الفصل الي قبل هو الفصل الرابع هذا
هو الفصل الخامس
مر شهر كامل لا أدري أين أخي...؟ ولا أخي يدري عني...!
ولا أمي تعلم أين نحن الآن.....................شهر كامل لا أحد يكلمني بين قبضة تلك الجدران البالية..!
شهر كامل يوم تلو يوم لم أرى فيها الشمس.....ولابشر...........لا أسمع إلا الصياح والعويل ..!
جسمي قد نحل فلا أكل تطيب له نفسك........ولا شراب تتلذ بشربه..
جسمي قد ضعف من هاجس الحزن الذي يخيم علي..........جلدي قد تقشر من وحشة المكان...
في صباح ذلك اليوم تمام الشهر نعم فقد حسبته جيداً بدقائقه وساعاته وأيامه...
بعد أن صليت الفجر لأجلس مسنداً ظهري على احدى الجدران كما تعودت شهراً كامل..
جلست أذكر الله لتسكن نفسي وتغمض عيني...
نومة ما ألذها من نومة.......فقد أرتخت جميع عظلات لأمد رجلاي لترتطم قبل تمام انبساطها في الجهة الأخرى...!!
نعم نسيت أني في زنزانة القهر ...استسلمت للواقع...
وفي صمت زنزانتي وهجعت نومي فلم أذق مثل هذا الوم منذ شهر...
لأنتفض مفزوعاً من صوت أقفال ومزاليج الزنزانة المزعج...!
لأرى ذلك السجان الحقير يستدعيني بأسمي سالم قم ليضع القيد في يداي..
ويضع ذلك الغطاء على رأسي..........ما الامر؟
قال لديك محضر استجواب..!!
وماهو محضر الاستجواب........؟
قال لاتستعجل فلا نزال في بداية المشوار...
قلبي قد هاله تلك الكلمات ....محضر.....استجواب.....الله يستر بستره....فهذه المصطلحات لا أعرفها..!
لأمشي تلك الخطوات التي حفظت عددها..!!
فصوت دف بسطاره..! وصوت خجول همس حذائي....!!
ليطرق ذلك الباب عدة طرقات......حضرة الضابط المتهم عند الباب..
ليفتح الباب ويفتح الغطاء عن وجهي.......فأغمضت عيناي النور ساطع .....فأنا لم أرى مثل هذا النور منذ شهر..!!
سقطت دمعات حارة من عيني ...... وأرتجفت رجلاي...!!
الصمت يعم تلك الغرفة فلا أسمع إلا صريف قلم ذلك المحقق ونحنحته المزعجة..!
بعد فترة من الصمت المجلجل..........نطق ذلك المحقق..
سالم أنت شاب في ريعان الشباب..
قد سلكت طريق موحش وصاحبت أشرار....!!
وغرر بك أخيك أحمد وكذلك المدعو أبو إسماعيل...!!
أتدري لماذا أتيت مع أخيك إلى بلادنا..!
تعثرت الكلمات على لساني فلا أدري مالقضية..؟
أريد أن أخرص لسان ذلك اللئيم...
قال أنا أجاوبك أتيتم لتسلبوا خيارات بلادنا بأفكاركم الساذجة المكشوفة لدينا...
حينها تيقنت مما يرنو إليه إنه يعادي منهجنا....فلا يريدون دعاة ولا مصلحين إنما يريدون بغاة منبطحين....!!
يالله مالسبيل للخلاص من هذا الموقف..
يقول بفضل جهودنا المكثفة تم القضاء على جميع أفراد عصابتكم..
ليلاقوا مصيرهم بعد تمام التحقيق معهم....
كل هذا الكلام ولم أرد عليه بكلمة واحدة...
نعم فقد تم غلايان بركان غضبي.....!!!
لأصرخ بأعلى صوتي يـــــــــا حقير ماهذا الذي أسمعه..!!
هل سلب خيرات بلادكم برجوعها إلى الاسلام حق...
هل مصاحبة الدعاة تعد تتطرف....يا قذر.
أسمع منهم الوحوش الذي تقول..
أهم من أمسوا في قيام وسجود أم من أمسى سكير نكير..
كلمات قد تفجرت في وجه ذلك الوقح.
