::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - مالاتعرفه عن اداب الحوار......


	http://www.al-rass.net/vb/images/short/bsmlah.gif (¯`·._(* أحبتي الغالين )_.·°¯) للحوار اداب تعالوا نتمعنها مع بعضنا البعض حوار الله مع الملائكة بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } [ البقرة 34:30] ** اشتملت المحاورة بين الله تعالى والملائكة على العناصر الآتية :- [1] أن الله يعرض على الملائكة أمراً محدداً وهو أمر الخلافة فى الأرض الذى أسنده لآدم عليه السلام ولذريته من بعده . [2] تعجب الملائكة من أن يكون بنو آدم هم الذين يقومون بالخلافة ، وسبب ذلك . [3] رد الله على الملائكة بأنه يعلم ما لا يعلمون . [4] سجود الملائكة لآدم ، وموقف إبليس من هذا الأمر الإلهي ، وما ترتب على ذلك . طبيعة المحاورة لاشك أن هذه المحاورة لها طابع خاص يميزها عن سائر المحاورات التى وردت فى القرآن ، فهى حوار بين الله تعالى وبين بعض خلقه وهم الملائكة ، فى قضية من أخطر القضايا وهى قضية الخلافة فى الأرض ومن يصلح لها . وللوهلة الأولى يتصور القارىء أن الله تعالى يستشير الملائكة فى خلق آدم وجعله خليفة والملائكة يردون على ذلك برفض الفكرة ، وينكرون على الله تعالى أن يفعل ذلك ، بل يسوقون استنكارهم فى أسلوب يشبه التقريع : { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ } أنهم لا يتساءلون وإنما يستنكرون على أساس ما سبق علمهم به فى شأن هذا المخلوق ، وعلى أساس ما يعرفونه عن أنغسهم فى الوقت نفسه . لكن عن النظر والتأمل يبدو أن كل ذلك غير مقصود :- - المولى جل وعلا لم يكن يستشير الملائكة فى أمر كهذا الأمر ، لأن الله ليس بحاجه إلى أن يستشير أحداً ، ولأن المستشير يكون حائرا محتاجا إلى علم غيره . - والملائكة لك يكونوا يراجعون الله فى أمر كهذا ، كيف وقد قال الله فى شأنهم { لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } فضلا عن أن يستنكروا ذلك منه . إذن فما الهذف من وراء تلك المحاورة ؟1 / من أبرز الأهداف التى يطالعها القارىء للمحاورة هو التوجيه و الإرشاد ، ففهى تلك المحاورة توجيهات وإرشادات عديدة :- أ - فالله تعالى يجعل من نفسه قدوة للبشر ، فى أن الوصول إلى الرأى السديد _ فى آية قضية _ لا يتحقق إلا بالمشورة ومداولة الرأى ، مهما كان صاحب الأمر عالما أو خبيرا ، أهناك من هو أعلم من الله ؟ ، فمن هذا المنطلق يضرب الله المثل بنفسه ، أنه _ مع كل هذا _ يعرض الأمر على الملائكة ، ليعلم الحكام أنه لابد من الشورى ولابد من إحترام الرأى الآخر وطلبه ، وعدم مصادرته ، ولابد من التخلى عن الزعم الباطل بأن الحاكم دائما على صواب ، وأن المحكوم دائما على خطأ وألا يغضبوا ممن يعرض على قراراتهم وآرائهم . ب - وكذلك ليعلم المحكومين أنه لا حرج من إبداء الرأى _ بل و لا خوف _ مهما كان مخالفا للحاكم أو للمسئول ، ومهما كانت سلطته وقوته ، كما فعلت الملائكة الذين جهروا برأيهم ، وعبروا بكل وضوح وصراحه عمادا فى نفوسهم بمجرد عملهم بالأمر الإلهى . ج - كذلك فينبغى على الحاكم أن يُقدم مبررات القرار الذى أتخذه ، ويعتمد فى ذلك على الحجة والمنطق وليس على قوة الحكم وسطوته ، وفى الوقت نفسه على المحكومين يرجعوا إلى الحق وألا يصروا على موقفهم ، عناداً أو استكباراً ، فالرجوع إلى الحق خير من التمادى فى الباطل . 