الخوف من النقد

ظهر علينا قانون المطبوعات واراد ان يقيد حرية التعبير عن الرأي ويقيد اصحاب الاقلام، لكن كل هذا لم يكن لانه من المستحيل ان يمنع كاتب او صحافي من ابداء رأيه او ابداء نقده لامر حصل او كان له تحليل خاص لبعض المواقف، وهنا امر مهم وهو: هل المقصود بالتعبير عن الرأي والحرية التجريح والسب والكذب على المنتقد والمتكلم عنه؟ ابدا، ليس هذا هو المقصود. فالتجريح والسب والفضح لا يقبلها اي عاقل على وجه الارض، لكن النقد والنقاش بموضوعية لا يرفضهما الصادق في حياته بل سيفرح بهما، لانه، اولا سيزيدانه علما، وثانيا سيصححان طريقه ومساره في الحياة، اذا هناك سؤال الا وهو: لماذا يخاف كثير من المسؤولين النقد؟ بل نجد ما هو اشد من ذلك وهو السعي لوضع القوانين والقيود لتكتيم الافواه ومنع الاقلام وتقييدها تحت مظلة القانون، ان حقيقة الساعي في مثل هذا الامر هو خوفه الشديد من تسليط الاضواء عليه وانكشاف امره والظهور بانه عاجز عن اداء مهمته بنجاح، وانه فاشل في الادارة او ينكشف امره اذا كانت ذمته قد اصابتها هشاشة، فامثال هذا كثيرون، لا كثرهم الله فبدل ان يستفيد من النقد لتصحيح مساره يتوجه للسعي الى منع النقد لكي يسير على هواه بخيره وشره وعلى حسب ما يوافق مصالحه الشخصية، ان امثال هؤلاء من الشخصيات لا بد من القضاء عليهم لانهم عناصر فساد في المجتمع، والذين يخافون من الصحافة ومن الاقلام التي تفضح خباياهم يعانون من امراض نفسية يحتاج كل منهم الى الذهاب الى اقرب مصحة علاجية ليتخلصوا مما هم فيه.
وقانون النشر والمطبوعات لا بد من ان يغير، ولا بد ان يكون له بديل وامره يعتبر امانة في اعناق اعضاء مجلس الامة، وعليهم ان يبذلوا الغالي والنفيس لالغاء مثل هذا القانون الذي يرفضه كل عاقل كما يرفضه المبدأ الذي قامت عليه الدولة والقانون الذي يكون حماية للمفسدين لا نريده في بلدنا لاننا عقلاء نريد لبلدنا الخير ولا نريد الشر، ونريد ان نسخر اقلامنا للاصلاح وليس للفساد. الصحافي والكاتب اللذان يهمهما امر الكويت ومصلحة البلد لا يقدمان على كتابة حرف الا بعد المراجعة والتأكد ويضعان المصالح والمفاسد في الميزان نصب اعينهما، اذا المحاولة التي تحاك لتقيد الحرية فاشلة من اولها الى اخرها ومع هذا نقول: نعم لمنع التعدي على الذوات والتجريح، ونعم لمنع نشر الاخبار غير الموثوقة، ولا لمنع النقد من اجل الاصلاح.. والله المستعان.

علي العبدالهادي
جريدة القبس
alial-abdulhady@hotmail.com
www.qsasa.com