مؤتمر دولي للبترول في جدة وسط خلاف حول سبب ارتفاع أسعاره
السعودية تأمل في إعادة التوازن إلى سوق النفط...
جدة - وكالات
تحتضن مدينة جدة السعودية الأحد 22-6-2008 أكبر تجمع نفطي على مستوى العالم في حدث غير مسبوق يجمع بين الدول المنتجة والمستهلكة وشركات النفط العالمية حيث يشارك فيه ممثلون عن 35 دولة و25 شركة بترول عالمية وعدد من المنظمات الدولية.
وقد أعدت السعودية ورقة عمل تتضمن العديد من المقترحات لإعادة التوازن إلى سوق النفط ومواجهة ارتفاع الأسعار.
ويستمر التباعد في مواقف الدول المنتجة والمستهلكة للنفط عشية اجتماع جدة للطاقة إزاء مسببات أزمة ارتفاع الأسعار, ففي حين تؤكد السعودية أن المضاربات هي السبب الرئيسي, يرى الأمريكيون أن المشكلة في أساسيات السوق, أي العرض والطلب.
وسيبحث المشاركون في الاجتماع وثيقة عمل مثيرة للجدل كونها تعرض جنبا إلى جنبا تفسيرات الأطراف المختلفة للأزمة، أعدتها السعودية بالتعاون مع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية التي تضم 27 دولة من كبار المستهلكين, ومنتدى الطاقة الدولي.
وأعلن نائب وزير البترول والثروة المعدنية الامير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود في مؤتمر صحافي مساء السبت عشية انعقاد الاجتماع عدم وجود حل آني لمشكلة ارتفاع الأسعار التي وصفها أنها "مستعصية".
وقال "ليس هناك حل آني (لمشكلة ارتفاع الأسعار), هذا أمر مستعص". إلا أنه أكد أن المملكة "تعمل جاهدة من أجل إعادة الاستقرار إلى أسواق النفط وذلك يتطلب تعاونا جماعيا في عدة مجالات وليس من الممكن لطرف واحد ان يحدد الحلول"، مشيرا إلى أن هناك "توقعات كبيرة" لجهة التوصل إلى نتائج ملموسة خلال اجتماع جدة.
وقال الامير عبد العزيز الذي تتعرض بلاده منذ فترة لضغوط لرفع انتاجها, وهي أكبر مصدرة للنفط في العالم "نحن نزيد الإنتاج وفقا لمعطيات السوق (..) نحن نعلن منذ اشهر عن زيادة في الانتاج, وسوف نلاقي الطلب على النفط في حال طلب المستهلكون ذلك".
وجدد التأكيد أن قرارات الإنتاج في السعودية "خاضعة لمفهوم العرض والطلب".
وكانت السعودية اعلنت في مايو/ايار خلال زيارة للرئيس الأمريكي جورج بوش زيادة انتاجها بمقدار 300 الف برميل يوميا في يونيو/حزيران, كما اعلنت الخميس رفع انتاجها 200 الف برميل اضافية يوميا اعتبارا من يوليو/تموز, على ان يرتفع انتاجها حينها الى 9,65 مليون برميل يوميا.
وبينما تطالب الدول الصناعية المستهلكة الكبرى المصدرين برفع الانتاج لمواجهة ارتفاع الاسعار, تؤكد الدول المصدرة, وعلى رأسها السعودية ان الازمة الحالية لا علاقة لها بأساسيات السوق وانما بالمضاربات والنقص في قدرات التكرير لدى الدول المستهلكة.
واعتبر الامير عبدالعزيز انه "ليس بالامكان تثبيت الاسعار, فآليات السوق هي التي تحرك ذلك".
وعن المطالبة بربط تسعير النفط بسلة عملات او تسعير البرميل باليورو كما تطالب ايران خصوصا, قال المسؤول السعودي "لكل دولة نمط معين في التسعير تحكمه معايير محددة ومن الصعب اتخاذ موقف جماعي الآن فلكل دولة سياستها في هذا الشأن".
وكان وزير الطاقة الامريكي صمويل بودمان قال في وقت سابق في جدة إن بلاده سترحب بأي قرار برفع الانتاج من قبل الدول المنتجة المشاركة في اجتماع جدة مؤكدا في الوقت عينه عدم وجود أدلة على مسؤولية المضاربات عن أزمة ارتفاع الأسعار خلافا لموقف السعودية ومنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك).
وستبحث الدول والهيئات المشاركة في اجتماع جدة وثيقة عمل وضعتها السعودية بالتعاون مع اوبك ووكالة الطاقة الدولية ومنتدى الطاقة الدولي, وهي وثيقة بحسب صيغتها المقترحة تشير إلى عدة عوامل للازمة وخصوصا المضاربات ونشاطات الصناديق الاستثمارية.
وعن هذه الوثيقة, قال الامير عبدالعزيز انها "تقترح آليات محددة لو تم الاتفاق عليها ستساعد في حل المشكلة" وانها "اخذت في الاعتبار ما يهم الطرفين, المنتجين والمستهلكين".