04-09-2008, 01:42 PM
|
#1
|
إحصائية
العضو |
|
|
إذا قـررت ابنتك الطلاق هل تطاوعهـــا؟
إذا قـررت ابنتك الطلاق هل تطاوعهـــا؟!
بقلم/ هيام الجاسم
h-aljassem@hotmail.com
تعتمد مطاوعتها أو عدمها على درجة المشكلة وعظمها ونوع المشكلات بينها وبين زوجها، هذا طبعا رد غالب الآباء والأمهات. وقد انتشرت ظاهرة بيننا من قبل سنوات عدة ومازالت، وهي تساهل البنات والأولاد في اتخاذ قرار الطلاق لأتفه الأسباب، نعم لأتفه الأسباب، ما عاد الزواج له مكانته عند الشباب والشابات كما كان في العقد الذي مضى من الزمان. الكل صار يستسهل ورقة الطلاق الرابحة في نظره، وتقول البنت: «باركوا لي تخلصت منه، افتكّيت منه خذيت حريتي، أف قاعد على قلبي يتحكم فيني وين رايحة من وين راجعة الحمد لله افتكّيت!!».
عزيزي القارئ، أي رباط عظيم هذا الذي نحلم به ونتكلم عنه؟! استسهلوا الطلاق فصار سهلا، عبثوا بالزواج فصار عبثا، اعتبروا الزواج تضييقا وخنقا؛ فصار الانفصال في نظرهم نعمة وأي نعمة؟!
عزيزي القارئ، ليست هذه هي المشكلة فقط، ولكن الأمر الأطمّ والأكثر مصيبة هومساندة الأهل للبنت أو الولد مساندة مأساوية: «ما عليج منّه، البيت اللي رباك صغيرة ما يعجز يربيك كبيرة»، «الحمد لله ما عليها قصور بنتي مثقفة وواعية وعندها شهادتها ووظيفتها وراتبها يمشي لها». أعتقد أن هذا كلام سخيف جدا يصدر عن بعض الأمهات اللاتي يدفعن بناتهن للطلاق، هكذا عيانا جهارا ومباشرة بهذه الطريقة الاندفاعية، عجب والله تلك المساندة المعنوية لخراب الأسر التي تخرب بعدها المجتمعات.. بعض الأمهات يوحين لبناتهن إيحاء ويسهّلن لهن قرار الطلاق، بل قد يزينّه في أعينهن بأسلوب غير مباشر.. كلا الأسلوبين خاطئ جدا.. الأم والأب يعلمان جيدا أن أصعب مرحلة زمنية في العلاقة الزوجية هي البدايات، هي مرحلة صعبة جدا، والموفق من تخطاها، وما زال على رباطه الوثيق.
نجد في الآونة الأخيرة لمّا انحسرت مفاهيم الصبر والحكمة والرضا بالقدر صار الطلاق هو الحل والزواج هو المشكل، ولما ازدان وتضخم في أعين الأجيال الحالية مفهوم الذات وفهموها بطريقة «الأنا» الأنانية انحسرت عندهم قوة التحمل من أجل حياة مستقرة لاحقة، ولما انتهج الآباء والأمهات أسلوب التدليل للبنات والأولاد صاروا لا يرضون بأن يمس أحد شعرة من أبنائهم، ما روّضوهم على تحمل المسؤوليات، ضاعوا وضيّعوا معهم غيرهم.
ليس الحل في أن نجبر أبناءنا على العيش مع من لا يريدون.. لا تتصور عزيزي القارئ أن هذا الذي نطالب به، وإنما الحل في بذل محاولات تحسين زوج البنت في عينها وقلبها مع ترويضها على الصبر، وكذلك الولد.. لاتساند ولدك أو ابنتك حينما يستشيرك في قرار طلاقه، بل شاكسه مشاكسة قوية، وأغلق باب هذا الحل في وجهه ولا تطاوعه مطلقا.. تحاور معه في مشكلته.. أعطه بدائل عديدة فيما لو كذا افعل كذا.. فيما لو كذا افعل كذا.. ركز معه على محاسن الطرف الآخر.. أعلمه علم اليقين أن البدايات في كل الأمور صعبة وصعبة جدا، ولكن يابنتي أو يا ولدي صابر نفسك، الدنيا «ما هي على الكيف»، وليس هناك أحد تزوج على الصورة التي في ذهنه.. ادفعه للتعقّل ليتعقل، أرشده ليرشد.. ولدك وابنتك إذا شهدا منكما أنت والأم منطق الحكمة والرشد فلن يجرؤ أحدهما على اتخاذ قرار طلاقه الجائر في حق نفسه ومن معه.
|
|
|