::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

النفس مولعة بحب النظر إلى الصور الجميلة والعين رائدة القلب، فيبعث رائدة
لينظر ما هناك فإذا أخبره بحسن المنظور إليه وجماله ، تحرك اشتياقا إليـــــــــــه
وكثيراً ما يتعب ويتعب رسوله ورائده كما قيل :.
وكنتَ متى أرسلتَ طَرْفَكَ رَائِداًَ لِقلبِـكَ يوماَ أتعبتــْكَ المنــَاظِرُ
رأيـتَ الذي لا كـلَّهُ أنـــــتَ قَادرٌ عَليهِ،ولاعن بعضِهِ أنت صَابِرُ
فإذا كف الرائد عن الكشف والمطالعة استراح القلب من كلفة الطلب والإرادة فمن أطلق
لحظاته دامت حسراته.
ولعل ما يغفل عنه كثير من الناس الفوائد العظيمة والجليلة لغض البصر والتي منها :
1. حلاوة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب وألذ مما صرف بصره عنه وتركه لله ، فإن
من ترك شيئاَ لله عوضه الله خيراَ منه.
2. نور القلب وصحة الفراسة قال أبو شجاع الكرماني : (من عمَّر ظاهره بإتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وكف نفسه عن الشهوات، وغض بصره عن المحارم، وأعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة).
وقد ذ كر الله سبحانه قصة قوم لوط وما ابتلوا به، ثم قال بعد ذلك (إن في ذلك لآيات للمتوسمين)(الحجر: الآية75)
وقال تعالى عقيب أمره للمؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم :.( الله نور السماوات والأرض )( النور : الآية35)وفي هذا سر لطيف: وهو أن الجزاء من جنس العمل ،فمن غض بصره عما حرمه الله عوضه الله من جنسه ماهو خير منه ، فكما أمسك بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه ، فرأى به مالم يره من أطلق بصره ولم يغضه عن محارم الله .
وهذا الأمر يحسه الإنسان من نفسه .
فإن القلب كالمرآة ، والهوى كالصدأ فيها فإذا خلصت من الصدأ انطبعت فيها صور الحقائق كما هي عليه. وإن صدئت لم تنطبع فيها صور المعلومات . فيكون علمه وكلامه من باب الخرص والظنون
3. قوة القلب وثباته وشجاعته فيعطيه الله بقوته سلطان النصر ، كما أعطاه بنوره سلطان الحجة ، فيجمع له بين السلطانين ويهرب الشيطان منه كما في الأثر : إن الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله.
مع خااااااااااالص
التحايــــــــــــــــــ☺ـــــــــــــــــــــــــ ا
(أتمنى أن يحوز الموضوع على إعجابكم أعددته خصيصا لاحبتي رواد منتدى الدواسر)