2 / كذلك من الأهداف التى تبرزها هذه المحاورة هو الربط بين العلم الذى علمه الله لآدم وبين السجود الذى أمر الله به الملائكة ، تكريما وتقديراً لهذا المخلوق الجديد ، الذى تميز على الملائكة بأمر خصه الله به ، وهيأه له ، وهذه إشارة واضحة لضرورة طلب العلم وبذل أقصى الجهد فيه ، وضرورة تكريم العلماء ، فقد كانت سجدة الملائكة لآدم سجدة تقدير وتكريم لما عنده من علم ، وبهذا يصبح العلم أداة رفعة وتكريم وعلو فى الأرض و فى السماء .3 / كذلك من الأهداف التى تبرزها هذه المحاورة هو إحاطة البشر علما بموقف إبليس منهم فمن اللحظة الأولى رفض إبليس الأمر حيث { أبى و استكبر وكان من الكافرين } و استند فى موقفه ذلك إلى حكم ذاتى { أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين } وهنا أخطأ إبليس مرتين :- أولهما : رفضه للأمر دون التفكر فيه . ثانيهما : انه حكم عقله فى أمر لا مجال للعقل فيه فانتهى إلى الحكم بأفضليته على آدم ومن ثم رفض السجود له ، ومن ثم كان جزاؤه الخروج من الجنه مطرودا ، ويكشف موقفه عن عداوته لبنى آدم من ناحية ، ومن ناحية أخرى يكشف عن نرجسية الرفض .4 / من أهداف المحاورة التكريم الإلهى للإنسان أيا ما كان نوعه أو جنسه أو ثقافته أو ديانته أو أى شىء فالتكريم للإنسان أتى فى الدين الإسلامى فقط دون غيره فهناك أكثر من خطاب قرآنى يا أيها الإنسان ، يا أيها الناس ، وبعثة الحبيب المصطفى للعالمين ، فلا تفاضل بين الناس إلا بالتقوى والعمل الصالح . عكس من زعموا أنهم شعب الله المختار ويدعون أنه لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ويرون أن سائر الناس من الدرجة الثانية وهم وحدهم من الدرجة الأولى . 5 / ومن أهم الأهداف أنه لابد من أن تكون الطاعة قائمة على الإذعان بحق الدعوى والطلب وتكون قائمة على النقاش وعلى الفكر والبحث فالطاعة المفروضة طاعة كاذبة و تُعد لوناً من ألوان النفاق أما الرضا الحقيقى لا يكون إلا باحترام آراء الآخرين ولو تم الرفض من إحدى الطرفين يتم إقناعه بصورة علمية إلى أن يتم رجوح إحدى الكفتين .[ هذا ما لخصته من كتاب (فى تفسير القرآن الكريم) للأستاذى الفاضل الأستاذ الدكتور محمد المنسى ] وقفة من فضلكم نأتي لواقعنا المرير بعيدا عن الحوار بين الحُكام والمحكومين واقع المناقشات التى تقوم بين الأعضاء و يتبارى الأعضاء وكأن العضو لو أعلن خطأه وقال لا أعلم أو قال أنت على صواب سيكون عضو فاشل غير مفكر ونسى الأخوة أو تناسوا أن الغرض من المناقشات التى نقوم بها هى التفريج عما نعجز أن نقوله علانية فنقوله متخفيين فى أسماء مستعارة ! أخوانى العلم شىء رائع والعالم قدره محفوظ فى الدنيا ولو كان يبتغى بعلمه وجه الله - تعالى - و كان سعيه لنشر ما عنده من معلومات إبتغاء مرضات الله سيكون له الحظ الأكبر فى الآخرة ، فالبعض منا يسعى لأن تقال له كلمات الشكر _ وما أكثر المنافقين _ وأن يصفه البعض بأنه عالم العلماء أو أفضل ما جاءت به الأرض . وعندما تدور مناقشة يأتى رفض البعض لأفكار الآخر ليس لأسباب منطقية تقوم على حجج وبراهين منطقية ، وإنما _ فى الأغلب_ تقوم على أسباب شخصية أكثر منها موضوعية ، ومن ثم يتحول الرفض لعداء وخصومة . كذلك من أهداف أى محاورة هى كشف الحقيقة فإنها لا تخلو من فائدة ، كما أنه لابد أن تتم المحاورة بلغة العقل والمنطق مهما كان الخصم عنيد . الجميل أن نعبر عما يدور فى داخلنا بمنطقية و الجميل أن نرتد حينما نكون على خطأ و نحذر أن نكون ممن يدافعون عن أخطائهم بدافع التعصب أو المصالح الشخصية أو نصرة الذات . البعض يرى أنه ممن خصهم الله بالعلم وأنه على صواب والكل على خطأ ولربما وصفهم بالتخلف والغباء . استعنت وتأثرت بما جاء في كتاب من تفسير القرآن للسيد الدكتور / محمد المنسي - حفظه الله - . نسأل الله العفو والعافية لــكم كل الود والتقدير والأحترام . . http://www.almton.com/vb/images/smilies/pic15.gif تحيــــاتي عاشق سراب