عام :الوطن العربي :الاربعاء 10 ربيع الثاني 1426هـ - 17 مايو2005م
مفكرة الإسلام[خاص]:
طالبت هيئة علماء المسلمين في العراق في بيان صادر عنها اليوم الثلاثاء كلاً من وزيري الداخلية والدفاع المواليين للقوات المحتلة بالاستقالة، وذلك على خلفية حملات الاعتقال وعمليات الاغتيال التي تقوم بها الأجهزة الأمنية الحكومية ضد أئمة وخطباء المساجد والمصلين.
وفي بيانها الذي تلقت مفكرة الإسلام نسخة منه، قالت الهيئة: 'مرة أخرى تعود حملة الاغتيالات - التي تصاعدت في ظل الحكومة الحالية ـ الموجهة إلى أئمة وخطباء المساجد والعاملين فيها والمصلين وغيرهم من الشباب المسلم المسالم الذين يُداهمون في أماكن سكنهم، فيُقتل من يُقتل ويُعتقل من يُعتقل ويُعذب منهم من يُعذب بدعوى 'الإرهاب'، وغيرها من الدعاوى الباطلة التي تتذرع بها الجهات التي تقف وراء هذه الأعمال الإجرامية'.
ويضيف البيان:
'وكان آخرها اعتقال واغتيال الشيخ حميد مخلف الدليمي إمام مسجد الأرقم [حي الشعب] ببغداد، والشيخ طلال نايف العنـزي إمام وخطيب جامع المصطفى [حي الشعب] ببغداد، وفضيلة الشيخ [حسن هادي علوان النعيمي] عضو مجلس شورى الهيئة وإمام وخطيب جامع الشهيد يوسف الطيار في حي الشعب، الذي كان معروفاً بنشاطه في مجال فض النـزاعات والسعي في الصلح بين الناس، والذي اعتقلته قبل يومين قوات وزارة الداخلية ثم سلمته للطب العدلي مقتولاً، ولم يتم التعرف على جثته إلا بصعوبة من شدة التعذيب الذي شوه معالمها؛ علماً بأن قناة [العراقية الفضائية] ادعت أن الشيخ حسن النعيمي قد قبضت عليه مغاوير الشرطة وأنه يرأس خلية 'إرهابية'، ولا يزال الكثير من المعتقلين تحت وطأة التعذيب الوحشي في معتقلات أجهزة الأمن للحكومة الانتقالية'.
وتابع البيان يقول:
'وعلى هذا فإن هيئة علماء المسلمين في العراق لا يمكنها السكوت على هذه الأعمال الإجرامية والممارسات غير الإنسانية التي تقوم بها أجهزة وزارتي الداخلية والدفاع والجهات المتعاونة معها، وتحمل الهيئة الحكومة الانتقالية مسؤولية نتائج هذه الأعمال الإجرامية، وتعد مثل هذه الأعمال إرهاباً تقوم به الدولة وأجهزتها الأمنية؛ الأمر الذي سيزيد الإرهاب إرهاباً والوضع سوءاً، ولا يوصل إلى الأمن المنشود'.
وطالبت هيئة علماء المسلمين التي تمثل أعلى مرجعية للمسلمين السنة في العراق بناءً على هذا 'باستقالة كل من وزيري الداخلية والدفاع لمسئوليتهما الكاملة عن الإجراءات غير الإنسانية وغير المسؤولة التي قامت بها أجهزة وزارتيهما، وتعلن أن هذه الإجراءات إذا استمرت ستقود البلد ـ لا قدر الله تعالى ـ إلى الفتنة التي تسعى إليها أطراف مشبوهة خارجية وداخلية، كما تطالب أبناء شعبنا العراقي الكريم بكل أطيافه ومذاهبه أن ينتبه إلى هذه المؤامرة التي تستهدف أمنه واستقراره ووحدته، وأن يستنكرها بشدة ويعري الأطراف الضالعة فيها؛ حتى تحاصر هذه الفتنة وتبوء نوايا مثيريها بالخيبة والبوار'
البـــــرّاق