بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقال نشر في صحيفة الجزيرة لخالد الحيان/ عضو دعوة في الشؤون الدينية للقوات البحرية.
وفيه :
انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم (من رد عن عرض أخيه ، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) متفق
عليه. وحفاظاً على مكانة من عُرف بالإسلام والصلاح وإدراك القرون المفضلة . أقول : إن جحا ليس
أسطورة بل هو حقيقة . واسمه دجين بن ثابت الفزاري -رحمه الله- أدرك ورأى أنس بن مالك رضي الله
عنه. وجحا لقبٌ له . عرف بالظرافة . يقول مكي بن إبراهيم -رحمه الله- ( رأيت جحا الذي يقال فيه : كذب
وكان فتى ظريفاً وكان له جيران يمازحونه ويزيدون عليه ) ولقد ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء
8-172 والزركلي في الأعلام 2-,112 وإن شخص جحا معروف لدى الكثير من الناس وعلى جميع
المستويات فضلاً عن الأطفال . وما إن تذكر الحماقة والنكت والغباوة إلا ويذكر رحمه الله . والسؤال:
هل يا ترى ليس هناك من اتصف بتلك الصفات إلا هو؟ وهل الأمر مقصود؟ ولماذا يجعلون معه حماراً؟!
ثم لماذا إذا ذكر كان ذلك في معرض قصة الكذب والخداع و.... و.....؟ إلى آخر الأسئلة التي يجب أن
يوجد لها جواب. بل لم يعدالأمر قاصراً على أن يؤلف في نكته مؤلف وأفلام بل تعدى الشأن إلى أن
سميت بعض منتجات الأطفال (ببفكي الخليج : جحا و حماره). وأنشودة تعرض بين الحين والحين في
قناة المجد (أهلاً جحا أهلاً جحا) وفي كليهما مصور مع حماره؟ وعليه أقول :
- إن كان جحا صالحاً وأدرك بعض الصحابة ويخرج بهذه الصورة . فهذا منكر وجرم كبير .
- وإن كان من عامة المسلمين فلماذا الكلام فيه . والكذب عليه . وتصويره بصورة خيالية ؟ كيف وهو
متوفى ؟ وقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن
مساويهم رواه الترمذي .
- وإن كان جحا أسطورة فكيف يحدث الناس بخيال؟ فأين هم عن النافع والمفيد؟
وهذه دعوة للجميع بالحرص والاعتناء والدقة والتأمل فيما يعرض أو يسمى أو يقال . وفق الله الجميع
لخيري الدنيا والآخرة .
لا تحرمونامن ردودكم......