![]() |
النفس والصراعات في الاختيار بين الخير والشر (مقال جميل)
الطاقة البشرية محايدة , بين الخير والشر , لا لون لها في ذاتها , ولكن التوجيه الذي يقع لها هو الذي يحولها إلى طاقة خيرة أو طاقة شريرة , وكذلك الطاقة النفسية , طاقة محايدة. تصلح لأن تستخدمها للخير ، كما تصلح هي ذاتها أن تستخدمها في الشر, لا تتغير طبيعتها في الحالتين وإنما يتغير التوجيه , خذ طاقة الجنس , أشر هي في ذاتها أم خير؟ , لا شيء من ذلك , إنها طاقة ميكانيكية جسمية توازيها طاقة نفسية تتحرك معها في نفس الاتجاه , وليس الخير أو الشر كامناً في طبيعتها , ولكنك توجهها أنى شئت , توجهها لإحداث النسل ، في الطريق التي تتماشى مع أهداف الحياة وتحققها في نظافة ، فإذا هي خير, خير لا يستحي المسلم أن يقرأ عليه اسم الله الكريم , وتوجهها لهدف منقطع عن هدف الحياة ، ناشز منحرف ، فإذا هي شر, شر تنبغي محاربته وإعلان الحرب عليه .
كذلك الطاقة الروحية , وقد غلب على الناس أن يتصوروا الطاقة الروحية مقرونة بالخير والنقاء والسمو, ولكنها ـ ككل طاقة بشرية ـ محايدة في ذاتها وصالحة لكلا التوجيهين , إنها ـ كالذكاء ، وككل الطاقات الأخرى ـ موهبة توهب للناس على درجات متفاوتة , فهي عند بعضهم ضعيفة بحيث لا تكاد تظهر، وعند آخرين قوية واضحة الآثار, والشخص ذو الموهبة الروحية الخارقة يستطيع أن يوجهها إلى الخير أو الشر سواء , نعم , (النفس) البشرية وحدها هي التي تعرف الفجور والتقوى , تعرف النقيضين وتقدر على النقيضين , ومن هنا توصف أعمال الإنسان بأنها خير أو شر، ويعاقب أو يثاب , (قد أفلح مَن زكاها، وقد خاب مَن دساها). الطبيعة البشرية أنانية ، تسعى لتحقيق الذات على حساب الآخرين خاصة عند اختلال نظامها الإرادي , وبنفس الوقت لا يمكن الركون إليها للحفاظ على أمن واستقرار المجتمع ، بسبب اختلاف مستويات أنظمة التحكم والسيطرة للنظام الإرادي عند البشر, لذا يتعين فرض نظام اجتماعي محكم للسيطرة على أفعال وسلوكيات البشر، بما يحقق الأمن والاستقرار الاجتماعي من خلال فرض القانون على الجميع , فهذا النظام الرادع المستند إلى مبدأ فرض العقوبة المناسبة على الخارجين على حدود المجتمع، يشكل الضمان اللازم لتمسكهم بالعقد الاجتماعي .. يرى « دانتي» أن النفس ساذجة ، تجري كالطفل وراء مصالحها الدنيوية التافهة ، لذا من الضروري وجود قانون وحاكم لرعاية البشر. مساحة الشرور التي يمثلها رمز الشيطان , ليس من شك في كون «إبليس» أحد أهم وأقدم الشخصيات التي أثـَّرَت في التاريخ الإنساني ، وأثـْرَت الوعي العقدي والأخلاقي لدى بني آدم على امتداد مراحل تاريخهم .. ببساطة يمكننا تصور حال البشر، لو لم يَعرف الشرُ حياتهم ، ولم يكن له صيغة مطلقة يتجسد فيها ، إذن لما كان بوسع الإنسان أن يدرك حقيقة الخير ويتعرف عليه ، ولما استطاع أن يفرق بينه وبين ما عداه .. , فإنَّ الشيطان كذات ، يمثِّل وحدة قوى الشر وتكتّلها أمام قوى الخير، في صراع أزلي أبدي بين الحق والباطل مهما كان نوعهما ، أو وصفهما، أو قدرهما.. وأهم النواحي التربوية في إعطاء فكرة الشيطان ، واستلامه مهمة الإغواء والتضليل مع جنوده ، التي منها النفس الأمَّارة بالسوء ، أهم هذه النواحي ، هي تكريس اختيار الإنسان، والتأكيد على أنه مُخيَّر بين الخير والشر، لا مُسيّر لا يهتدي إلا إلى دوره الكوني المقرر له , وهكذا نرى أن الشيطان في مفهومه الإسلامي يقوم بدور بارز في تعميق التخير الإنساني , والملائكة وهم رمز الطهر والنقاء, يتجسد هذا الرمز في إرادة الإنسان لأفعال الخير , فالإنسان يعيش بين إرادتين مصدرهما واحد هو عقل الإنسان ومسؤوليته وحريته في الاختيار بين الشيطان والملائكة أو بين نوازع الخير ونوازع الشر. عبد العزيز السويد |
رد: النفس والصراعات في الاختيار بين الخير والشر (مقال جميل)
الله يكفينا شر الشيطان وشر نوازعنا الشريره...
