رسالة الى (( عيني )) العزيزة.
أحيانا كثيرة أراك تتفاعلين مع تافه ما يقع ... لتنخرطين في بكاء لا نظير له فتحزنين لأمل دنيوي لم يتحقق..... والدنيا لا تساوي عند الخالق عز وجل جناح بعوضة ....وتبكين بمرارة... لفراق محبوب ....قد لا يستحق كلمة وداع ، وحيناً تعلوك الكآبة والدموع لمجرد مضايقة تعرضت لها ممن يقذف بالكلمة ولا يلقي لها بالا وقد أمرت بالصبر عند الصدمة الأولى .... وكثيرا ما تسكبين العبرات والحسرات تلو الحسرات لكلمة عتاب من أم حنون او أخ مشفق .... وتظنين ذلك زجراً وتعنيفاً ... والدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابة ولأئمة المسلمين وعامتهم ..
ولكن العجب أشد العجب حين تتلى آيات الوعد والوعيد والترغيب والترهيب ... لا أرى لك سوى القحط والجفاف (( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)) وحين تنتشر صور من حال أخوة لنا في أصقاع الدنيا شتى ممن يعانون شظف العيش أو مرارة الحروب أو كبد الأوبئة ....
أراك تتباكين مجاراة لمن تتقطع قلوبهم لمثل ذلك ....
وحين تفقد الأمه معلماً أو عالماً من جهابذتها ممن يحتل أحد أركانها لفقده فمجرد الحوقله وبعض الدعوات !!
عيني الغالية :
عليك أن تختاري لك واحدة من أثنتين ......اما عين بكت من خشية الله ..... أو عين باتت تحرس في سبيل الله ..... وكلاهما لا تمسهما النار أبداً .... وماعداهما فلا .........
دمتم في حفظ الله وفي عينه التي لاتنام.