* كتب- زبن بن عمير:
الحديث عن البرامج الشعبية أصبح كالنفخ في (قربة مشقوقة) والحقيقة أن هذه البرامج وما تحمله من أهمية قصوى لدينا لما فيها من تأصيل لموروث وتنمية له بعيداً عن حرب اللغة واللهجة العقيمة إلا أننا نعاني من فقر هائل في كيف هذه البرامج وكمها.
مطبوعات الشعر التي تملأ أرفف مكتباتنا وأسواقنا نحن في المملكة جمهورها ولا تقوم على الربحية إلا بسوقنا ونحن هدفها في رسم خططها بل لو لم تدخل السوق السعودي أي مجلة دون استثناء فأتحدى أن تستمر لو لشهر واحد وكذلك البرامج.
والمتابع لأي برامج تافهة يرى أن الرعاة شركات سعودية في ظل الصدمة التي تجتاحنا لعدم رعاية هؤلاء لبرامج ناجحة من حياتنا واهتمامنا بدلاً من أن نظل فريسة سهلة لثقافات دخيلة علينا.
تخيلوا أن القناة الأولى والثانية والرياضية والإخبارية وغيرها من القنوات التي تقوم برأسمال سعودي لا يوجد فيها أي برنامج شعري يستحق أن نتابعه بل إن تلطفت قناتنا الأولى (على استحياء) أتتنا ببرنامج شعري باهت في وقت مقتول بمقدمين أكل الدهر عليهم وشرب أو بمخرجين ومقدمين ليسوا أهلا للإعلام والشعر.
حالنا كمشاهدين هو أن نقبع متسمرين أمام الشاشة نترقب كجمهور برنامج الشاعر والراوية حمد العزب ليقدم لنا ديوانية شعراء النبط في قناة الكويت لأنه يقدم لنا وجهاً مشرقاً للشعر منذ أن كنا أطفالاً ونتابع أيضاً برنامج شعر في قنواتنا حكوميةً أو تجاريةً؟؟ ولا أدري ما هي العلة؟
ولنأخذ مثالاً على ذلك عندما عرضت mbc برنامجاً للشعر الشعبي وقدمته نجاح المساعيد بإخراج مذهل وكانت محاورة جيدة في غير برنامج الشعر لأنه ليس من ثقافتها وليست بصاحبة باع فيه مع أنها صاحبة طلة مليحة وقلنا هنا في مدارات أنها إعلامية ناجحة ولكن في خط غير الشعر فاتهمنا البعض بأننا أعداء تميز الأشخاص ومن ثم وافقونا بأغلبية كبيرة حتى إن القناة أوقفت البرنامج وأتت اللحظة التي قالت فيها نجاح إن برنامجها كان يفرض عليها الضيوف والأسئلة عندها تجلت حقيقة نقدنا للبرنامج، ولكن عادت نجاح لتقدم برنامجاً آخر في قناة أبو ظبي ويحسب له انتقاء الضيوف وتميزهم والاعتماد على الحوار بشكل مباشر مع ملاحظاتنا الكثيرة على مغالطات المقدمة إلا أننا نسأل هل لم يبقَ في الخليج من يقدم شعرنا ومورثنا بشكل مميز ودعم مادي كبير وإخراج مرموق إلا نجاح المساعيد؟؟ وكيف نجحت هي نسبياً في (دانات) وفشلت في (نسايم ليل) أم لأن المسألة فقط تخصنا.
لماذا ونحن أهل الشعر ومصدره بعد أن كنا أصحاب ريادة في برامج الشعر وأولوية حتى لو ادعى البعض غيرها، أصبحنا نترحم على حال موروثنا ونجبر على متابعة برامج قليلة الجودة كبرنامج ناجح المساعيد الذي في آخر حلقاته كان اللقاء مع سامي بن محمد الأحمد السديري ليتحدث عن والده معالي الأمير الراحل محمد السديري فيثبت سامي أن السعيد طلال سرق والده وشوه بعض ما أؤتمن عليه من تاريخ أبي زيد - رحمه الله - مع العلم بأن الأمير - رحمه الله - صاحب فضل على طلال السعيد؛ وتأتي مقدمة البرنامج لتقول بأن السعيد شاعر كبير في الخليج والكويت؟؟!! وكأنها نصبت نفسها محامياً لها مع علمنا بأنها مقدمة برنامج ومن المفروض أن تتسم بالحياد لا المرافعة!! ثم كان من السعيد أن خرج في قناة دبي ببرنامج أريام ولا يذكر المملكة صاحبة الفضل عليه ويعود ليحيي أمسيات هنا عندنا ويبجلنا وكأننا أغبياء لا نتابع ولا نفهم وتأتي من كان 99% من ضيوفها سعوديين لتدافع عن طلال في خضم إقامتها حلقة لمعالي الأمير محمد السديري أحد أعلام الجزيرة العربية.
فهل وصل حالنا إلى أن يحكم علينا أن نخرج في تلفزيونات أخرى لأن تلفزيوننا العزيز والمقتدر لا يخرج لنا برنامجاً شعبياً يستحق أن نحترمه؟!! وهل من المعقول أن جهازنا الإعلامي لا يملك وقتاً لبث برامج الشعر بعكس تلفزيونات الخليج التي تبث وتعيد البرامج أكثر من مرة!!أملنا في وزيرنا كبير في أن يولي الموروث نظرة أخرى ويعيد إليه وهجه السابق فنحن أهل الشعر وأساس البرامج وهدفها وجمهورها فهل يكون لنا ذلك قريباً؟؟!!