تنبيـه وتحذيـر !!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
ففي الآونة الأخيرة سمعنا كثيرا عن مايجري في بعض المنتديات عبر الرسائل الخاصة من قبل بعض ضعاف النفوس بغية اللعب على بنات المسلمين والتسكع بهن والخروج عن الجادة، بحجة الزواج تارة وبحجة النصح والإرشاد أخرى بل وبحجة التعرف على زوجته و..
ونحن بوصفنا مسئولين أمام الله عن كل منكر كان بوسعنا إنكاره
فإننا ننبه جميع أخواتنا على الحذر من خطوات الشيطان والخضوع لمثل هذه الرسائل أيًا كان صاحبها، ومهما أُلبست الرسائل بلباس الشرع وتزين أصحابها بزينة الدين..
وقد حذرنا ربنا –جل في علاه- من اتباع خطوات الشيطان؛ فقال: وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ[البقرة:168].
وكما أننا ننبه أخواتنا من الرضوخ والاستجابة لمثل هذه الرسائل؛ نحذر إخواننا من الانجراف وراء هذا الطريق الوعر، علمًا بأن مثل هذه الرسائل لا يرضاها حر عاقل به ذرة من دين..
ويحسن بنا في مثل هذا المقام أن نُذَكِّرَ بنعمة الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) محذِّرين مما يحفها من مخاطر شتى..
(الشبكة العنكبوتية نعمة أم نقمة)
كعادة الناس مع كل نعمة من نعم الله تعالى يفترقون فريقين ويسلكون طريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير، طريق للخير وآخر للشر، والمؤمن وقَّاف عند حدود الله في كل ما يجد من وسائل ومبتكرات، فما كان من خير سلك سبيله، وما كان من غيره تجنب خطواته..
والشبكة العنكبوتية تحوي الخير والشر، وقد يختلطان، وهنا مزلة الأقدام، وكم رأينا من صالح استُهوي من خلالها، ومن صالحة تاهت في أوهامها، والمعصوم من عصمه الله، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: "شهوات الغيِّ مستكنَّة في النفوس، فإذا حصلت الفتنة قامت المحنة، فإما شقي وإما سعيد، ويتوب الله على من تاب.." اهـ
والمقصود الأخذ بالأسباب والحذر من طرق الضباب والعنـاية بالآداب، وقد نهانا شرعنا عن كل مريب، وهدانا إسلامنا لأخذ الحيطة من الغريب، فهذه شرعتنا وهذا ديننا، وما بقي إلى الامتثال والتسليم..
(خطوات الهلاك على الشبكة العنكبوتية)
أولا: محادثة الرجال النساء أو النساء الرجال عبر ما يسمى بغرف الدردشة (الشات) سواء في الغرف العامة أو الخاصة، بتسويل من الشيطان والنفس الأمارة بالسوء أنه يدعوها، وأنها تعمل على استقامته، ثم يكون ما لا تحمد عقباه..
ثانيًا: اتخاذ الأخت الصديقات عبر المنتديات وغرف المحادثة دون أن تعرفها ومن غير أن تتطلع على شخصيتها، وهذا خطأ كبير؛ إذ كثير من الشباب يتلاعب بالأسماء المستعارة الموهمة، بل ويتسمى بأسماء النساء صراحة! وقد تكتشف الأخت ذلك مؤخرًا وبعد أن أعطته عن نفسها الكثير من خاصة حياتها..
ثالثًا: ذكر الأخت معلومات عن شخصيتها وحياتها الخاصة أثناء طلب الاستشارة أو الفتوى أو طلب تعبير الرؤيا أو غير ذلك، وقد تضطر لوضع بريدها الخاص، وليس بالضرورة أن كل الذين يطلعون على العناوين البريدية للنساء أصحاب قلوب سليمة وأمانة وديانة..
رابعًا: كثرة مشاركات الأخت في المنتديات بالثناءات وكلمات الشكر على كتابات الشباب، مما يُجرِّئ ذوي القلوب الضعيفة على الطمع فيها، أو حتى ميل قلبه إليها؛ فتكون فتنة لغيرها..
خامسًا: الانزلاق في ارتياد المواقع والمنتديات العفنة (كمواقع الأغاني والأفلام فضلا عن مواقع الضلالة والهوى..) بدافع حب الفضول والسعي وراء معرفة الجديد، وهذا من أخطر ما يكون فليحذر الجميع منه..
وبالجملة فالواجب على كل عاقل: حفظ دينه من كل ما يهدد سلامته، والعمل على سدّ كل خطوة للشيطان، وإغلاق كل باب على النفوس المريضة والضعيفة، وما كان من تخصيص في كلامنا للنساء فللرجال نصيب فيه، إلا أننا نخصهن لعموم البلوى بأخطائهن.
