::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - موضوع للنقاش : تعريف الكبائر ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-2006, 09:33 AM   #10
 
إحصائية العضو







أبو عبيد غير متصل

أبو عبيد will become famous soon enough


افتراضي رد: موضوع للنقاش : تعريف الكبائر ؟

أخي الحبيب:

ما المراد بتغيير خلق الله ؟

قال المولى عز وجل ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ الله وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ الله فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) النساء 117-119

وحتى نفهم المراد من كلام الله تبارك وتعالى نرجع أولا إلى كتاب الله نبحث عن تبيان معناها ، فأحسن ما يفسر به القرآن هو القرآن ...

قال تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) الروم 30

قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره :

في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة - في رواية على هذه الملة - أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء) ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم "فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله"، في رواية: (حتى تكونوا أنتم تجدعونها) قالوا: يا رسول الله أفرأيت من يموت صغيرا؟ قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين). لفظ مسلم.

واختلف العلماء في معنى الفطرة المذكورة في الكتاب والسنة على أقوال متعددة منها الإسلام قاله أبو هريرة وابن شهاب وغيرهما قالوا: وهو المعروف عند عامة السلف من أهل التأويل واحتجوا بالآية وحديث أبي هريرة، وعضدوا ذلك بحديث عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس يوما: (ألا أحدثكم بما حدثني الله في كتابه، أن الله خلق آدم وبنيه حنفاء مسلمين، وأعطاهم المال حلالا لا حرام فيه فجعلوا مما أعطاهم الله حلالا وحراما..) الحديث. وبقوله صلى الله عليه وسلم: (خمس من الفطرة...) أهـ.

فتغيير خلق الله هو تغيير دين الله ، وذهب إلى ذلك أيضا الإمام الطبري رحمه الله وغيره من أهل العلم...

وتغيير دين الله يكون بالشرك وتحريم الحلال أو تحليل الحرام وهذا ما يدعو له الشيطان ...

ويندرج تحت هذا الفهم حديث ابن مسعود رضي الله عنه ( لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ ...)

فهذه الأفعال مما حرمها الدين وفعلها فيه إطاعة للشيطان لأنه يأمر بمخالفة ما أمر الدين بإبقائه على حاله دون تغيير ...

فليس كل تغيير فيه مخالفة لدين الله أو تغيير لخلق الله ...


فالدين قد أمرنا بقص الشارب وحلق العانة ونتف الإبط والختان وغيرها من خصال الفطرة ولا يقول أحد بأن هذا من تغيير خلق الله ...

وباختصار :

إزالة شيء من البدن أو تغييره يندرج تحت الأقسام الثلاثة:

- إما الوجوب أو الاستحباب كما في خصال الفطرة ...

- وإما الحرمة أو الكراهة كالوشم والنمص والتفلج ...

- وإما مباح لم يرد نص بشرعيته أو منعه ...

فاللحية ينظر إلى ما قضى الشرع فيها هل نص على وجوب إطلاقها حتى نقول من حلقها فقد غير في خلق الله وارتكب كبيرة من الكبائر ؟

فإذا كان هناك نص في المسألة قطعي الثبوت قطعي الدلالة فنحن معك فيما ذهبت إليه أنه من تغيير خلق ...

وأما إن لم يوجد نص في المسألة فلا نستطيع أن نجزم بأن هذا من تغيير خلق الله ...

فالنقاش يجب أن يتحول إلى إثبات وجوب إطلاق اللحية قبل أن نحكم أنه من تغيير خلق الله حتى نعده من الكبائر ...

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس