18- يـوم جــدود
وهو اسم موضع في ارض بني تميم ، قريب من حزن بني يربوع
عند سمت اليمامة، في الماء الذى يقال له : الكلاب ،
وكانت فيه وقعتان مشهورتان عظيمتان من اشهر ايام العرب ،
وكان اليوم الاول منها غلب عليه يوم جدود ، وكان لتغلب على بكر بن وائل ،
وجدود الثانية كانت بين بنو بكر بن وائل وبنو تميم ...
وفيها يقول الشاعر:
أرى ابلي عافت جدود ، فلم=تذق بها قطرة الا تحلة مقسم(1)
ومن قصة يوم جدود .. انه غزا الحوفزان – وهو الحارث بن شريك –
فأغار على من بالقاعة من بني سعد بن يزيد مناة ،
فأخذ نعما كثيرا ، وسبى فيهن الزرقاء من بني ربيع الحارث ،
فأعجب بها واعجبت به ، وكانت خرقاء فلم يتمالك ان وقع بها ،
فلما انتهي الى جدود منعتهم بنو يربوع بن حنظلة ان يردوا الماء ،
ورئيسهم عتبه بن الحارث بن شهاب، فقاتلوهم ..
فلم يكن لبني بكر بهم بد ، فصالحوهم على ان يعطوا بني يربوع
بعض غنائمهم، على ان يخلوهم يردوا الماء فقبلوا ذلك وأجازوهم ،
فبلغ ذلك بني سعد ، فقال قيس بن عاصم المنقرى التميمي في ذلك :
جزى الله يربوعا بأسوأ صنيعها=اذا ذكرت ، في النائبات ، أمورها
ويوم جدود قد فضحتم أباكم=وسالمتم، والخيل تدمي نحورها
يعيرهم بأنهم تركوا سبي بنو تميم مع بنو بكر بن وائل
وأوردوهم الماء مقابل بعض الغنائم
---------------------------------------------------------------
(1) تحلة مقسم : أى ليتحلل المقسم من اليمين أقسمها على
أن يجعل ابله تشرب من الماء ، فتشرب منها شربة
تكفي للتحل من القسم ولا ترتوي ،
فكأن الابل قد فعلت هذا من تلقاء نفسها
19- يـوم حـشـــاش
خرج عمير بن الجعد بن الفهد الخزاعي من ذي غلائل بمئه
من بني كعب بن عمرو حتى صبحوا بني لحيان بالحشاش ،
فوجدوهم مستعدين لهم ، فقتلتهم بنو لحيان
ولم ينجو منهم غير عمير بن الجعد فقال :
صدفت أميمة لات حين صدوف=عني وأذن صحبتي بخفوف
أأميم هل تدرين أن رب صاحب=فارقت يوم حشاش غير ضعيف
يروي النديم إذا تناش صحبه=أم الصبي وثوبه مخلوف
ويقول عمير هذا أيضاًمصوراً الواقعة :
لما رأيتهم كأن نبالهم=بالجزع من نقرى نجاء خريف
وعرفت أن من يثقفوه يتركوا=للضبع أو يصطف بشر مصيف
أيقنت أن لاشيء يُنجي منهم=إلا تفاوت جم كل وظيف
رفعت ساقاً لا أخاف عثارها=ونجوت من كبث نجاء خذوف
وإذا أرى شخصاً امامي خلته=رجلاً فملت كميلة الخذروف
20- يـوم الحائر
ويقال له: يوم ملهم ايضا وهو من ايام بنى يربوع على بكر
وكان من قصته: ان ابا مليل عبد الله بن الحارث بن عاصم بن حميد
وعلقمة أخاه أنطلقا يطلبان إبلاً لهما حتى وردوا ملهم
من ارض اليمامة ، فخرج عليهم نفر من بنى يشكر
فقتلوا علقمة واخذوا ابا مليل فكان عندهم ما شاء الله ،
ثم خلو سبيله واخذوا عليه عهدا وميثاقا الا يخبر بأمره أحداً ،
فأتى قومه فسئلوه عن امر اخيه فلم يخبرهم فقال وبرة بن حمزة
هذا رجل أُخذ عليه عهد وميثاق ، فخرجوا يقصون أثره
ورئيسهم شهاب ابن عبد القيس حتى وصلوا ملهم ،
فلما رأهم أهل ملهم تحصنوا فحرقت بنو يربوع بعض زرعهم
وعقروا بعض نخلهم ولما رأو القوم ذلك نزل اليهم ،
فقاتلوهم فهزمت بنى يشكر وقتل عمرو بن صابر اليشكري
وقتل عتيبة بن الحارث بن شهاب التميمي رجل اخر من بنو يشكر ،
وقتل مالك بن نويرة التميمي حمران بن عبد الله اليشكري ..
وقال ابن نويرة في ذلك اليوم:
طلبنا بيوم مثل يومك علقما=لعمرى لمن يسعى بها كان اكرما
قتلنابجنب العرض عمرو بن صابر=وحمران اقصدناهما والمثلما
فلله عينا من رأى خيلنا =وما ادركت من خيلهم يوم ملهما
وفي أبيات أخرى قالها داود بن متمم بن نويرة التميمي
ويوم ابى حر بملهم لم يكن=ليقطع حتى يدرك الذحل ثائره
لدى جدول النيرين حتى تفجرت=عليه نحور القوم واحمر حائره
وواضح من سياق الكلام في أبيات الشعر أن هناك
يوم آخر بينهم غير يوم ملهم ،
هو يوم ابى حر وهو عندهم ملهم ايضا
وهناك يوم آخر بينهم يسمى يوم حاير ملهم ،
قُتل فيه اشيم مأوى الصعاليك من سادات بكر بن وائل وفرسانهم ،
قتله حاجب بن زرارة التميمي وفى ذلك يقول:
فأن تقتلوا منا كريما فإننا=قتلنا به مأوى الصعاليك أشيما
وهناك مثل دارج بين بادية نجد ( إذا عديتوا القرايا عدوا ملهم ) تحقيراً لشأنها ،
مع أن ملهم لها حضور في كتب التاريخ ، فقد ذكرها الهمداني في كتاب
صفة جزيرة العرب كحاضرة بنو وائل في عارض اليمامة
وذكر أهلها من بني غبرين من بنو يشكر بن بكر بن وائل ،
وفي القرن الحادي عشر سبطر عليها ابن معمر
وطرد منها أهلها لكنه رأى مناما جعله يعيدهم إليها..