::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - مشكلاتك مع زوجك..هـل تبلغينها أهلك؟!


	مشكلاتك مع زوجك..هـل تبلغينها أهلك؟! بقلم هيام الجاسم h-aljassem@hotmail.com لو حصلت مشكلة بينك وبين زوجك بلا شك ستنتهي في يوم ما ويرجع الصفاء والود مرة أخرى، طال الشقاق بينكما أم قصر، وبعد أيام أو أسابيع أو شهور ستحصل أيضا مرة أخرى مشكلة أخرى وأيضا ستنتهي لا محالة.. ومن الأكيد أن تكرار الخلافات بين الزوجين ما داما يعيشان معا في بيت واحد وهما ليسا طبق الأصل من بعضهما، فهمهما يختلف، أولوياتهما في الحياة تختلف وطريقة تعاطيهما مع مستجدات دنياهما تختلف، ألا نتوقع من كل هذه الاختلافات أن تنتج عنها خلافات؟! بلى بلا شك نتوقع ذلك ولابد أن نتأقلم مع تلك الاختلافات، لا أحد منّا يملك عصا سحرية ليغيّر الطرف الآخر.. من يتزوج ويظن أن الحياة الزوجية توافق في كل شيء فهو مخطئ طبعا؛ لأن الصورة الذهنية التي رسمها في ذهنه عن روعة التوافق بينه وبين زوجه هي صورة غير واقعية، وكل الذين رسموا صدمهم واقعهم، منهم من اجتهد وروّض نفسه، ومنهم من عجز فلم يستمر في زواجه. المهم الذي يعنينا من كل هذا أن الزوجة هي الأكثر صدمة من الزوج لو لم يكن زوجها متوافقا مع ما تريد، على الرغم من تأثر الرجل بجروح نفسية بالغة حينما لا يتوافق مع زوجته؛ المهم أن صدمة الزوجة تدفعها دفعا للضجر وتجعلها تحمل أحزانا تذبل بسببها مع تقدم العمر، تحاول أن تتوافق فما تستطيع، عندها ستقع لا محالة في دوّامة مشكلات مع زوجها.. تكرر على مسامعه «إنت خذيتني من بيت أبوي ما تدري إنّ آنا غيرك؟! آنا ما تعجبني تصرفاتك ولا حتى طريقة تفكيرك !!» يرد عليها غاضبا موليّا ظهره عنها «والله عاد آنا جذي تبيني آنا مثل ما تشوفيني!!» يزداد الخلاف فيما بينهما وتكبر الفجوة، في هذه اللحظة وعندما تيأس الزوجة من التوافق مع الزوج تلجأ لأقرب الناس لها أمها وأخواتها! فهل يصح أن تلجأ لأمها وأخواتها حينما يحتدم الخلاف؟ أنا أعتقد أن هذا اللجوء لهن غير صحيح مطلقا؛ لأني على يقين أن الخلاف مهما احتدم فسينتهي لا محالة وحتى لو ضربها وتجرأ على الاعتداء بالضرب المبرح عليها، وحتى لو وصل الخلاف إلى هذه الدرجة السيئة إلا أنه سينتهي لا محالة وبدون أدنى شك، وسيرجع الزوجان حبيبين إلى بعضهما والوعود من الطرفين تتقدمهما، وهذا ما يشهده الواقع ويؤكده، هو يتأسف ويطبطب عليها «سامحيني ما أقصد أضربك أنت استفزّيتيني، مو قصدي حبيبتي!!»، وهي تقبل أسفه ووعوده وكأنها عروس خجولة في ليلة زفافها «حتى آنا آسفة إني استفزّيتك موقصدي سامحني أذيتك يا بعد عمري!!»، ويا دار ما دخلك شر" وكأن شيئا لم يحصل!! أعرف زوجات بهذه الطريقة يتعاملن مع ضرب أزواجهن لهن!! وأعرف زوجات هكذا يعالجن الخلاف مع أزواجهن بعد أن يراضوهن بهذه السطحية!! طبعا هذا غير صحيح ولا هو منطقي، يضربها الحبيب ثم يتأسف؟!" ما دامت الزوجة ترضى منه كلمة «آسف» إذاً لماذا الشكوى للأهل؟! هل هي للتنفيس فقط؟ هل هي لحاجة تعاطف الأهل معها؟ الذي يحصل عادة أن الزوجة في لحظة غضبها من زوجها تشتكي منه عند أهلها ولا تدع صفة سيئة إلا ألصقتها به حقيقة أو من نسج خيالها، فتجدها تذمّه وتكفر العشير معه ولا حسنة تبديها عين المساوئ أبدا..هي لا تدري أنها بهذه الشكوى تسقط قدر زوجها من عين أمها وتخفض من مكانته في قلبها وما يعود له شأن عال ولا مقام رفيع حتى عند أخواتها.. في لحظة الشقاق هي لا تفكر في هذا كله ولكن ما إن ينصلح حالها معه وترجع المياه إلى مجاريها حتى يرجع هو الحب والحبيب الذي لا ترضى أن يمسّ أحد شعرة منه!! ولا أن يتكلم عليه أحد من أهلها حتى أمها التي ساررتها بسّرها.. لذا أنا أؤمن إيمانا جازما بأنه لا يصح من الزوجة إشراك أهلها في مشكلاتها مع زوجها في كل صغيرة وكبيرة حتى لو كثرت وتنامت تلك المشكلات؛ لأنها ستظل حبيسة تعليقاتهم عليه من باب «الميانة بينها وبين أهلها» وإن كان فستلجأ لأهلها لثقتها الكبرى بهم، فلتلجأ إلى ذي عقل راشد حصيف محايد يزن الأمر برويّة وحكمة تستشيره في أمرها، المهم أنه يحفظ السر ولا يفشيه. عزيزي القارئ، المفترض شرعا وعقلا ومنطقا أنه عندما تستفحل المشكلات إلى درجة القلق على العلاقة الزوجية يجدر بنا بوصفنا زوجات وأزواج إدخال أطراف أخرى للصلح فيما بيننا؛ يقول رب العزة في كتابه {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما}. عزيزي القارئ في بدايات تنامي المشكلات بين الزوجين وقبل أن نحتاج إلى أطراف للصلح والتدخل، باعتقادي أن أهل الزوج هم أقدر على حل مشكلات ولدهم مع زوجته في كثير من الأحيان؛ لأنه ولدهم وهم الأقدر على فهم نفسيته وكيف يفكر، بل هم الأقدر على التواصل معه، ولو تدخلوا للصلح فسيفهم ذلك على أنه من قبيل حبهم لمصلحته وكونه يحمل لقب عائلتهم ومن صلبهم، ويهمّهم سمعتهم ولن يسقط من أعينهم، بل هم متهيؤون لغفران زلاّته فسيكتمون سرّه وخصوصيّاته ولن ينشروا غسيله مطلقا؛ لذا من اللبابة والحكمة أن تلجأ الزوجة بعد الله تعالى إلى راشد عاقل من أهل زوجها إن عجزت تحيرت واستغلقت عليها الحلول، وإلا فالأصل الحفاظ على سرية الحياة الزوجية داخل أسوار بيتها لا خارجها مع استشارات تأخذها من أهل الاختصاص، وكل ذلك وقبله وبعده يجب ألا تنسى مطلقا اللجوء إلى رب الأرباب بالدعاء.