05-05-2005, 12:04 AM
|
#1
|
إحصائية
العضو |
|
|
يوم حليمه الشهير
يوم حليمة من أيام العرب الشهيرة في الجاهلية وبه تضرب الأمثال وقصته:
لما تولى المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة ، واستقر في ملكه سار إلى الحارث الغساني ملك الغساسنة طالباً بثأر أبيه عنده ، وبعث إليه :
إني قد أعددت لك الكهول على الفحول.
فأجابه الحارث :
قد أعددت لك المرد على الجرد.
وسار المنذر حتى نزل بمرج حليمة ، وسار إليه الحارث أيضاً ، ثم اشتبكوا في القتال ، ومكثت الحرب أياماً ينتصف بعضهم من بعض.
فلما رأى ذلك الحارث قعد في قصره ، ودعا ابنته حليمة ، وكانت من أجمل النساء ، فأعطاها طيباً وأمرها أن تطيب من مر بها من جنده ، فجعلوا يمرون بها وتطيبهم ، ثم نادى : يا فتيان غسان ، من قتل ملك الحيرة زوجته ابنتي.
فقال لبيد بن عمرو الغسائي لأبيه : يا أبت ؟ أنا قاتل ملك الحيرة أو مقتول دونه لا محالة ، ولست أرضى فرسي فأعطني فرسك ، فأعطاه فرسه ، فلما زحف الناس واقتتلوا ساعة شد لبيد على المنذر فضربه ضربة ، ثم ألقاه عن فرسه ، وانهزم أصحاب المنذر من كل وجه ، ونزل لبيد فاحتز رأسه ، وأقبل به إلى الملك الحارث وهو على قصره ينظر إليهم ، فألقى الرأس بين يديه ، فقال له الحارث : شأنك بابنة عمك – أي حليمة - ، فقد زوجتكها. فقال : بل أنصرف فأواسي أصحابي بنفسي ، فإذا انصرف الناس انصرفت((اي سأذهب لأكمل القتال)).
ورجع فصادف أخا المنذر قد رجع إليه الناس وهو يقاتل ، وقد اشتدت نكايته ، فتقدم لبيد فقاتل حتى قُتل ، ولكن لخماً(المناذرة) انهزمت ثانية ، وقتلوا في كل وجه، وانصرفت غسان بأحسن الظفر ، بعد أن أسروا كثيراً ممن كانوا مع المنذر من العرب.
وكان من أسرهم الملك الحارث الغساني مائة من بنى تميم ، فيهم شأس بن عبدة ، ولما سمع أخوه علقمة وفد إليه مستشفعاً ، وأنشده هذه القصيدة ، ومما قيل فيها:
إلى الحارث الوهاب أعملت ناقتي=لكلكلها والقصـر بين وجيبُ
لتبلغني دار امرئ كان نائيــــــــا=فقد قربتني من نداك قـروب
وأنت امـرؤ أفضت إليك أمانتي=وقبلك ربتني فضعت ربــوب
فأدت بنو كعب بن عوف ريبها=وغودر في بعض الجـنود ربيب ُ
فوالله لولا فارس الجـون منهم =لآبوا خـزايـا والإياب حبــيبُ
تقدمــه حتى تغيب حجــولــــه =وأنت لبيض الدار عين ضروب
مظاهر سربالي حديد عليهمــا=عقيلا سيوف مخذم ورسوب
فجالدتهم حتى اتقوك بكبشهم=وقد حان من شمس النهار غروب
وقاتل من غسان أهل حفاظه =وهنب وفأس جـالدت وشبيبُ
تخشخش أبدان الحديد عليهـم=كما خشخشت يبس الحصاد جنوب
تجـود بنفس لا يجاد بمثلهــــا=وأنت بها يوم اللقــاء خصيبُ
كأن رجال الأوس تحت لبانــه =وما جمعت جل معاً وعتيبُ
رغا فوقهم سقب السماء فداحض=بشكته لم يستلب وسـليبُ
كأنهم صابت عليهـم سحابـة=صواقعها لطيرهـن ريب ُ
فلم تنج إلا شطبـة بلجامهـــا=وإلا طمر كالقناة نجيبُ
وإلا كمي ذو حفــاظ كأنه=بما ابتل من حد الظباة خصيبُ
وأنت الذي آثاره في عـدوه=من البؤس والنعمى لهن ندوب
وفي كل حي قد خبطت بنعمة =فحث لشأس من نداك ذنوب
فلا تحرمني نائلاً عن جنابة=فإني امرؤ وسط القباب غريب ُ
ولما بلغ إلى قوله : ( فحق لشأس من نداك ذنوب) ، قال الملك الحارث :
أي والله وأذنبة .
ثم أطلق شأساً وقال له :
إن شئت الحباء ، وإن شئت أسراء قومك. وقال لجلسائه : إن اختار الحباء على قومه فلا خير فيه .
فقال علقمة التميمي: أيها الملك ، ما كنت لأختار على قومي شيئاً .
فأطلق له الأسرى من تميم وكساه وحباه ، وفعل ذلك بالأسرى جميعهم وزودهم زاداً كثيراً ، فلما بلغوا بلادهم أعطوا جميع ذلك لشأس وقالوا له : أنت كنت السبب في إطلاقنا ، فاستعن بهذا على دهرك ، فحصل له كثير من إبل وكسوة وغير ذلك.
وفي هذا اليوم ضرب المثل : ما يوم حليمة بسر .
منقول بتصرف
|
|
|