::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - {{{حقيقة ما يحدث فى فرنسا من حرب شوارع }}}

استفاقت القارة الأوروبية على عجزها المخيف عن احتضان آلاف الشبان الغرباء المبعدين داخل المجتمعات التى اختار أهلهم الهجرة إليها. فالعنف المتواصل فى الضواحى الفرنسية أظهر فشل العقد الجمهورى خصوصاً بعد الانصهار الاقتصادى الأوروبي.
أعمال العنف، التى سجلت اتساعاً لم تشهده فرنسا منذ أربعة عقود، أصابت الضواحى الفقيرة، حيث البطالة والفقر وشعور الشبان المتحدرين من أصول مهاجرة، وغالبيتهم من المغرب العربى وأفريقيا، بالتهميش فى المجتمع الفرنسي، مشكلين بذلك قنبلة متفجرة، أحرقت حتى هذه اللحظات أكثر من ثلاثة آلاف سيارة وآلية، وأسفرت عن اعتقال نحو ألف شخصٍ.
لقد تحوّل الاندماج إلى معضلة فوق ثقافية يفضل الكثير من أقطاب اليمين الفرنسي، وفى مقدمتهم وزير الداخلية نيكولا ساركوزي، التعامل معها وفقاً لسياسة القبضة الحديدية.
بدأت القصة عندما لاحقت الشرطة شابين مراهقين فقاما بالاختباء فى غرفة محول كهربائى فصعقا وتوفيا فى الحال. وفى حين وجهت اتهامات إلى الشرطة بأنها كانت مسؤولة عن الحادث، تبرع ساركوزى وصبّ الزيت على النار واصفاً المهاجرين بأنهم حفنة لصوص و رعاع و خارجين عن القانون ، قائلاً إنّ فرنسا تعانى منهم منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
وقد أدت تصريحات ساركوزى إلى دفع المئات من أبناء الضواحى إلى القيام بأعمال عنف وشغب حطّموا خلالها آلاف السيارات وأحرقوا العديد من المراكز التجارية، الأمر الذى أدى إلى تحويل تلك الضواحى إلى جحيم حقيقي. ورأى مراقبون أنّ ساركوزى الذى وصفوه بـ نيرون باريس "فى إشارة الى نيرون الذى أحرق روما" سوف يدفع ثمناً باهظاً لمنهجه المتشدد، ولكنه، إذا نجح فى كسب دعم اليمين النازي، فانه قد يتحول إلى قوة لا تقهر تتوجه إلى سحق المهاجرين بقسوة.
ويتحرك الشبان الغاضبون فى إطار مجموعات صغيرة جداً تتصل ببعضها البعض بواسطة الرسائل القصيرة عبر الهاتف الخلوي. ويقول هؤلاء إنّ ثمة منافسة بين الضواحى المختلفة لالحاق أكبر دمار ممكن. وتبدو الشرطة ومعها القيادة الفرنسية بموقف العاجز والمهزوم، وكالمحاصر الذى لا يجد وسيلة للخروج من المأزق. بينما تستمر الطبقة السياسية المخملية فى تبادل الدعوات لتهدئة الوضع دون تقديم أية حلول منطقية للخروج من المأزق. وبطبيعة الحال دون أن يجرؤ أحد على الدفاع عن الغاضبين أو ردّ تهمة اللصوصية عنهم، أو المطالبة بردّ الاعتبار لهم بوصفهم مواطنين يستحقون العيش فى ظروف إنسانية أفضل.
وذلك بينما يحاول ساركوزي، الذى يتطلع إلى الترشيح للانتخابات الرئاسية عام 7002، أن يظهر نفسه بطلاً، كسباً لتعاطف اليمين المتطرف، مطلقاً التصريحات الرنّانة واعداً الفرنسيين بتخليص فرنسا من هؤلاء الأوغاد ، الحثالة .
ترجع جذور المشكلة، التى تدفع باريس ثمنها اليوم، إلى ما قبل أربعة عقود عندما بدأ المهاجرون العرب والأفارقة فى التدفق من أفريقيا، ليرافق ذلك ظهور بلدات جديدة قبيحة الشكل على مشارف المدن الكبرى لايوائهم. وأصبحت هذه الضواحى الفقيرة، بمرور السنين، جيوباً عرقية منعزلة يخشى الفرنسيون دخولها. وعادة ما تكتب عنها وسائل الاعلام بوصفها مراكز لتجارة المخدرات وجرائم الاغتصاب ومواطن للمتشددين الاسلاميين.
ومع عزل قاطنى هذه الضواحى عن النظام السياسى المحتكر من قبل البيض يلجأ الشبان الأكثر طموحاً إلى تأسيس جمعيات للخدمات الاجتماعية، ولا تسلم هذه الجمعيات من انتقاد السلطات الرسمية باعتبارها قائمة على أساس عرقي، وذلك لمجرّد أنّ أسماء هذه الجمعيات تحمل دلالات إسلامية.
وعادة ما ينتهى الجدل السياسى حول دمج المهاجرين فى المجتمع أو حول فصل الدين عن الدولة بتأكيد باريس اسلوبها الفرنسى البحت، الذى لا يشاطرها إيّاه أيّ من جيرانها الأوروبيين، مثل منع الرموز الدينية فى المدارس. ويثير هذا غضب أبناء المهاجرين الذين يشعرون بأنهم مستهدفون وأن المجتمع الفرنسى لا يبذل الجهد الكافى لتقبّلهم.
الحوادث التى تشهدها ضواحى المدن الفرنسية أجبرت القيادة على إخراج رأسها من الرمال ومواجهة الواقع، الذى لا يبدو مشرقاً على الإطلاق. إلاّ أنّ عجزها عن تصور حلّ عاجل لما يجري، أجبرها على الاستنجاد بمجلس الأمن، خاصة بعد أن أدركت هى وجيرانها الأوروبيون أنّ حدود العولمة لا تتوقف عند الاقتصاد، وأن أعمال الشغب حول باريس يمكن أن تتكرر فى عواصم أوروبية أخري، مستفيدة من مناخ العولمة، وذلك لأنها تعكس صراعاً قد يتفجّر مع أول استفزاز.

السؤال يا اخوان

هل للمخابرات الفرنسية دور ؟؟
لايجاد سبب لابعاد المهاجرين العرب خاصة والمسلمين عامة!!؟؟