وحدة الصف

وحدة الصف امنية يتمناها كل محب لبلده لما في الاجتماع ووحدة الصف من القوة والفائدة العائدة على الفرد والمجتمع ومن الامور الغريبة التي نشاهدها بشكل مستمر ممن يدعون آلي وحدة الصف أن اغلبهم يدندن على هواه وما يعتقده من عقيدة او ما يحمله من فكر فيرى ان من يخالفه يريد شق وحدة الصف وهذا الأمر يدل على ضياع المعنى الحقيقي لوحدة الصف فلا يميز بين ماهو من الدين وماهو من الأفكار المتطرفة فحاله كما يقال في الأمثال الشعبية (( مع الخيل ياشقره )) ولاشك أن من ابرز أسباب هذا التخبط بمفهوم الوحدة الجهل بدين الله فالشرع لم يترك امرا فيه مصلحة لنا في ديننا ودنيانا إلا بينه لنا والبعض ليس جهلا فقط بل يعاني من الجهل المركب فهو جاهل ويجهل انه جاهل ويحسب ان الحق معه وهذا مرض خطير يمنع من سلوك الصراط المستقيم فالوحدة الحقيقية والاجتماع المطلوب هو الاجتماع على كتاب الله والاجتماع على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فمن دعا الناس الي افكار وامور تخالف مافي الكتاب والسنة واراد ان ينشرها بين الناس فهو المفرق وهو الذي يريد شق صف المجتمع قال الله تعالى )) واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )) العمران 103 فمن دعى الناس الي شريعة الله فهو الحريص على بلده ويريد الخير لهم في دينهم ودنياهم ومن كان على غير هذا فهو المفرق المفسد في الأرض مهما بحث الانسان واراد ان يجد قواعد الاجتماع والالفة والتلاحم فلن يجدها الا في الشرع فجميع القوانين والدساتير انما تفرض الاجتماع ووحدة الصف بالعقوبات لكن في الشرع ترى ان امر الاجتماع دين يتقرب فيه الي الله ويحرص عليه المسلم دون تهديد بالعقوبات لانه دين بل ولن تجد امر السمع والطاعة لولي الامر وبيان خطورة مخالفة أمره إلا في كتاب الله وهذا الذي يسعى اليه حكومة كل بلد في العالم لكن لايستطيعونه الا بالقوانين انظروا الي كلام الله كيف بين هذا الامر فقال سبحانه( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(النساء: الآية59) بل حذر الشرع من الخروج عليه وبين ان من فع ذالك فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه بل حت امر الهيبة وان ولي الامر لاد ان يكون له هيبه وحفاظ لمكانته لا تجد ذال الا في الشرع فيكفي ان طاعته من طاعة الله قال عليه الصلاة والسلام ((من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصا الله ومن يطع أميري فقد أطاعني ومن يعص أميري فقد عصاني )) رواه مسلم فلا خير الا في الشرع والتمسك به والحديث عن كيف حافظ الشرع على وحدة الكلمة والالتفاف حول القيادة لاتكفيه هذه الكلمات لكنها ذكرى لمن اراد الحق وكان صادقا في البحث عنه فلا صلاح الا بالتمسك بدين الله ولا صلاح إلا بالبعد عن شياطين الإنس الصادين عن الخير باسم الحرية فالحرية لاتكون إلا وفق شرع الله وإلا لكانت الدنيا فوضى ولتعدى كل واحد على حقوق أخيه ولسلبت الاموال وسفكت الدماء فلا صلاح للأمة إلا بما صلح به أولها بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم على فهم سلف الامة من الصحابة رضوان الله عليهم فهديهم خير هدي يسير عليه الناس (( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً)) [النساء 115] ومنهم المؤمنين المذكورين في الآية هم بلا شك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فطريق الحق وطريق الاستقرار واضح ومبين فلا حاجة لإتعاب أنفسنا مع الحلول المستورة والله المستعان
علي العبد الهادي
جريدة القبس
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=02012010
alial-abdulhady@hotmail.com
www.qsasa.com[/CENTER