::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - االفرق بين لزيارات الممنوعة والزيارات المشروعة

االفرق بين لزيارات الممنوعة والزيارات المشروعة

التي تحصل في مواسم الحج

كتبه:

أبو يحيى زكريا بن سالم بن أحمد بن شعيب العدني

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :

إن مما يؤسف به ما تقوم به بعض الوكالات فيُعمل مزارات لبعض الأماكن التي لا تشرع زيارتها بل تعتبر من البدع المنكرة ، فظن بعض الجهال أن هذا من مناسك الحج ، والواجب على المسلم أن يتحرى لدينه وأن يصحح حجه ولا يشوَبه بالأخطاء والضلالات ، فمثال ما تفعله بعض الوكالات هداهم الله في زيارة كلاً من :
(( مسجد قباء ، مقبرة أُحد ، المساجد السبعة ، ومسجد الجمعة ، ومسجد القبلتين وغيرها ))

فيقصد الحاج هذه الأماكن ثم يصلي فيها

والواجب هنا أن ننبه على أشياء :

أولها : أن زيارة مسجد قباء لا بأس به فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه زار مسجد قباء ، بل ورغب فيه

فقال :

(صلاة في مسجد قباء كعمرة )

رواه الترمذي وابن ماجه بسند حسن
عن أُسيد بن ظهير الأنصاري

لكن لا يتقصد الحاج السفر إلى زيارة هذا المسجد لأنَّ الرحال لا تشد إلاَّ لثلاثة مساجد ، المسجد الحرام والمسجد الأقصى والمسجد النبوي كما جاء في الصحيحين عن أبي سعيد وغيره .

ثانيها: زيارة قبور شهداء أحٌد للعبرة لا بأس به ، لا أنَّ الحاج يتقصد المدينة لهذه الزيارة فيسافر وهذا لا يجوز ، أما إن كان زار المدينة وكانت نيته زيارة المسجد هذا أرجو أن يكون لا بأس به ولا يقصد الحاج قبر النبي ولا قبور شهداء أُحد ولا مقبرة البقيع ولِذا نرى كثيراً من الناس من يعتقد أن الزيارة هي لقبر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا يجوز وهي من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الحجاج ، وإنما يأتي لزيارة قبره الشريف تبعاً بعد قصده المسجد النبوي والله أعلم

وأما زيارات الأماكن التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد بها مثل غار حراء أو زيارة غار ثور أو أماكن محدثة لم يعرفها النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضي الله عنهم ولا يوجد أي فضل في زيارة هذه الأماكن التي لم يرد بها دليل لا صحيح ولا ضعيف

قال عليه الصلاة والسلام:

(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)

وقال:

(من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )

فكل عمل ليس عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو رد على صاحبه .

وعلى هذا فتوى اللجنة الدائمة برقم ( 19729 )

وهيئة كبار العلماء برقم(1873)
وبتاريخ ( 30/3/1418 هـ )

وأيضاً المنكرات التي تُعمل عند زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم هي أن بعض الناس يستقبل القبر و يتبرك بالقبر ويدعو للقبر وتجاه القبر كل هذا من البدع المنكرة التي يجب على الحاج أن يجتنبها ،بل هي من الشرك بالله

والواجب على المسلم أن يخلص العبادة لله فيعبد الله وحده ولا يعبد غيره وألا يعبد الله إلاَّ بما شرع الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فلا يطلب ولا يسأل من النبي صلى الله عليه وسلم قضاء الحاجات أو تفريج كربة أو شفاء مريض أو نحو ذلك لا يجوز لأن هذا كله لا يُطلب إلا من الله سبحانه
وطلبه من الأموات شرك بالله وعبادة لغيرة سواء كان نبياً أو غيره .

إخوتي في الله كان السلف رضوان عليهم يبتعدون أشد البُعد من البدع والمنكرات وأماكن الشرك والضلالات فهذا عمر أمر بقطع الشجرة التي بايع فيها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بيعة الرضوان وقال :

( إنما هلك من كان قبلكم بتتبع آثار أنبيائهم ) أ.هـ

وجاء عن ابن مسعود أنه هدم مسجد الكوفة التي كان يجتمعون فيه بالتسبيح والتهليل .. كما نقل ابن وضاح في كتابه ( البدع والنهي عنها )

لأن هذه الإجتماعات مبتدعة .

وأيضاً عمر كان يشدد على الناس ذهابهم إلى الأماكن التي حل فيها النبي صلى الله عليه وسلم وينهاهم عن الذهاب إليها وسنده صحيح .

وأخيراً أخي الحاج لا تزُر الأماكن التي لم تشرع ولا تغتر بمن يحمل الناس بالأجرة إلى هذه الأماكن

ولاتغتر بكثرة الهالكين فالله الله عباد الله بأمور دينكم وننصح وكالات سفريات الحج والعمرة وفقهم الله أن يتقوا الله جلَ في علاه ولا يقومون بأي زيارة إلاَّ التي تشرع فزيارة المدينة ليست من مناسك الحج ولا من هذه المذكورات آنفاً ويحاولون قدر الإستطاعة أن يجعلوا حج الحجاج صحيحاً على ضوابط شرعية لا مخالفات بدعية والله وراء القصد وإليه المآب وحسبنا الله ونعم الوكيل .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته