[معلومات العضو ابومبارك الدوسري]

«الجزيرة» تنقل بالصور حجم الأضرار والجهود المبذولة لإصلاحها
انطلاقة التيار الكهربائي بوادي الدواسر والسليل والمهندس الدخيل يشرح تفاصيل الحادث





وادي الدواسر - متابعة وتصوير - قبلان الحزيمي

بدأ أهالي محافظتي وادي الدواسر والسليل يتنفسون الصعداء بعد عودة التيار الكهربائي إلى المحافظتين وبشكل ما يزال غير آمن حتى الآن بعد 3 أيام من الانقطاع بسبب الحريق الذي نشب في وحدة التحكم ومعالجة الوقود بالمحطة، حيث ظهرت تباشير الفرح على وجوه الأهالي وعادت الحركة اليومية إلى وضعها الطبيعي مع مخاوف من تكرار الانقطاع.

الجزيرة تمكنت بعد ثلاثة أيام من دخول المحطة ونقل الحدث عن قرب من خلال الصور التي تبين حجم الأضرار والجهود المبذولة في إصلاحها، وقد التقينا نائب رئيس التوليد في المنطقة الوسطى المهندس سعد الدخيل والذي تواجد في الموقع منذ الساعات الأولى للحريق ووقف على أعمال الإصلاح بنفسه على مدار اليوم متناسياً التعب والسهر اليومي من أجل راحة المواطنين والمقيمين، وقد بين تفاصيل الحادث بقوله: وقع الحريق عند حوالي الساعة العاشرة و40 دقيقة من صباح يوم الأربعاء في وحدة التحكم ومعالجة الوقود بالمحطة وأتى على كامل محتوياتها والتي تشمل 37 طرمبة ومحطة لتنظيف الوقود من المياه والشوائب ولم يتبق سوى القواعد كما تضررت أسقف وجدران الموقع وجميع الكيابل الكهربائية به، وقد تسبب الزيت الخام والديزل بالموقع في ارتفاع عالي بدرجة الحرارة والسنة اللهب مما أضطر جميع العاملين المتواجدين بالابتعاد المؤقت حتى تم إخماد الحريق في وقت قياسي ولله الحمد عند حوالي الساعة الثانية عشر و50 دقيقة بتضافر الجهود وبمشاركة من فرق الإطفاء بوادي الدواسر والسليل والمطار ومركز ومدرسة قوة الصواريخ الإستراتيجية وشركة أرامكو السعودية والجيش السعودي، ومن حسن الحظ أن مضخات الوقود لوحدات التوسعة لم تكن موجودة في موقع الحريق حيث تحوي المحطة 3 وحدات توليد صغيرة بقدرة 15 ميقا وات لكل منها وقد تم تشغيلها بعد الحادث عند حوالي الساعة التاسعة مساء بعد ما تم التأكد من أمور السلامة، كما تم تشغيل وحدات تحويل الطوارئ الصغيرة ذات الأحجام المختلفة والتي وصلت من كافة أنحاء المملكة والبالغ عددها 54 وحدة وسعتها لإجمالية 25 ميجا وات تقريبا، مشيراً إلى أن التعامل مع الحوادث الكبيرة غير مستغرب على المنشآت والشركات الكبرى مثل شركة الكهرباء فالشركة تحوي منشآت كبيرة مثل محطات النقل ومحطات التوليد ومحطات التوزيع وخطوط هوائية وغيرها والشركة تملك المعرفة والخبرة في إدارة المواقف الخطرة والجسيمة مثل هذا الحدث حيث تم تشكيل فريق عمل بعد إخماد الحريق والاستعانة بعدد من الفنيين المتخصصة من محطات التوليد الأخرى كما تم الاستعانة كذلك بمقاولين متخصصين وبدء العمل عند الساعة التاسعة مساء من نفس اليوم بتنظيف الموقع من المخلفات وكذلك إزالة المخاطر بعمل متواصل على مدار 24 ساعة وبعد التأكد من أمان الموقع بدئت عملية فك الطرمبات المحترقة واستبدالها بطرمبات بديلة حيث تم تشغيل أول وحدة وتحميلها بحوالي 18 ميجا وات يوم الجمعة الساعة العاشرة صباحا كما تم تشغيل الوحدات المستأجرة في حي الشرافا والخماسين وتحميلها بحوالي 15 ميجا وات كما تم تشغيل الوحدة الثانية بالمحطة وتحميلها حوالي الساعة العاشرة والنصف من صباح نفس اليوم أي بعد تشغيل الأولى بنصف ساعة فقط ثم توالت الجهود واستمر العمل حتى تم تشغيل الوحدة الثالثة وتحميلها كذلك بحوالي 18 ميجا وات وذلك حوالي الساعة الرابعة عصرا من نفس يوم الجمعة وتوالت الجهود حتى تم تشغيل الوحدة الرابعة عند الساعة الحادية عشر مساء وتم تشغيل الوحدة الخامسة عند الساعة الرابعة من فجر يوم أمس السبت ليتم تغذية جميع الأحمال، مؤكداً أنه سيتم استبدال كامل للموقع المحترق بموقع مماثل وبتخطيط وتصميم جديد وسيتم تشغيله بإذن الله قبل صيف العام القادم أي بعد قرابة 7 أشهر من الآن، مضيفاً بأن تشغيل هذه الوحدات على الطرمبات البديلة التي تم تركيبها سيكون بشكل مؤقت حتى الانتهاء من إنشاء الموقع الجديد.