ونسأل الله تعالى أن يلهم شباب المسلمين ونساءهم الهداية والرشاد، والبعد عن طريق الغواية والفساد.
فتاوى التعقيب بين الجنسين
(1)
سُئل د المحدث علي الصياح حفظه الله عن دخول بعض الاخوات بمعرف رجل اجاب
هذا عندي فيه خطورة على المراة كما قد وقع..فقد أرسلت لي أخت أنها تعرف أختا كانت تدخل بمعرف رجل وتحادث الرجال وربما وقع مزاح وأخذٌ وردٌّ مما يجري بين الرجال، ومع الوقت بدأت الأرواح تتخاطب وليس الكتابة فقط، واستملحت رجلا ووجدت انجذابا له فأخبرته بأنها امرأة..وأنها تحبه..الخ القصة المؤلمة والتي كان سببها في البداية : الجهل وعدم التربية الإيمانية والله المستعان.
((د ابو عمر الصياح))
(2)
ما رأيكم في تعامل المراة مع الرجال في الانترنت؟
الجواب:
قلنا في غير مناسبة: يجب على المرأة الحذر أشدَّ الحذر عند التعامل مع الرجال..فهي لا تدري من هؤلاء؟..ولا موقعهم من الديانة...ولتعلم أنّ قرينا السوء معها دائما:الشيطان والنفس!!.
وآمل من الأخت الكريمة أن لا تقول: أنا فوق الثلاثين..أنا ..متزوجة...الخ؟!!..فالمرء على خطر ما دام في هذه الحياة..نسأل الله الثبات!..ولست بحاجة إلى التذكير بخطورة لين الكلام مع الرجال، أو النكت والمزاح-كما رأيت في بعض المنتديات التي لا يذكر اسم الله فيها!!
((الشيخ د ابو عمر الصياح))
~~~~~~
وقال في ضوابط التعقيب بين الجنسين بالمنتديات
-وقد بينا في غير موضع أن التعقيب بين الجنسين..الأصل فيه الجواز بالضوابط الشرعية التي دل عليها الكتاب والسنة ومنها:
أ-عدم اللين في الكلام سواء في القول أو الكتابة قال تعالى (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)..ومن ذلك النكت والمزاح..والمدح والثناء المتضمن نوعا من الميول-وكل أعرف بنفسه!-...وكذلك العبارات المائعة مثل (اشتقنا لك!)، (تأخرت علينا!!)
أو تقول المرأة (لن أشارك حتى يشارك فلان من الرجال ) أو العكس يقول الرجل (لن أشارك حتى تشارك فلانة من النساء ) وهذا كله مما يمجه عقلاء الرجال!!
ب- أن يكون بقدر الحاجة..فلا تستطرد في السواليف والكلام..وكأنها مع أنثى!...وقد رأيت موضوعا طرح في بعض المنتديات فيه "ما هو موقفك لو تزوج عليك زوجك ماذا تعلمين"..ولا أدري ما الحاجة هنا في التعقيب بين الجنسين؟! ومثله كثير للأسف؟!.
ج- عدم ذكر الأمور الخاصة التي يستحى من ذكرها وتخالف الآداب العامة، والذوق السليم...
وهنا لا بد أن تطرح الأخت الكريمة على نفسها سؤالين قبل المشاركة:
س1/ هل يرضى زوجي أو أبي أو أخي بهذا الطرح؟ بمعنى آخر لو كان بجانبك زوجك أو أبوك هل تجرئين على كتابة هذا؟
س2/هل أرضى أن تطرح امرأة أجنبية على زوجي مثل هذا الكلام ؟ يعني هل ترضين أن امرأة أجنبية تقول لزوجك مثلا (اشتقنا لك؟!)، ونحوها؟
هذا السؤالان سيكون لهما أثر كبير على سلامة الطرح!
وإذا رأت طالبة العلم ميلا قلبيا..بدأ ينمو في قلبها لأحد...فلتتذكر أن الله يراها ومعها..وأن هذا باب فتنة ..فلتعالج وضعها بسرعة قبل استفحال المرض بحيث إما أن تترك الكتابة فالسلامة لا يعدلها شيء، أو تترك التعقيب على شخصية معينة تخشى من هذا الميول القلبي الذي ربما تبتلى به!..أو غير ذلك مما هي أعرف به.
وأذكّر أن الدخول في العاطفة سهل جدا...ولكن الخروج منه صعب جدا..إلا ما رحم ربي!.
الشيخ د ابو عمر الصياح