ولكن مهما كانت هنالك من نزعات أو توجهات شيطانيه لأغوائنا فإن هنالك عقل وأراده وبعد التوكل على الله ..نستطيع أن نميز بين الخطأء والصواب ...ونعيش في حياة ملؤها طاعة الله قبل كل شيئ وتكريسها لخدمة مجتمعنا الذي نعيش فيه..وتكون تجاربنا في الحياة ومنهجنا في هذه التجارب نبراس يضيئ مستقبل الأجيال القادمه... بارك الله فيك ورحم والديك أخي أبو فهد على عرض هذا المقال... وفقك الله ... |
رد: النفس والصراعات في الاختيار بين الخير والشر (مقال جميل)
مقال جميل للغايه اشكرك على ذكره ونقله هنا
|
رد: النفس والصراعات في الاختيار بين الخير والشر (مقال جميل)
الله يكفينا شر الشيطان وشر نوازعنا الشريره...
ولكن مهما كانت هنالك من نزعات أو توجهات شيطانيه لأغوائنا فإن هنالك عقل وأراده وبعد التوكل على الله ..نستطيع أن نميز بين الخطأء والصواب ...ونعيش في حياة ملؤها طاعة الله قبل كل شيئ وتكريسها لخدمة مجتمعنا الذي نعيش فيه..وتكون تجاربنا في الحياة ومنهجنا في هذه التجارب نبراس يضيئ مستقبل الأجيال القادمه... بارك الله فيك ورحم والديك أخي أبو فهد على عرض هذا المقال... وفقك الله ... |
رد: النفس والصراعات في الاختيار بين الخير والشر (مقال جميل)
|
رد: النفس والصراعات في الاختيار بين الخير والشر (مقال جميل)
اخي ابو نواف اشكرك على مرورك وتعليقك
هذا مصداق لقوله تعالى " انا هدينه السبيل اما شاكرا واما كفور" |
رد: النفس والصراعات في الاختيار بين الخير والشر (مقال جميل)
موضوع جميل و قيم
لاهنت |
رد: النفس والصراعات في الاختيار بين الخير والشر (مقال جميل)
اقتباس:
ولاااروووووووع ابو نواف اقتباس:
اخوي فرحاان فهد حلو هاالكلاام .... بس منهو ذا اللي بيفرض هاالنظاام المحكم!! ثاني شي .... فيه عقوول بشريه وللاااسف تحمل مؤهلاات وهي بالاساس من يقوم باضعاف النظام! اما لنفووذ ! واما لمصلحه ! واما لجانب شر بتلك النفوووس توغل لاارادياً في توجهاتها ولاتستطيع التحكم فيه ولاالسيطره عليه داخل نفوسها! وبالتالي يكون مايطلبه صاحب المقال مستحيل الا بمدينه فااضله ليست بعصرنا الحالي او يمكن ان يكون يحلم او يعيش بخيال اثناء كتابته! اعتقد بان اي نظام با الكون لايطبق على راس الهرم قبل اساسه لايسمى نظام بل يسمى قانون ( سكسونيا ) لاهنت ع الطرح |
رد: النفس والصراعات في الاختيار بين الخير والشر (مقال جميل)
الجميع لاهنتو على المرور والتعليق
|
رد: النفس والصراعات في الاختيار بين الخير والشر (مقال جميل)
اقتباس:
اخي الكنق تعليقك زاد الموضوع لمعانا باقتطافك لبعض ماركز عليه الكاتب او ما عجز عن ايجاد حل له وانا اقول ماعنيته بكلامك هو زبده الموضوع وهذا ينطبق عليه حديث سيد الخلق بقوله لو سرقت فاطمه بنت محمد لقطعت يدها وهناك مقوله لا اعلم لمن هي تقول ان الله ينزع بالسلطان مالا ينزعه بالقران والدين وتطبيقه هو سفينه النجاه وفيه ايضا ردع لمن تسول له نفسه باتخاذ طريق غير طريق الحق وحدث ذلك في عهد عمر بن الخطاب عندما ساد العدل جميع جوانب الحياه بل تحقق في عهد عمر بن عبدالعزيز عندما طبق العدل على نفسه وآل بيته وكان من بركه عدله انهم يذهبون بالزكاه ولايجدون من يأخذها لاهنت على تعليقك الاجمل وتقبل تحياتي ياهادي الطبع والاسلوب |
الساعة الآن 03:02 AM
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
---