مؤكداً بأن المحطة سيتم توسعتها وتعزيزها حسب التطور والطلب على الطاقة وبما يضمن وجود احتياطي كافي للخارج عن الخدمة والخارج عن الاحتياطي الدوار.

وعن الانقطاع المتكررة للتيار قبل حدوث الحريق ذكر بأن تذبذب الجهد بنهاية الخط عند المشترك يشمل شبكة التوزيع وشبكة النقل وهذه الانقطاع ربما يحدث من التوزيع أو من شبكة النقل فلا بد من تحديد كل عطل على حده خاصة وأن شبكة وادي الدواسر شبكة هوائية وهي معرضة للانقطاع أكثر من الشبكة الأرضية.

وعن ربط محطة وادي الدواسر بالمحطات المجاورة قال المهندس الدخيل: الربط هو الحل الجذري لانقطاع التيارات الكهربائية المتوالية والتي تنتج لأسباب ترتبط بوحدات التوليد للشبكات المعزولة.

ومحطة وادي الدواسر لها نظرة خاصة بحكم أنها شبكة معزولة ولكونها كذلك تحرص الشركة على تواجد الوحدات بشكل أعلى من الوحدات الموجودة في الشبكات المتراكمة لأن خروج وحده من الشبكات المتراكمة يكون أثرها خفيفة مقارنة بخروج وحدة من الشبكات المعزولة وربط محطة وادي الدواسر تمت دراسته وله خطه معينه وهو من ضمن المشاريع المستقبلية للشركة والتي تحرص كل الحرص على عاملين أساسية أمان واستقرار التغذية والتكاليف التشغيلية.

إلى ذلك وصل عصر يوم أمس الأول الجمعة لموقع المحطة المهندس سعد المنصور نائب الرئيس التنفيذي للتوزيع كما وصل نائب رئيس أول التوزيع في المنطقة الوسطى المهندس سعد الشهراني للوقوف على وضع المحطة ووضع الحلول المناسبة لتطويرها.

من جهة أخرى واصلت جميع الدوائر الحكومية بمحافظتي وادي الدواسر والسليل يوم أمس السبت العمل فيما بقيت المدارس بالمحافظتين بنين وبنات في إجازة نظراً لظروف انقطاع الكهرباء وتسببها في إرباك لجميع المنازل والأسر ومغادرة عدد من أبناء المحافظتين للمحافظات المجاورة.

من جهتهم أكد عدد من المواطنين ورجال الأعمال أنهم قد تكبدوا خسائر جسيمة جراء هذا الانقطاع، وأشار رئيس المجلس البلدي بمحافظة وادي الدواسر الأستاذ ماجد بن حسن آل ناهش أن محافظة وادي الدواسر قد شهدت خلال السنوات الماضية وفي هذا العصر الزاهر تحت رعاية واهتمام حكومتنا الرشيدة قفزات من النمو المطرد في كافة المجالات مما يتحتم معه مواكبة مماثلة من كافة القطاعات الخدمية بالمحافظة ومن ذلك قطاع الكهرباء والماء والخدمات الصحية والتعليمية والطرق والخدمات البلدية وغيرها كما أننا نتطلع من جميع الوزارات بالنظر في اتساع المحافظة ونموها الكبير في ظل بطئ شديد في مواكبة هذا النمو من القطاعات الخدمية ذات العلاقة.