ليعتدل من جلسته التهكمية لا يدري مايقول فلم يكن يتوقع مثل هذا الرد القاسي الذي ربما ما مر عليه مثله..
لتتلعثم عبارته سالم ما تقول لا زالت تلك الافكار في مخيلتك...!
ليُسدد إلي تلك الضربة على جبيني بتلك الاوراق الضخمة لأسقط على ظهري من ألم الضربة..
وقد سال الدم من جبيني.....لأسمع تلك الشتائم بأنواعها وأنا مستلقي على الارض..
لينادي ذالك السجان....يقول هذا لم يزل متشبث بأفكاره أذهب به إلى غرفة التعليق..
وإذا تراجع عن فكره أخبرني بذلك...
غرفة التعليق ياإلهي ماهذا المصطلح الجديد.........رباه عفوك.....اللهم إني أسألك الثبات ياحي ياقيوم.
لأدخل تلك الغرفة .........نعم إنها تعليق بالفعل وضع احدى يداي في قيد ورفعا لأعلى..
وأغلق الباب وقال أردت أن تتراجع عن أقوالك نادي علي..
جلست أفكر إلى متى سأظل ويدي معلقة.....الألم شديد وقاسي...والنفس
قلت إن جعلت أترقب متى أنهار وألين لهم لفعلت ذلك لهم ...
ولكن خير ما تستغل به الاوقات ذكر الله عزوجل.
لأضع جدول في ذهني مابيت تلاوة لكتاب الله وأستغفار ودعاء......معلناً بذلك الحرب عليهم.
بعد عدة ساعات ليدخل وينظر إلى حالي يقول ألم يأن لك التراجع..
فلا تتعب نفسك فكثر من فعلوا مثلك ولكن في النهاية تراجعوا.......فلا صمود وأنت واقف ويدك معلقة..
ضحكت في وجهه وقلت سنرى..!
لينظر إلى متعجباً مما أقول ويغلق الباب بشدة .... نعم بهجة نفسي وأنا أراهم في غيظ..
حان وقت صلاة الظهر ناديته ليأتي مسرعاً قال قلت لك سابقاً لاصمود...
قلت أنا لم أناديك لذلك ولكن أريد أن أتوضى...........ليتمعر وجهه فلم يصدق ما أقول جزم منه أني سأتراجع..
قال لن تتوضى حتى تتراجع فعلت أنه يريد أن يماطل بي قلت له أذهب فلا أحتاجك..
نويت التيمم بحالي وصدعت بلأذان وصليت الظهر.........بكل ما يمكنن من أتمامها بأحسن حال لحالي..
ليدخل إلي بعد فترة من الزمن ومعه صحن صغير وملعقة هل تريد وجبة الغداء الآن قلت نعم..
ليضع الملعقة في الصحن ثم يناولها فمي لأمجها في وجهه وينظر ألي قلت أنا صائم..
وكأن شعر رأسه وقف ماهذا الذي أسمعه..
مرة فترات من الزمن وأنا أوسع صدري بالتهكم بهذا السجان الحقير..
مر أكثر من خمسة عشر ساعة وأنا معلق ..!!
ليحضر خمسة ضباط ينظرو إلي ماهذا خمسة عشر ساعة ولم يتراجع عن أقواله..
عدة صفعات على وجهي وركلات على بطني لأتحامى على نفسي شدة الألم..
خرجوا من عندي وهم قد يأسوا مني..
يقول أحدهم هذا قد توغلت أفكاره في جميع جسمه فلن يتراجع ولن ينفع معه أي شي...
عندما سمعت هذه الكلمات أحسست بنشوة...
وقلت في نفسي الحرب لازالت مستمرة..
لكن ظهري قد تصلب من الوقوف ومع تعذيبهم لي...
سقط جسمي لأظل معلقاً بشدة والألم قد فتت أعصابي.
ليسقط على كتفي تلك القطرات الحمراء...........نعم لقد دميت كفي من قسوة القيد وتحامل جسمي عليه..
لأرفع بصري أرقب ذلك النزف وأقول يا يدي تصبري فلا زلنا في بداية المعركة لأسقط بعد ذلك مغمى علي..
ليدخل السجان مدوي بأعلى صوته مات سالم ليدخل ذلك الجمع لينظروا إلى جثماني...!!