أخي الحبيب:
أولا : لنفرق بين الاستغاثة والتوسل
قال ابن تيمية : ولم يقل أحد إن التوسل بنبي هو استغاثة به
بل العامة الذين يتوسلون في أدعيتهم بأمور ، كقول أحدهم : أتوسل إليك بحق الشيخ فلان أو بحرمته ، أو أتوسل إليك باللوح والقلم أو بالكعبة ، أو غير ذلك مما يقولونه في أدعيتهم يعلمون أنهم لا يستغيثون بهذه الأمور ،
فإن المستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم طالب منه وسائل له . والمتوسل به لا يدعى ولا يطلب منه ولا يسأل ، وإنما يطلب به ، وكل أحد يفرق بين المدعو والمدعو به .
ثانيا : حينما ذكرت لك أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مسألة خلافية ، لم أقل ذلك من نفسي ...
وإنما هي أقوال أهل العلم :
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :
اختلف العلماء في مشروعية التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كقول القائل : اللهم إني أسألك بنبيك أو بجاه نبيك أو بحق نبيك ، على أقوال :
- ذهب جمهور الفقهاء ( المالكية والشافعية ومتأخرو الحنفية وهو المذهب عند الحنابلة ) إلى جواز هذا النوع من التوسل سواء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته . أهـ
قول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في مسألة التوسل :
سُئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن قولهم في الاستسقاء : لا بأس بالتوسُّل بالصالحين، وقول أحمد : يُتوسَّل بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاصة، مع قولهم : إنه لا يُستغاث بمخلوق، فقال :
فالفرق ظاهر جدًّا، وليس الكلام ممَّا نحن فيه، فكونُ بعْضٍ يرخِّص بالتوسُّل بالصالحين وبعضٍ يخصُّه بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأكثر العلماء يَنهى عن ذلك ويكرهه ـ فهذه المسألة من مسائل الفقه، وإن كان الصواب عندنا قول الجمهور من أنه مكروه، فلا ننكر على من فعله، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد، ولكنْ إنكارنا على من دعا المخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى، ويقصد القبر ويتضرَّع عند ضريح الشيخ . عبد القادر أو غيره ويَطلب فيه تفريج الكُرُبَات وإغاثة اللهْفان وإعطاء الرغبات، فأين هذا ممن يدعو الله مُخْلِصًا له الدين لا يدعو مع الله أحدًا، ولكن يقول في دعائه : أسألك بنبيك أو بالمرسلين أو بعبادك الصالحين، أو يقصد قبرًا معروفًا أو غيره يدعو عنده، لكن لا يدعو إلا الله مخلصًا له الدين، فأين هذا مما نحن فيه؟ .
جاء ذلك في فتاوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مجموعة المؤلَّفات القسم الثالث ص 68 التي نشرتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
وتقبل تحياتي