وهو مفلس من كل شيء سيحاول التنقيص منهم وتشويه سمعتهم، لكن الله سبحانه يحفظهم بحفظه، وعلى وسائل الاعلام ان تتقي الله في ما تنقل وتنشر، ولا يكون همها الوحيد الاثارة وجمع اكبر عدد من القراء، فأمر الاعلام امانة اكثر من كونه وسيلة للنشر.. والله المستعان.

علي العبدالهادي
alial-abdulhady@hotmail.com
جريدة القبس
www.qsasa.com