العنصر الأجنبي سجل حضورا في قوائم المطلوبين بالمملكةرجح خبير سعودي أن يكون "العراقي" الذي ألقت السلطات السعودية القبض عليه ضمن الخلية المترابطة التي تضم 42 شخصا واعتقل أفرادها في أنحاء عدة بالمملكة، قد أوكل له مهمة تنظيم صفوف القاعدة في السعوديـة، الحلم الذي طالما راود الزرقاوي تحقيقه.
وقال عبد الله بن بجاد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المسلحة لصحيفة الشرق الأوسط الأحد 25-6-2006، إن العراقي ألقي القبض عليه داخل السعودية في السابع عشر من الشهر الجاري، أي بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي بعشـرة أيام، وهو ما يرجح أن تكون القاعدة أوكلت له تنظيم صفوفها بالمملكة.
ولم يخف بن بجاد مخاوفه من تحول العراق إلى "أفغانستـان جديدة"، الأمر الذي سينعكس على أمن الدول المجاورة للعراق، وبالذات السعودية، في ظل التطور الجديد، وإلقاء القبض على عراقي داخل أراضيها.
في الوقت نفسه تشير الصحيفة إلى أنه منذ بداية العمليات الإرهابية التي ضربت البـلاد منذ مايو/أيار 2003، كان العنصر الأجنبي، حاضرا وبقوة في داخل تنظيم القاعدة المسلح.
وبرز المجندون الأجانب في كثير من قوائم المطلوبين التي أعلنت عنها الداخليـة السعوديـة في فتـرات متـفاوتة، وخصوصا في قائمة الـ26 والتي تعد ثاني قائمة تصدر بهذا الصدد، حيث برز اسم اليمني خـالد حاج كقائـد لفرع تنظيم القاعـدة في السعودية، خلفــا للسعودي يوسف العييـري، الذي يعتبره المراقبون مؤسـس التنظيـم في الداخـل السـعودي، والذي قتل في الأول من يونيـو/حزيـران 2003، قبل أن يلحق به الحاج في الخامس عشـر من مارس/آذار 2004، إذ تمكنـت السلطـات الأمنية من قتله في حي النسيم (شرق الريـاض) أثناء توقف السيارة التي كان يستقلهـا عند إشـارة ضوئيـة.
واستمر العنصر الأجنبي في الظهور على خريطة الإرهاب بوجود المغربـي كريـم التهامي في قـائمة الـ26، حيث تبوأ قيادة التنظيم في البلاد قبل أن يلقى حتفه في الثالث من أبريل/نيسان الماضي، في مواجهة تُعد الأشرس والأكبر بين السلطات الأمنية وخلايا الإرهاب، إذ قتلت قوات الأمن 15 إرهابياً في حينه.
وتلى تلك الفترة ضعف مشاركة العناصر الأجنبيـة في العمليات المسلحة داخـل البـلاد، حتى خرجت قائمة تضم 36 مطلوبا أصدرتها الداخليـة السعودية في الثـامن والعشرين من يونيو/حزيـران الماضي، بينهم 3 تشاديين وكويتـي ويمني وموريتـاني، ترأسـها أحد أبرز العناصر الأجنبية خطورة هو المغربي يونس الحياري، والذي عـرف في حينه بالقائد المفترض لفرع تنظيم القاعدة في السعودية، قبل أن يلقى حتفه على يد السلطات الأمنيـة في مواجهة أمنيـة في حي الـروضة بالعاصمة الريـاض في الثـالث من يوليـو/تـموز العـام الجاري.
ويغيب آخر ظهور أجنبي على ساحة الإرهاب في البلاد وذلك بعد أن أخطرت السلطات الأمنية اليمنية، نظيرتها السعودية، أن اليمني زيد حسن محمد حميد، المطلوب الواحد والعشرين على قائمة الـ36، موجود في أحد سجونـها، باسـم يختلف عن الاسم الذي أعلنت السعودية عنه، قبل أن تعلن وزارة الداخليـة السعوديـة، أن مقيما ألقي القبـض عليه بين 4 من السعوديين، في عملية أمنية نفذتها قوى الأمن السعودي في عدد من أحيـاء العاصمة السعوديـة أخيرا.