أخي الحبيب أبو عبد الرحمن:
لعل فتح هذا الموضوع من المناسبات الجيدة لمذاكرة العلم ، والحوار النافع للوصول إلى آراء متفق عليها أو على الأقل معرفة وجهة نظر الطرف الآخر ...
أخي الفاضل:
بداية لم أجد في تعليقك الماتع نصا صريحا في انطباق الحد المذكور في تعريف الكبيرة على اللحية ...
ثانيا : لو أنك قلت لا أعرف خلافا في مسألة حرمة حلق اللحية لكان أصوب من القول بالإجماع على الحرمة ...
وثالثا: استدللت حفظك الله ورعاك على أن حلق اللحية من الكبائر ولعلك تريد بالحديث الذي أوردته حديث ابن مسعود رضي الله عنه
" لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ ،
فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ : إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ .
فَقَالَ : وَمَا لِي لا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ .
فَقَالَتْ : لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ .
قَالَ : لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ
أَمَا قَرَأْتِ { وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }
قَالَتْ : بَلَى .
قَالَ : فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ .
قَالَتْ : فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ . قَالَ : فَاذْهَبِي فَانْظُرِي فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا . فَقَالَ : لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعْتُهَا . "
فقد ربطت - حفظك الله - بين حلق اللحية وتغيير خلق وجعلت النتيجة هي أن حلق اللحية من تغيير خلق فإذا هو كبيرة من الكبائر ...
ولتوضيح هذا الأمر لي عودة إن شاء الله