منذ أن ولدنا في هذه الدنيا ونحن نتقلب في نعم الله حيث كتب لنا أن نكون مسلمين موحدين .. ثم كلأنا بعنايته حتي كبرنا ثم قابلنا هذه العناية بالنكران والجحود..كل يشكو همه وحزنه ولو تفكر هؤلاء قليلاً لوجدوا أن الله كما ابتلاهم لم يحرمهم نعمة في شوؤنهم الأخرى.. لادري لم يرى الإنسان جانب الألم والابتلاء ويغض طرفه عن الأمل والنعماء .. ألم يمتن الله عليه بالأمن.. ألم يحفظه من شر الفجار؟! ألم يحرسه فما ناله شيطان! حين حصن نفسه بالأذكار.. ألم يلبسه ثياب الصحة والعافية فلم يجعله مشلولاً ولا مجذوماً!!كل هذه النعم سيجدها الإنسان في نفسه لو لم يعظم ألمه في نفسه ولم يجحد نعمة ربه عليه ..وحتى لو أصابته إحدى هذه المصائب .. ألم يقل ربنا {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }والله لوعضضنا على هذه الآية بالنواجذ وفهمناها حق الفهم مابتأسنا أبداً.. لو علمنا أن الله ما أنزل بلاء إلابذنب وما رفعه إلابتوبة .. لو تركنا سؤال الناس وتذللنا له لما خيبنا ربنا أبدا .. ليجرب كل واحد منا حين تنزل به المصيبة ألا يسأل إلا الله ؟ .. ولايغفل العمل بالأسباب ..ولايشكو همه إلالربه ولايعمد إلى افتراش الطريق لعرض مسائله على الغادى والرائح ....
أيها الإنسان .. لاترج أحداً غير ربك .. ولاتصعد زفراتك إلالمولاك .. فإلهك أرحم بك من أمك..كم سألنا الله فأعطانا .. كم رجوناه فما حرمنا...كم استعذنا به فأعاذنا .. كم طلبنا الشفاء فشفانا .. كم وكم وكم ...{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } لاتحزن .. فإن الله ما ابتلاك إلا لأنه أحبك ..وأراد لك حنة لن تبلغها بعملك .. ولاتحجم عن الأقدام إليه فإنه يغضب سبحانه حين تعرض عنه فلاتسأله .. ولاتنس أنك تعيش في نعم لن تقدرها حق قدرها إلاحين ترى من هم دونك .. فإنك حينئذ ستضع نصب عينيك {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } ....
** والله الموفق لكل خير **