أشعة "طبية" تقتحم ملاعبنا في موضة جديدة..
كيف سيتم التصدي "لعابثي" مباراة الهلال والنصر؟
تأتي أجهزة الليزر على هيئة أقلام وتحمل تحذيراً عن مدى خطورتها
كتب - فيصل العبدالكريم:
جرت العادة ان تبرز من خلال المباريات التنافسية والجماهيرية في كل البطولات العالمية أحداث ثانوية خلال المباريات هي التي تسيطر على النقاشات الرياضية، اما بالحديث عن خطأ تحكيمي فادح أو شغب جماهيري وتطول القائمة من تلك الأحداث وخاصة الصادرة من الجماهير والذين "تتفتق" أذهانهم في كثير من الأحيان عن "أخطار" في صورة أفكار.
بعد مباراة النصر والهلال الثلاثاء الماضي لا حديث للوسط الرياضي سوى "الليزر الأخضر" والذي وجهه أحد الجماهير صوب عيني حارس نادي الهلال محمد الدعيع لتشتيته في إحدى الكرات الثابتة، ولم تكن قصة "الليزر" جديدة كونها حدثت سابقاً في كأس الخليج الماضية عندما وجهت أشعة الليزر على حارس المرمى المنتخب العماني علي الحبسي.. ولكنها لأول مرة تحدث في الملاعب السعودية ولهذا صنفت على انها "سابقة" خطيرة تحتاج الوقوف لها بالمرصاد.
الغريب ان الفاعل أخذ "راحته على الآخر" ولم يجد من يتصدى لها فبعد فعلته مع الدعيع استمر في مشاكساته وتسليط الأشعة على محللي قناة فءُّ بين شوطي المباراة بالرغم من التشديد الأمني.. ولمن لا يعرف مثل هذه النوعية من الأشعة وأخطارها فهي تستخدم في الوقت الحالي بالكثير من العمليات الجراحية الدقيقة وأخطر ما في الموضوع أن توجيهها مباشرة للعين يصيب وبنسبة كبيرة بحالات "عمى" تتفاوت بين عدة ثوان إلى دائم... وتنتشر على هيئة "أقلام" في الغالب ويصل مداها للعديد من الكيلو مترات!.
لا شك بأن الفاعل المجهول والذي بات حديث المجالس الرياضية لم يكن ينظر للموضوع وأبعاده الخطيرة في مساهمته بتعريض حياة إنسان للخطر وربما تحقيق انتصار بالتحايل يهدم كل معاني التنافس الشريف ويتنافى مع كل المبادئ الإنسانية عندما يتعلق الأمر بتعريض إنسان لفقد بصره "لا قدر الله".. وربما تتخذ الجماهير من مثل هذا الفعل "موضة" تطل علينا في كل مباراة كما حصل في الماضي في حوادث الألعاب النارية واقتحام الجماهير الرياضية للملاعب.
وبالرغم من الحيرة التي لازمت الجميع حول كيفية دخول مثل هذه الوسائل الممنوعة نظاماً ومن ثم دخولها للملاعب رغم التفتيش الدقيق، إلا ان التطور التقني لن يتوقف وستنتشر مثل هذه الأدوات بأشكال متعددة وبطرق تحايل كثيرة وسيسعى "العابثون" لتحويل مثل هذه الأدوات المفيدة في مضمونها إلى أدوات "تخريب".
ربما تتخذ لجنة الانضباط قرارات حول هذه الحادثة وهو أمر متوقع، ولكن السؤال الأبرز بعد هذه الحادثة كيف تمكن هذا المشجع من "العبث" لأكثر من ساعة دون حسيب أو رقيب؟.. وحتى لو اكتشف حكم المباراة تلك الحادثة فسيضطر الحكم لإيقاف المباراة لمعالجة المشكلة وستموت معها متعة المباراة وستنتهي فرص الفريق الخاسر في تعديل النتيجة.. وإن لم تُشرَّع أنظمة صارمة وبنود ولوائح لمثل هذه الحالات فستتحول "الصافرة" من يد الحكام لأيدي الجماهير!.