السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الحمدلله الذي لم يستفتح بأفضل من اسمه كلام، ولم يستنجح بأحسن من صنعه مرام، نحمده حمدا يتردد تردد أنفاس الصدور ويتكرر تكرر لحظات العيون ...
تحياتي لكافة أعضاء وعضوات منتدى قبيلة الداوسر أبناء عمي وكل من حلّ ضيفا علينا،،،
وبعد،،،
انقطعت عن المنتدى فترة من الوقت وانقطعت مشاركاتي وان لم ينقطع تواصلي وتصفحي لمواضيعه الرائعة المختلفة، في الواقع أعجز وأخجل من تقديم العذر تلو الآخر، ولكن معرفتي بكرمكم وتفهمكم يجعلاني أطمع بعفوكم، اذا بكل اختصار: منّا المعاذير ومنكم السموحه.
في الحقيقة، موضوعي هذا اليوم هو بمثابة مرثية نثرية تعبر عما شعرنا به من حزن وصدمة إثر سماعنا خبر وفاة العضو المرحوم بإذن الله تعالى / دغش البطي. لا أظن أن أحدا من الأعضاء يجهل من هو دغش البطي رحمة الله عليه - فلا يكاد يخلو موضوع من مواضيع المنتدى من رد له أو تعليق إيجابي كله مدح وثناء وتشجيع لصاحب الموضوع، ولا أظن أنّ عينا لم تدمع بعد رحيله برؤية اسمه أو رد من ردوده أو حتى تواقيع زملائه. رحل رحمة الله عليه والكل يتحدث عن كرم أخلاقه وطيب معدنه ورحابة صدره، من عرفه ومن لم يعرفه، الكل شهد له ، رحل ولم يبق سوى ذكره وسيرته العطره فآلا ليت الناس تتعظ!
لقد جعل الله الدنيا محل نقله، الكل عنها راحل وان طالت المهله، خيرها عتيد وعمرها تأبيد، ولينظر كل واحد منكم يمنة فهل يرى إلا محنة؟ ثم ليعطف يسرة هل يرى إلا حسره؟ كلنا فيها راحل، والأيام فيها مراحل، من تهبه اليوم تسلبه في الغد، هذه شيمتها دائما... تعطي ثم ترتجع أعز ما تعطي. وكما قالوا قديما ما حيلة الموت إلا كل صالحة أو لا فلا حيلة فيه لمحتالي، فالعمل الصالح العمل الصالح.... ولا تجعل الجزع يعميك واستمسك بعروة الصبر عسى الله يجزيك، واللبيب من جعل بين اللوعة الغالبة والدمعة الساكبة حاجزا ومانعا من اليقين يكفيانه ويصبرانه على مصائب الدهر ومحنه.
كلٌ شارب من كأس الموت ومكتسي بكسائه، وبوفاة دغش البطي رحمة الله عليه - الذي كان يوما بيننا هاهنا، يرد كما نرد على المواضيع ويشارك بكل محبة وود، بوفاته أيقظ أناسي العيون وكشف الغطاء عن القلوب وجعل المرء يتفكر ويفكر قبل أن يخط حرفا ويرسم معنى فإنا لله وإنا إليه راجعون، هي فرقة محتومة على كل شمل منتظم ومكتوبة على كل حبل متصل، فهل من معتبر أو متعظ؟ قد تكون أنت الراحل أو أنا... فهل أنت مستعد؟
إخوتي، أخواتي،
أيام العمر وساعات الدهر كمراحل معدودة إلى وجهة مقصودة، والآجال آماد مضروبة، وأنفاس محسوبة ولئن كانت المصيبة بوفاة دغش البطي عظيمة، لقد سدها إرثا من الأخلاق والسيرة العطرة والمواقف المشرفة التي ستشهد له ان شاء الله ولا نزكي على الله أحدا، لا مصيبة مع الايمان ولا معزي مع القرآن والذي يخفف ثقل النوائب، ويحدث السلو عند المصائب تذكر حكم الله في سيد المرسلين، وخاتم النبيين محمد صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
غفر الله ذنب دغش البطي وخفف حسابه وتغمده من عفوه بما يفوت آمال المؤملين، ويوجب له مرافقة الأنبياء والمرسلين، رحمه الله رحمة الأبرار وحط عنه ثقل الأوزار، ونور برهانه وألبسه رضوانه وفسح له جنانه.
الجوهره