تذكر أخي الكريم: أن الدنيا أيام معدودة، مستعارة مردودة، وأنك فيها في ابتلاء وأنها لك دار علم، وأنه لا مفر لك من نهاية الأجل، وأن القبر فتنة وحساب فإما نعيم وإما عذاب، وأن المرء يموت على ما عاش عليه، ويبعث على ما مات عليه. ففريق في الجنةوفريق السعير. فهل أعددت للموت عده؟ وهل فكرت يوماً في وحشة القبور؟ وهل تأملت في أهوال الحشروالنشور؟ ولدتك أمــك يــا ابن آدم باكيــاً *** والناس حولك يضحكون سروراً فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا *** في يوم موتك ضاحكاً مسروراً أخي : هل تذكرت هاذم اللذات، ومفرق الجماعات ومشتت البنين والبنات؟ هل تذكرت يوماً تكون فيه من أهل القبور؟ هل تذكرت مفارقة الأهل والجيران، والأموال والأصحاب والأوطان؟ هل تذكرت ضيق القبور وظلمتها؟ هل تذكرت وحشتها وكربتها؟ هل تذكرت عذاب القبر وألوانه؟ هل تذكرت حياته وعقاربه وديدانه؟ هل تذكرت الشجاع الأقرع وعظم شأنه؟ هل تذكرت ضرب الفاجر بمرزبة من حديد مع الإهانة؟ هل تذكرت سؤال الملكين منكر ونكير؟ هل تذكرت أتوفق للصواب من الجواب، أم يقال لك: لا دريت ولا تليت؟ هل تذكرت نعيم القبر وروحه وريحانه؟ قال أحد ألائمة: "لا تسئم من الوقوف على بابه ولو طردت" "ولا تقطع الاعتذار ولو رددت" " قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: "يا ابن آدم استطعمتك ولم تطعمني فيقول: فكيف أطعمك وأنت رب العالمين فيقول: أفلم يستطعمك عبدي فلان أما تعلم انك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي" "يا ابن آدم استسقيتك ولم تسقني فيقول: فكيف أسقيك وأنت رب العالمين فيقول: أفلم يستسقيك عبدي فلان أما تعلم انك لو أسقيته لوجدت ذلك عندي" "يا ابن آدم مرضت ولم تعدني فيقول: فكيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول: مرض عبدي فلان أما تعلم انك لو عدته لوجدتني عنده" صور بعض الذين كانوا معنا ورحلوا : الله يرحم المسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات اللهم تجاوز عن والدتي واغفر لها ذنبها واعفوا عنها وارحمها واجعل قبرها روضة من رياض الجنه امين يارب مع تحياتي لكم منقول لعل فيه النفع الكبير منقول مجرد ذكرى لعل فيها النفع الكبير