::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

بسم الله الرحمن الرحيم
نهاية العام

الحمدلله الذي كتب الفناء على كل أحد وجعل في تصريف الليالي والأيام معتبر لمن أراد أن يعتبر وأصلي واسلم على محمد بن عبدالله الرحمة المهداة والنعمة المزجاة الذي أوصانا باستغلال الأعمار فيما ينفعنا في الدنيا والآخرة القائل بأبي هو وأمي ( اغتنم خمس قبل خمس : اغتنم حياتك قبل موتك ، واغتنم شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل مرضك ، وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك ) ، يقول المولى عزوجل في محكم التنزيل ( يأيها الذين أمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) نعم أيها الأحبة إنها وصية أرحم الراحمين لنا في هذه الدنيا إنه أرحم بنا من أمهاتنا ومن الناس جميعا ، نعم إنها وصية لنا في هذه الدنيا الفانية لنعمل للباقية التي أدخرها الله لعباده الصالحين جعلنا الله وإياكم منهم إن الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نستشرف المستقبل وأن يجعلنا نعيش واقعنا ونخافه ونحذره وينبهنا لحقيقة قد تغيب عنا في زحمة مشاغلنا الدنيوية ألا وهي حقيقة المعاد إلى رب العباد ، إنها الحقيقة التي سنواجهها يوماً ما ، لذا فالله سبحانه يحذرنا ويريدنا أن نتقي الله في حركاتنا في سكناتنا في أعمالنا وأن نكون متقين الله فيها لأن اليوم كما قال الفاروق عمر رضي الله عنه عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل ، أه ثم أه من هذه الدنيا التي نحزن عليها وهي لا تساوي شيئاً بل لا تساوي جناح بعوضة عند الله سبحانه وتعالى كما قال ذلك المصطفى عليه الصلاة والسلام (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ) إنها فتنة عظيمة فلو رأيت من عصى الله سبحانه وتعالى ويتقلب على الوثير من الفرش ويلبس الناعم من الثياب ويركب المركب الفاخر ويعيش في أكبر المنازل فهو لا يساوي شيئاً وهو في ضيق لا يعلمه إلا ألله ويوم القيامة يكونوا من الخاسرين ، كم غادر هذه الدنيا من حبيب خلال العام المنصرم وكم فقدنا من صديق وكم رحل من زعيم ملك الدنيا وتركها وارتحل خلال لحظات من الزمن ، فهذه هي الدنيا سميت دنيا لحقارتها وإنها لا تساوي من يحزن عليها أو يضيق صدره بها ولو لحظة من الزمن وأن يجعل همه فيها جعلها مزرعة للآخرة ، وأن يستغل كل لحظة فيها للتزود من الطاعات وما أكثرها من طاعات لو تفكر العبد فيها لجعل لحظات كلها طاعة لله سبحانه فالتجار في هذه الدنيا يحرصون على المساهمات وإنشاء الشركات ويدفعون الملايين الكثيرة في سبيلها ولسان حالهم متى يجنون أرباحها ، فإذا كان هذا دأب تجار الدنيا فما حالنا نحن مع التجارة مع الله لا فيها خسارة بل هي الربح الدائم والمضاعف إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا ألله سبحانه وتعالى فلعلنا في ختام سنتنا هذه نقف مع أنفسنا نحاسبها نقومها ننظر الخلل والزلل
مادام في الوقت مهلة فيسهل علينا الحساب الأخروي ولعلنا أن نفوز بمرضاة الله ، نسأل الله في بداية العام القادم أن يكون عام خير وبركة علينا وعلى ولاة أمرنا وعلماؤنا وعلى المسلمين جميعا ، وأن يجنب بلادنا وبلاد المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه وحده سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد .