بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........................................ أمابعد
كثر الحديث بأنه كانت هناك حرب بين الخييلات من جهة والحقبان والمصارير من جهة أخرى ، ولكن هناك وقفات يجب أن نتوقف عندها ونسبر أغوارها لنستنبط الحقيقة فيجب علينا أولاً أن نتجرد من العاطفة والتحيز لجهة على حساب جهة أخرى أمام هذه الوقفات لكي نخرج بحقائق منطقية ولذلك الكل يعلم بأنه توجد قناعات لدى الكثير بأنه كانت حرب بين الخييلات وأبناء عمومتهم الحقبان والمصارير وسبب خروجهم من الوادي هو حقن للدماء ، ولكن لايوجد دليل واحد على هذه الحرب ، سوى قصيدة منسوبة لشخص من الخييلات يدعى طليفيح يقال بأنه قالها و التي من ضمنها هذا البيت :
ياماجد الحبيبي إحفظ ملكنا *** ترى الخييلي شد وأخلى الدار
وهناك عدة إستنتاجات تنفيها ألا وهي :
1- لا أعلم أحد من الخييلات إسمه طليفيح سوى الفارس / طليفيح ، الذي توفي منذ سنين وفترت حياته لا ترقى لوقت نزوح الخييلات من الوادي ، فكيف عاش هذه الحقبة !!!
2- القصيدة موجهة لماجد الحبيبي ، وماجد الحبيبي هو جد قبيلة المصارير أي في زمنه ، وفي زمنه لم تخلق قبيلة المصارير بعد ، ولنسلم جدلاً بأن الشاعر كان يقصد رجلاً من المصارير
فكيف يقول : ياماجد الحبيبي أحفظ ملكنا ؟؟؟ وهو كما هو معلوم لم تحفظ الدماء والأرواح في قتالهم المزعوم ، فكيف يريد منه أن يحفظ الأملاك !!!
3- أين قبيلة العمور من هذا كله ؟؟؟ لماذا لم يشاركوا أبناء عمومتهم الأقرب الخييلات في معركتهم هذه ، ولنسلم جدلاً بأن قبيلة العمور كانت على حياد من هذه المعركة فمن باب أولا أن يوجه الشاعر قصيدته لقبيلة العمور ، وذلك لثلاثة أسباب:
أولاً : لأنهم الأقرب نسباً للخييلات
ثانياً :لأنهم لم يشتركوا في هذه المعركة المزعومة
ثالثاً : لأنهم كانوا ولايزالوا في الوادي
بعد النقد والتمحيص لهذه القصيدة يتضح بأنها ليس لها أساس من الصحة
فإذن لا يوجد دليل منطقي على صحتها
وهناك اسئلة كثيرة تدور حول هذه المعركة لا توجد لديها أجوبة مما يعزز القول بأنها لم تحدث أصلاً سأوردها بعد قليل ، فلو قال قائل إن هذه المعركة متواترة من الآباء ، فإن هذا ليس بدليل لأن التواتر لايكون حجة في مصداقية الرواية ، لأنه توجد أمم كانت ولاتزال تتواتر أساطير ليس لها من الصحة بمكان ، ولن نذهب ببعيد فهناك أحاديث نسبت للنبي صلى الله عليه وسلم منها ماهو ضعيف ومنها ماهو موضوع مما حدى بالعلماء بإستحداث علم الجرح والتعديل ، فصنفت أحاديث صحيحة وضعيفة وموضوعة ، وإلى الآن توجد فرق مبتدعة تأخذ بالأحاديث الموضوعة والضعيفة وحجتهم في هذا هو التواتر ، إذن التواتر وحده لايكفي إن لم يكن مدعماً بأدلة وشواهد تعزز صحته .
ولكن هناك أسئلة تنفي وجود هذه الحرب :
1- أين وقوع مكان هذه الحرب فالوادي كما هو معلوم مترامي الأطراف ، هل هي في الهضب أم الجخجوخ ................ الخ. ؟؟؟
2- من هم القتلى من الطرفين ، وكم عددهم ؟؟؟
3- لماذا لم تقال قصائد في هذه الحرب من كلا الطرفين ، فكما هو معلوم بأن الشعار تستثار قرائحهم الشعرية بمجرد وقوع حدث جلل لدى أي منهم بمجرد وفاة أب أو أخ أو ماشابه ، فمن باب أولى تستثار قرائحهم عندما يرو القتلى من أقاربهم !!!
4- أين قبيلة العمور من كل هذا وهي الأقرب للخييلات !!!
نستنتج من كل هذا أن الخييلات لم يخرجوا بسبب حرب كما يقال ، إنما خرجوا للبحث عن المراعي والكلاء ومساقط المطر لمواشيهم لأن أغلبهم بادية ولم يمتهنوا الزراعة
أخواني الكرام محتمل بأن هذه الإستنتاجات لا تخلوا من الأخطاء ، ولكن الهدف هو البحث عن الحقيقة ، فأرجوا تحكيم العقل والمنطق في مثل هذه الأمور .
والإختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية
حرر للتوضيح