::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - الحياة كأس شاي
الموضوع: الحياة كأس شاي
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-2007, 04:20 PM   #1
 
إحصائية العضو







ابومبارك الدوسري غير متصل

ابومبارك الدوسري is on a distinguished road


افتراضي الحياة كأس شاي

يس الموت فقط أن تكون جثة هامدة قد فارقتها الحياة، أو أن يتوقف قلبك عن النبض، وإنما هناك عدة معانٍ لهذه الكلمة:

ليس بالضرورة أن تلفظ أنفاسك وتغمض عينيك ويتوقف قلبك عن النبض ويتوقف جسدك عن الحركة كي يقال عنك: إنك فارقت الحياة.

فبيننا الكثير من الموتى يتحركون، يتحدثون، يأكلون ويشربون، يضحكون لكنهم موتى... يمارسون الحياة بلا حياة، فمفاهيم الموت لدى الناس تختلف... فهناك من يشعر بالموت حين يفقد إنساناً عزيزاً ويخيل إليه أنَّ الحياة قد انتهت وأنَّ ذلك العزيز حين رحل أغلق أبواب الحياة خلفه وأنَّ دوره في الحياة بعده... انتهى.

وهناك من يشعر بالموت حين يحاصره الفشل من كل الجهات ويكبله إحساسه بالإحباط عن التقدم، فيتخيل... أن صلاحيته في الحياة قد انتهت، وأنه لم يعد فوق الأرض ما يستحق البقاء من أجله. والبعض تتوقف الحياة في عينيه في لحظات الحزن ويظن أن لا نهاية لهذا الحزن وأنه ليس فوق الأرض من هو أتعس منه، فيقسو على نفسه حين يحكم عليها وينفذ بها حكم الموت بلا تردد وينزع الحياة من قلبه ويعيش بين الآخرين كالميت تماماً.

فلم يعد المعنى الوحيد للموت هو الرحيل عن هذه الحياة، فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة، ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت رغم أنه ما زال على قيد الحياة. فالكثير منا... يتمنى الموت في لحظات الانكسار ظناً منه أن الموت هو الحل الوحيد والنهاية السعيدة لسلسلة العذاب الذي يعيشه، لكن...هل سأل نفسه ماذا بعد الموت... ؟؟

نعم ماذا بعد الموت، أكيد هناك حساب القبر والجنة والنار، لكن ليس هذا ما اقصده. ما أقصدة هو موت الروح لا الجسد، أن تعيش منتظراً الموت من دون أمل أو هدف.

فهم كانوا هنا ثم رحلوا، غابوا ولهم أسبابهم في الغياب لكن الحياة خلفهم ما زالت مستمرة، فالشمس ما زالت تشرق والأيام ما زالت تتوالى، والزمن لم يتوقف بعد ونحن ما زلنا هنا.. ما زال في الجسد دم وفي القلب نبض وفي العمر بقية إن شاء الله. فلماذا نعيش بلا حياة.. ونموت بلا موت؟! إذا توقفت الحياة في أعيننا فيجب ألا تتوقف في قلوبنا. فالموت الحقيقي هو موت القلوب.

تخيل أنَّ لديك كأس شاي مُرّ وأضفت إليه سكراً ولكن لم تحرك السكر، فهل ستجد طعم

حلاوة السكر؟ بالتأكيد لا.. أمعن النظر في الكأس لمده دقيقه ثم تذوق الشاي، هل تغير شيء؟ هل تذوقت الحلاوة؟ أعتقد لا.. ألا تلاحظ أن الشاي بدأ يبرد ويبرد وأنت لم تذق حلاوته بعد؟

إذاً ما رأيك في محاولة أخيرة، ضع يديك على رأسك ودر حول كأس الشاي, وتمنى أن يصبح الشاي حلواً.

طبعاً ستقول ما الذي أفعله، كل ذلك من الجنون، وقد يكون سخفاً فلن يصبح الشاي حلواً بل سيكون قد برد ولن تشربه إبداً. وكذلك هي الحياة كوب شاي مرّ. والقدرات التي وهبك الله إياها، والخير الكامن داخل نفسك هو السكر الذي إن لم تحركه بنفسك فلن تتذوق طعم حلاوته، وإن دعوت الله مكتوف الأيدي أن يجعل حياتك أفضل فلن تكون أفضل إلا إن عملت جاهداً بنفسك وحركت إبداعاتك بنفسك. لذلك اعمل لتصل لتنجح لتصبح حياتك أفضل وتتذوق حلاوة إنتاجك وعملك وإبداعك فتصبح حياتك أفضل (شاي يعدل المزاج).

 

 

 

 

 

 

التوقيع

موقع جائزة الشيخ مران للإبداع العلمي.

http://morran-award.org.sa/index.php

    

رد مع اقتباس