بسم الله الرحمن الرحيم
مواطن الجمال
إن مواطن الجمال والجاذبية موجودة في داخلنا وقد تبعث برذاذها إشارات ترتسم
على وجوهنا ، إن هذا التحول والإنعكاس هو بكل بساطة شرارات من الإيمان
والتقوى إنه الإيمان بالله سبحانه وتعالى ، إنه الطهارة والإلتزام بما أمرنا به
رب العالمين ..
فالجمال والهيبة عند الإنسان تنبع من الطهارة والعفة ، وكذلك جلاء العين
وبريقها لم يكن نتيجة لقطرة من هنا أو وصفة طبيب من هناك ، ان حقيقة
الجمال الدائم ترتسم على الوجوه إنعكاس للصلاة والصلة الصادقة برب
العالمين ..
فالجمال عالم لاينتهي انه ليس جمال الوجه فحسب بل للجمال أنواع عديدة
فيقضة الروح فينا تعد جمالا ومساعدة بائس وإغاثة ملهوف تعد جمالا ما بعده
جمال .. كما وأن تلك الأنامل الناعمة التي تمسح دموع اليتامى والمعوزين
أليست أنامل ناعمة ؟
إن في هذا الوجود إنسجاما عجيبا يدهش المتأمل في أسراره ، ان فيه إرتباطا
غريبا بين كافة ذراته ، فالكون قائم على الجمال والإنسان يجني ثمار كل ما
إنتظم واكتمل .
إن الخالق سبحانه هو المبدع لكل شئ يرسل شعاعا من نوره إلى هذا الكون
فمن أصابته لمحة من هذا الشعاع أضاءت نفسه وشعر بلذة الخير والجمال
والفضيلة ، ومن بعدت عنه عاشت نفسه في ظلمة المادة تأكلها كما يأكل
الصدأ الحديد وعاش على هامش الحياة محروما من لذة الخير ونعيم الجمال
الذي هو السعادة وهوالحياة .