إطلالة تاريخية على مشاركات منتخبات القدم خلال 11 دورة عربية (2 - 2)
رقم قياسي في التاسعة والسعودية ومصر تعزفان أجمل الألحان في نهائي دمشق
المنتخب السعودي في مباراة أمام مصر
القاهرة: علاء المنياوي
باستثناء الدورة السابقة التي أقيمت بالجزائر, كانت كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى الحاضرة في كل أعراس دورات الألعاب العربية منذ انطلاقها في نسختها الأولى بمدينة الإسكندرية المصرية عام 1953، ولكن مع الأسف رغم حضورها إلا أن أصحاب الدعوات المجانية غائبون عن المشاركة الدائمة، وما من دورة أقيمت حتى سبقتها اعتذارات عدد من المنتخبات رغم أنف التأكيدات السابقة بالتواجد، كثيرا ما كنا نرى البطل يرفض الدفاع عن لقبه في البطولة أو الدورة التالية، ومنتخبات تشارك في دورة وتختفي في عدة دورات تالية، بل إن هناك منتخبات عربية لم تظهر على مسرح الأحداث إلا قليلاً، وأغلب المنتخبات لا تشارك إلا في حالة استضافة بلادها للدورات.
وها نحن نفتح صفحات التاريخ"حلقة أخيرة", نقلب أوراقه لنقرأ ماضي وذكريات كرة القدم في تاريخ دورات الألعاب العربية منذ انطلاقها في الإسكندرية عام 1953، حيث تعرضنا في حلقة أمس للدورات العربية الخمس الأولى ونواصل اليوم مع بقية الدورات ابتداء من السادسة.
ظهور عراقي
قبل إتمام ربع القرن"24 عاماً" من الاستضافة الأولى، عادت المغرب لتحتضن مجدداً عرس الرياضة العربية في نسختها السادسة وذلك عام 1985، وللمرة السادسة على التوالي كانت اللعبة الشعبية على رأس قائمة الألعاب المشاركة، وشهدت هذه الدورة ارتفاعاً في عدد المنتخبات المشاركة الذي بلغ 11 منتخباً تم تقسيمها على 3 مجموعات للمرة الأولى، وضمت المجموعة الأولى: المغرب وتونس والصومال وموريتانيا، والثانية: السعودية والجزائر والإمارات واليمن الذي سجل حضوره الأول كرويا منذ نشأت الدورة بعد وحدة شطريه الشمالي والجنوبي، فيما ضمت المجموعة الثالثة: العراق وليبيا وسوريا، وتأهلت المغرب عن الأولى والسعودية والجزائر عن الثانية والعراق فقط عن الثالثة للدور نصف النهائي، وفيه تغلبت المغرب على الجزائر 1/ صفر بعد وقت إضافي، والعراق على السعودية 2/1، واعتذرت السعودية عن خوض مباراة تحديد المركز الثالث لتذهب البرونزية إلى الجزائر من دون لعب، أما في النهائي فقد تمكن المنتخب العراقي من تفجير مفاجأة بفوزه على المنتخب المغربي في عقر داره ووسط أنصاره بهدف نظيف لنجمه الذهبي السابق أحمد راضي ليكون اللقب الأول للعراق والأخير حتى الآن.
كأس العرب مصرية
تزامن استضافة سوريا للمرة الثانية في تاريخها لدورة الألعاب العربية في نسختها السابعة عام 1992م مع موعد إقامة بطولة كأس العرب للمنتخبات لكرة القدم، ولهذا أقيمت البطولة"كأس العرب" على هامش دورة الألعاب العربية في دمشق، وهي البطولة التي تقلصت المشاركة فيها إلى 6 منتخبات فقط تم تقسيمها إلى مجموعتين، الأولى ضمت: السعودية وسوريا وفلسطين، والثانية: مصر والأردن والكويت، وتأهلت 4 منتخبات للدور نصف النهائي، وفيه تغلب المنتخب السعودي بطل المجموعة الأولى على الكويت ثاني الثانية 2/ صفر، ومنتخب مصر بطل الثانية على شقيقه السوري ثاني الأولى بضربات الترجيح 4/3 بعد تعادلهما سلبيا في الوقت الأصلي، وكان الجميع على موعد مع أشهر نهائي في تاريخ بطولات كأس العرب ودورات الألعاب على الإطلاق الذي جمع بين المنتخبين المصري والسعودي اللذين قدما للكرة العربية أقوى نهائي عربي في التاريخ انتهى لمصلحة مصر 3/2, لتتوج مصر بذهبية البطولة .
نهائي شامي
بقيت دورات الألعاب العربية في ضيافة أهل الشام للمرة الثانية على التوالي، وحملت لبنان من جارتها سوريا لواء استضافة النسخة الثامنة عام 1997، ولعبت الكرة في صالح أبناء المنطقة الشامية حتى أصبح نهائي البطولة شامياً خالصاً بين الأردن وسوريا على أرض لبنانية, تغلب خلاله الأردني على شقيقه السوري 1/ صفر، وكانت الدورة قد شهدت مشاركة 8 منتخبات قسمت إلى مجموعتين, ضمت الأولى منتخبي الأردن ولبنان اللذين تأهلا معا للدور نصف النهائي على حساب ليبيا وسلطنة عمان، والثانية سوريا والكويت اللذين تأهلا أيضا لنصف النهائي على حساب الإمارات وموريتانيا، وفي نصف النهائي فازت الأردن على الكويت 3/2 وسوريا على لبنان بذات النتيجة قبل أن تتوج الأردن بطلة للمرة الأولى في تاريخها بذهبية اللعبة الشعبية.
تمسك أردني
كانت الفرصة سانحة أمام المنتخب الأردني حامل اللقب في الدورة التاسعة لأن يحافظ على لقبه وأن يكون أول منتخب يحرز الذهبية مرتين على التوالي خاصة أنه من استضاف هذه الدورة في العاصمة عمان عام م 1999، وسجلت كرة القدم في هذه الدورة رقماً قياسياً في عدد المنتخبات المشاركة لم يتحطم حتى اليوم بوجود 12 منتخبا تم توزيعها على 4 مجموعات.. ضمت الأولى: الأردن وفلسطين وقطر، والثانية: السعودية والإمارات ولبنان، والثالثة: سلطنة عمان وسوريا والجزائر، والرابعة: ليبيا والعراق والبحرين التي شاركت للمرة الأولى، وتأهل أول وثاني كل مجموعة للدور الثاني ومجددا تم تقسيم الفرق المتأهلة إلى مجموعتين، الأولى ضمت العراق والأردن ولبنان وقطر، والثانية فلسطين وليبيا وسوريا والإمارات، وتأهلت العراق والأردن عن الأولى, وفلسطين وليبيا عن الثانية لنصف النهائي، وفي الدور الثالث من البطولة الماراثونية تغلب المنتخب العراقي على ليبيا 3/1، والأردن على فلسطين 4/1، وفي النهائي انتزع منتخب النشامى الأردني اللقب الذهبي بفوزه على العراق بركلات الترجيح 3/1 بعد تعادلهما المثير في الوقت الأصلي 4/4.. ومن المفارقات أن المنتخب الأردني البطل في آخر دورتين سيكون غائبا ولن يدافع عن لقبيه في الدورة الحالية .
وبعد نصف قرن تقريبا من الحضور غابت كرة القدم للمرة الأولى عن عرس الدورات العربية عندما استضافت الجزائر النسخة العاشرة والأخيرة عام 2001, ومنذ 6 سنوات لم تنظم الدورة لظروف الاضطرابات الأمنية التي تتعرض لها بعض بلداننا العربية كما هو الحال في العراق.