::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - المسابقات الأوروبية تقود القنوات العربية الرياضية الى ورطة

عشرات الملايين تدفع لإرضاء المشاهد
المسابقات الأوروبية تقود القنوات العربية الرياضية الى ورطة

المنامة - علي ربيع

بعد أكثر من 17 عشر عاماً على البث الفضائي تبدو القنوات الرياضية العربية في ورطة بسبب حدة المنافسة بينها من أجل كسب ود المشاهد. وكانت قناة MBC التي تأسست عام 1991مـ قد أطلقت فعلياً شرارة المنافسة حينما تمكنت من الحصول على حقوق بث دوري أبطال أوروبا لتبثه مجاناً للمشاهدين. وقدمت القناة في تلك الفترة وجبة رياضية دسمة خصوصاً على مستوى الأحداث الأوروبية إما بالنقل المباشر، أو في نشرات الأخبار.
ولم يكن راديو وتلفزيون العرب (art) بعيداً، وتمكن خلال فترة قصيرة من الحصول على عدة بطولات أهمها كأس العالم، دوري أبطال أوروبا، الدوري الإيطالي، والدوري الإنجليزي إضافة إلى عدة بطولات عربية.

وقدمت شبكة (أوربت) من جانبها الدوري الإسباني "لاليجا" للمشاهد العربي لفترة طويلة. وتمكن "ليجا" من سحر ألباب العرب الذين أدمنوا مشاهدة المهارات اللاتينية.
وأمام المنافسة التي أشعلتها القنوات الخاصة، دخلت القنوات الحكومية في مشكلة كبيرة بسبب عدم قدرتها على المنافسة في الحصول على حقوق نقل بطولات كرة القدم التي يصل سعرها إلى عدة ملايين في كثير من الأحيان.
وحاولت القنوات الحكومية الحصول على بعض الدعم، فتمكنت قناة "أبوظبي" الرياضية التابعة لإمارة أبوظبي من اقتناص حقوق بث الدوري الإيطالي عام 1997 حينما كانت تبث أرضياً، فاستطاعت هذه القناة من الحصول على شريحة واسعة من المشاهدين، قبل أن تتقهقر بعد خسارتها للدوري الإيطالي لصالح الجزيرة الرياضية قبل 3 أعوام.
ودخلت قناة الجزيرة الرياضية القطرية كمنافسة حقيقية على كثير من البطولات الأوروبية، فتمكنت خلال وقت قصير من إثبات وجودها، واحتكار الدوري الإسباني، والدوري الإيطالي، والبرتغالي، إضافة إلى الدوري الهولندي والأرجنتيني.
ولا يقتصر الصراع الفضائي على بطولات كرة القدم، وعادة ما يشهد نقل سباقات الفورملا واحد، وبطولات الألعاب الجماعية، وحتى المصارعة الحرة، منافسة شديدة بين هذه القنوات لكن الشغف عادة يتركز على كرة القدم.

بطولات الملايين

في خضم ثورة "التشفير" التي باغتت القنوات الفضائية، اضطرت (art) لدفع 80 مليون دولار أمريكي لاحتكار بث كأس العالم 2006 في منطقة الشرق الأوسط بحسب أرقام القناة نفسها. ووجدت (art) المبرر لرفع الاشتراكات لكي تغطي المبلغ الذي دفعته، ما أدى إثارة حنق المشتركين الأمر الذي دعاهم إلى اتهام القناة بالمغالاة في سعر الاشتراك.
ولا تتوقف الملايين عند كأس العالم، حيث دفعت الجزيرة الرياضية 13 مليون دولار هذا العام -بحسب مصادر غير رسمية- لبث الدوري الإسباني حصرياً على قنواتها.
ويشتكي المشاهدون هذه الأيام من ارتفاع سعر الاشتراك في باقة (شوتايم) التي حصلت على حقوق بث الدوري الإنجليزي بعد أن كان حكراً لسنوات في قنوات (art) الرياضية. ولا يمكن للمشترك أن يحصل على باقة (شوتايم) الرياضية، إضافة إلى الجزيرة الرياضية بسعر أقل من 330 دولار على الأقل.
ولعل الخطوات التي تتخذها القنوات لاحتكار أكبر عدد ممكن من البطولات لما يفترض أن تدليل للمشاهد، ينعكس بشكل سلبي على هذا الأخير الذي يضطر إلى دفع رسوم عالية، قد يكون في كثير من الأحيان غير قادر على استيفائها.
ولا تخص هذه المشكلة العالم العربي، حيث عانت دول فقيرة أخرى من الحرمان من مشاهدة البطولات الكروية العالمية. وقبل مونديال ألمانيا الماضي، اضطر الرئيس البوليفي إيفو موراليس إلى الجلوس على طاولة مفاوضات مع إحدى الشركات التي احتكرت بث المونديال في هذا البلد اللاتيني. وفاوض موراليس الشركة الحاصلة على الحقول من أجل بث المونديال مجاناً على التلفزيون المحلي، وكان يقول:"لا يجوز بأن يتمكن الأغنياء فقط من مشاهدة كأس العالم".
بدائل غير مقنعة

وجدت القنوات الأرضية بديلاً لهذه المعضلة حيث تمكن بعضها من الحصول على حقوق بث البطولات الأوروبية بسعر أقل، نظراً لأن البث الأرضي يغطي رقعة صغيرة جداً مقارنة بالبث الفضائي. وقدمت قناة الكويت الرياضية التي تبث أرضياً مثالاً على ذلك حيث كانت تنقل مباريات الدوري الإنجليزي. وعادة يتمكن بعض المشاهدين بجوار دولة الكويت من الحصول على البث، ولكن بدرجة وضوح أقل.
ويبقى أن القنوات الأرضية غير قادرة أصلاً على إقناع القنوات الفضائية للتنازل عن بعض الحقوق إلا في حالات نادرة، بالرغم من أن نطاق البث سيبقى محدوداً في مناطق ضيقة، لأن القنوات الفضائية المحتكرة تنظر إلى الأسواق جميعها بعين واحدة، ولا تريد تضييع أي منها إلا مع ربحٍ مجزٍ.

مــــبــــاركـ الـــحـــــجــــاج الــــخـــــيـــــيـــــلاتــ
ــــــــ الكويت ــــــــ