::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

جشع التجار

يعاني المواطن والمقيم امرا لا اظن انه يوجد انسان لا يشعر به، هذا الامر هو جشع التجار المستغلين لحاجة الناس، الفاقدين مشاعر الانسانية والرحمة والطامعين بالثراء الفاحش عن طريق استغلال حاجة الناس، البعض منهم وصل الى درجة الاحتراف في تبرير رفعه للسلع، والامر غير المصدق ولا يقبله العقل هو ما نشاهده من انخفاض ظاهر على مستوى العالم للبضائع بأنواعها، وتجد عناد تجار البلد واصرارهم على رفع الاسعار، وحتى لو تعرض العالم الى الخسارة يريد ان يعوض خسارته من اموال الناس، فليكن في علم هؤلاء انهم ان استمتعوا بهذه الاموال التي احتالوا على البشر لاخذها في هذه الدنيا، فلن يفرحوا بها «يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم»، ان اخذهم اموال الناس بالباطل ظلم محرم، والظلم ظلمات يوم القيامة، ان هذا الغلاء واستغلال حاجة الناس ليسا بالامر الجديد، لكن السؤال: هل وزير التجارة يقبل بهذا الامر؟ أم ان مصلحة التجار مقدمة على مصلحة المواطن الذي ليس عنده دخل الا راتبه الشهري الذي ينفد قبل حلول منتصف الشهر بسبب ارتفاع الاسعار؟
نريد جوابا صريحا مقنعا حول سبب هذا الامر، من غير استخدام الاجوبة الدبلوماسية التي الهدف منها التخلص من السؤال فقط، نريد حملة وطنية لمحاربة المستغلين لحاجة الناس ونذكر النواب بانهم وصلوا الى هذا المنصب برغبة من الناس، وان عليهم امانة تحملوها الا وهي المطالبة بحقوق الناس، وهذه من حقوقهم وعليهم ان يصعدوا الامر الى ان يجدوا له حلا ولو وصفوا بأصحاب تأزيم، نريد تفعيل القوانين الحامية للمستهلك، نريد من النواب ايقاف المتسبب عند حده واحالته الى العدالة، لا نريد ان يكون البلد بيد جشع التجار لان بعضهم فقد الضمير، ومن الامور التي لم نجد لها جوابا سبب تفاوت اسعار بعض السلع من جمعية الى اخرى، هل يعني ذلك ان كل جمعية دولة مستقلة تحدد كيفما تريد وجزى الله خيرا النواب الذين قاموا بتوجيه الاسئلة حول هذا الامر.
ومن الامور المحزنة حقيقة ان المتأمل لحال بعض التجار ومواقفهم نظير اي زيادة للمواطن هي الرفض، ووصف هذه الزيادة بتبذير الثروة وتعريض البلد الى ازمة اقتصادية، وانه ليس هناك حاجة للزيادة، ووضعوا انفسهم كأنهم محامون عن المال العام وانهم حريصون عليه، ويخافون على مستقبل الاجيال القادمة، لكن لم نجد هذا في اكلهم اموال الناس بالباطل، ولم نجد ذلك في استغلال حاجة الناس، انها امور ليست بالتي يتسامح فيها، فهم يهددون المجتمع بأكمله، وهم خطر على مستقبل البلد، وهم الذين يجلبون له الكوارث ولا بد ان يكون للجميع موقف منهم.. والله المستعان.

علي العبدالهادي
جريدة القبس
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=19022010
alial-abdulhady@hotmail.com