::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - قصيدة لامية العرب للأزدي
عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-2007, 05:46 AM   #1
 
إحصائية العضو







بن مشخص المسعري غير متصل

بن مشخص المسعري is on a distinguished road


:r-r-5: قصيدة لامية العرب للأزدي

لامية العرب

للشنفرى المتوفي نحو 70 قبل الهجرة
وهو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى ، نشأ بين بني سلامان من بني فهم الذين أسروه وهو صغير ، فلما عرف بالقصة حلف أن يقتل منهم مائة رجل ، وقد تمكن من قتل تسعة وتسعين منهم ، وأما المائة فقيل إنه رفس جمجمة الشنفرى بعد موته فكانت سبباً في موته.
وهو - أي الشنفرى - من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً وعمرو بن براقة ، ومن أشهرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال .






أقـيموا بـني أمـي ، صـدورَ مَـطِيكم

فـإني ، إلـى قـومٍ سِواكم لأميلُ !




فـقد حـمت الـحاجاتُ ، والـليلُ مـقمرٌ

وشُـدت ، لِـطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛



وفـي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى

وفـيها ، لـمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ



لَـعَمْرُكَ ، مـا بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ

سَـرَى راغـباً أو راهباً ، وهو يعقلُ



ولـي ، دونـكم ، أهـلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ

وأرقـطُ زُهـلول وَعَـرفاءُ جـيألُ



هـم الأهـلُ . لا مـستودعُ الـسرِّ ذائعٌ

لـديهم ، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ



وكــلٌّ أبــيٌّ ، بـاسلٌ . غـير أنـني

إذا عـرضت أولـى الـطرائدِ أبسلُ



وإن مـدتْ الأيـدي إلـى الـزاد لم أكن

بـأعجلهم ، إذ أجْـشَعُ الـقومِ أعجل



ومــاذاك إلا بَـسْـطَةٌ عــن تـفضلٍ

عَـلَيهِم ، وكـان الأفـضلَ المتفضِّلُ



وإنـي كـفاني فَـقْدُ مـن لـيس جـازياً

بِـحُسنى ، ولا فـي قـربه مُـتَعَلَّلُ



ثـلاثـةُ أصـحـابٍ : فــؤادٌ مـشيعٌ ،

وأبـيضُ إصـليتٌ ، وصفراءُ عيطلُ



هَـتوفٌ ، مـن الـمُلْسِ المُتُونِ ، يزينها

رصـائعُ قـد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ



إذا زلّ عـنـها الـسهمُ ، حَـنَّتْ كـأنها

مُــرَزَّأةٌ ، ثـكلى ، تـرِنُ وتُـعْوِلُ



ولـسـتُ بـمـهيافِ ، يُـعَشِّى سَـوامهُ

مُـجَـدَعَةً سُـقبانها ، وهـي بُـهَّلُ



ولا جـبـأ أكـهـى مُــرِبِّ بـعـرسِهِ

يُـطالعها فـي شـأنه كـيف يـفعلُ



ولا خَــرِقٍ هَـيْـقٍ ، كــأن فُــؤَادهُ

يَـظَلُّ بـه الـكَّاءُ يـعلو ويَـسْفُلُ ،



ولا خــالـفِ داريَّــةٍ ، مُـتـغَزِّلٍ ،

يـروحُ ويـغدو ، داهـناً ، يـتكحلُ



ولـسـتُ بِـعَـلٍّ شَــرُّهُ دُونَ خَـيـرهِ

ألـفَّ ، إذا مـا رُعَته اهتاجَ ، أعزلُ



ولـستُ بـمحيار الـظَّلامِ ، إذا انـتحت

هـدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ



إذا الأمـعـزُ الـصَّوَّان لاقـى مـناسمي

تـطـاير مـنـه قــادحٌ ومُـفَـلَّلُ



أُدِيــمُ مِـطالَ الـجوعِ حـتى أُمِـيتهُ ،

وأضـربُ عنه الذِّكرَ صفحاً ، فأذهَلُ





وأسـتفُّ تُـرب الأرضِ كـي لا يرى لهُ

عَـليَّ ، مـن الطَّوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ



ولـولا اجـتناب الـذأم ، لم يُلْفَ مَشربٌ

يُـعـاش بـه ، إلا لـديِّ ، ومـأكلُ



ولـكـنَّ نـفـساً مُــرةً لا تـقيمُ بـي

عـلى الـضيم ، إلا ريـثما أتـحولُ



وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ

خُـيُـوطَةُ مــاريّ تُـغارُ وتـفتلُ



وأغـدو عـلى الـقوتِ الـزهيدِ كما غدا

أزلُّ تـهـاداه الـتَّـنائِفُ ، أطـحلُ



غـدا طَـاوياً ، يـعارضُ الرِّيحَ ، هافياً

يـخُوتُ بـأذناب الـشِّعَاب ، ويعْسِلُ



فـلـمَّا لـواهُ الـقُوتُ مـن حـيث أمَّـهُ

دعــا ؛ فـأجـابته نـظائرُ نُـحَّلُ



مُـهَـلْهَلَةٌ ، شِـيـبُ الـوجوهِ ، كـأنها

قِــداحٌ بـكـفيَّ يـاسِرٍ ، تـتَقَلْقَلُ





أو الـخَـشْرَمُ الـمبعوثُ حـثحَثَ دَبْـرَهُ

مَـحَابيضُ أرداهُـنَّ سَـامٍ مُعَسِّلُ ؛





مُـهَـرَّتَةٌ ، فُــوهٌ ، كــأن شُـدُوقـها

شُـقُوقُ الـعِصِيِّ ، كـالحاتٌ وَبُسَّلُ





فَـضَجَّ ، وضَـجَّتْ ، بِـالبَرَاحِ ، كـأنَّها

وإيـاهُ ، نـوْحٌ فـوقَ علياء ، ثُكَّلُ ؛



وأغـضى وأغـضتْ ، واتسى واتَّستْ بهِ

مَـرَاميلُ عَـزَّاها ، وعَـزَّتهُ مُرْمِلُ



شَـكا وشـكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت

ولَـلصَّبرُ ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ!



وَفَــاءَ وفــاءتْ بـادِراتٍ ، وكُـلُّها ،

عـلى نَـكَظٍ مِـمَّا يُـكاتِمُ ، مُـجْمِلُ



وتـشربُ أسـآرِي الـقطا الكُدْرُ ؛ بعدما

سـرت قـرباً ، أحـناؤها تتصلصلُ



هَـمَمْتُ وَهَـمَّتْ ، وابـتدرنا ، وأسْـدَلَتْ

وَشَـمَّـرَ مِـنـي فَــارِطٌ مُـتَمَهِّلُ



فَـوَلَّـيْتُ عـنها ، وهـي تـكبو لِـعَقْرهِ

يُـبـاشرُهُ مـنها ذُقـونٌ وحَـوْصَلُ



كــأن وغـاهـا ، حـجـرتيهِ وحـولهُ

أضـاميمُ مـن سَفْرِ القبائلِ ، نُزَّلُ ،





تـوافـينَ مِـن شَـتَّى إلـيهِ ، فـضَمَّها

كـما ضَـمَّ أذواد الأصـاريم مَـنْهَل


فَـعَبَّتْ غـشاشاً ، ثُـمَّ مَـرَّتْ كـأنها ،

مع الصُّبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ



وآلــف وجـه الأرض عـند افـتراشها

بـأهْـدَأ تُـنـبيه سَـناسِنُ قُـحَّلُ ؛



وأعــدلُ مَـنـحوضاً كـأن فـصُوصَهُ

كِـعَابٌ دحـاها لاعـبٌ ، فهي مُثَّلُ



فــإن تـبـتئس بـالشنفرى أم قـسطلِ

لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ ، أطولُ !



طَـرِيـدُ جِـنـاياتٍ تـياسرنَ لَـحْمَهُ ،

عَـقِـيرَتُهُ فــي أيِّـها حُـمَّ أولُ ،



تـنامُ إذا مـا نـام ، يـقظى عُـيُونُها ،

حِـثـاثاً إلــى مـكروههِ تَـتَغَلْغَلُ



وإلــفُ هـمـومٍ مــا تـزال تَـعُودهُ

عِـياداً ، كـحمى الرَّبعِ ، أوهي أثقلُ



إذا وردتْ أصـدرتُـهـا ، ثُــمَّ إنـهـا

تـثوبُ ، فـتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ



فـإما تـريني كـابنة الـرَّمْلِ ، ضـاحياً

عـلى رقـةٍ ، أحـفى ، ولا أتـنعلُ



فـأني لـمولى الـصبر ، أجـتابُ بَـزَّه

عـلى مِثل قلب السَّمْع ، والحزم أنعلُ



وأُعــدمُ أحْـيـاناً ، وأُغـنى ، وإنـما

يـنـالُ الـغِنى ذو الـبُعْدَةِ الـمتبَذِّلُ



فــلا جَــزَعٌ مــن خِـلةٍ مُـتكشِّفٌ

ولا مَــرِحٌ تـحت الـغِنى أتـخيلُ



ولا تـزدهي الأجـهال حِلمي ، ولا أُرى

سـؤولاً بـأعقاب الأقـاويلِ أُنـمِلُ



ولـيلةِ نـحسٍ ، يـصطلي الـقوس ربها

وأقـطـعهُ الـلاتـي بـهـا يـتنبلُ



دعـستُ عـلى غطْشٍ وبغشٍ ، وصحبتي

سُـعارٌ ، وإرزيـزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ



فـأيَّـمتُ نِـسـواناً ، وأيـتـمتُ وِلْـدَةً

وعُـدْتُ كـما أبْـدَأتُ ، والليل أليَلُ



وأصـبح ، عـني ، بـالغُميصاءِ ، جالساً

فـريقان : مـسؤولٌ ، وآخـرُ يسألُ



فـقـالوا : لـقـد هَـرَّتْ بِـليلٍ كِـلابُنا

فـقلنا : أذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ



فـلـمْ تَــكُ إلا نـبـأةٌ ، ثـم هـوَّمَتْ

فـقلنا قـطاةٌ رِيـعَ ، أم ريـعَ أجْدَلُ



فـإن يَـكُ مـن جـنٍّ ، لأبـرحَ طَارقاً

وإن يَـكُ إنـساً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ



ويـومٍ مـن الـشِّعرى ، يـذوبُ لُعابهُ ،

أفـاعيه ، فـي رمـضائهِ ، تتملْمَلُ



نَـصَـبْتُ لـه وجـهي ، ولاكـنَّ دُونَـهُ

ولا سـتـر إلا الأتـحميُّ الـمُرَعْبَلُ



وضـافٍ ، إذا هـبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ

لـبائدَ عـن أعـطافهِ مـا تـرجَّلُ



بـعـيدٍ بـمـسِّ الـدِّهنِ والـفَلْى عُـهْدُهُ

لـه عَـبَسٌ ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ



وخَـرقٍ كـظهر الـترسِ ، قَـفْرٍ قطعتهُ

بِـعَـامِلتين ، ظـهرهُ لـيس يـعملُ



وألـحـقـتُ أولاهُ بـأخـراه ، مُـوفـياً

عـلى قُـنَّةٍ ، أُقـعي مِـراراً وأمثُلُ



تَـرُودُ الأراوي الـصحمُ حـولي ، كأنَّها

عَــذارى عـليهنَّ الـملاءُ الـمُذَيَّلُ



ويـركُـدْنَ بـالآصالٍ حـولي ، كـأنني

مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحي الكيحَ أعقلُ

 

 

 

 

 

 

التوقيع

    

رد مع اقتباس