::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - هذا المقال //هدية للمنتدى في جريدة الجزيرة اليوم16/7/1428هـ

- :: قسم المـواضيع الـعامــة :: (http://alduwaser.org/vb/forumdisplay.php?f=2)

هذا المقال //هدية للمنتدى في جريدة الجزيرة اليوم16/7/1428هـ

تسير جهود لجنة المناصحة الفكرية البارزة لتواكب الجهود الأمنية في مكافحة الإرهاب، فعلى الرغم من أن لجنة المناصحة حديثة عهد ولم تكمل حتى عامها الثالث إلا أنها استطاعت وبفضل الحنكة والخبرة التي يمتلكها أعضاؤها الذين تم اختيارهم وفق ضوابط وأسس شرعية وعلمية ومن المشهود لهم بالوسطية والاعتدال وقدرتهم الرائعة على المحاورة والإقناع، وعلى الرغم من عدم تفرغهم وانشغالهم في مؤسساتهم التربوية والأكاديمية، إلا أنهم استطاعوا بفضل الله وتوجيهات المسؤولين في وزارة الداخلية من إعادة أكثر من (700) موقوف حتى الآن من المطلوبين على الرغم مما يحملونه من معتقدات خاطئة وفكر هدام، بفضل وجود الاستراتيجية الواضحة والخطوات الرائعة من قبل القائمين على هذه اللجنة، التي تستمد شرعيتها من وزارة الداخلية وتتكون لجنة المناصحة من ثلاث لجان رئيسية هي: اللجنة العلمية، واللجنة الأمنية، واللجنة النفسية، وتعمل لجنة المناصحة على شكل عدة محاور منها: إقامة دورات متخصصة في عدة أمور تدور حولها شبهات الفئة الضالة مثل (التكفير، الولاء والبراء، الموالاة، الجهاد، طاعة ولي الأمر، مستلزمات البيعة، مظاهرة المشركين، إخراج المشركين من جزيرة العرب) وتتكون الدورة في الغالب من عشرين شخصا من الموقوفين يدرسهم أساتذة متخصصون من الجامعات لمدة خمسة أسابيع دروساً علمية بحتة، تعقد بعدها امتحانات لهم ويمنحون شهادات للمتدربين، والمحور الآخر يتعلق بمناصحة فردية لكل شخص من الموقوفين عن طريق ثلاثة من أعضاء اللجنة عدة جلسات لإبطال ما عنده من شبهات أو معتقدات بكل شفافية.

وقد تبين أعمار هؤلاء الموقوفين في الغالب من (18-25) بل إن بعضهم لا يحملون من التعليم إلا القليل وبعضهم لا يحفظ حتى قصار السور، عدد كبير من هؤلاء الموقوفين عادوا إلى الحق بعد أن تمت مناقشتهم كل على حدة، حيث تم تفنيد أفكار الموقوف وحججه بطرق شرعية وعلمية لإزالة الشبهات لديه من قبل أعضاء لجنة المناصحة الذي يبلغ عدد أعضائها أكثر من (130) عالما وداعية وأكاديميا متخصصا في العقيدة والشريعة واستشاريين في علم النفس، واختصاصيين اجتماعيين تعنى بدراسة حالة الشخص الموقوف والإشكاليات التي يواجهها من ناحية الفكر وإزالة الشبهات التي كانت عالقة في ذهنه والتصورات غير الصحيحة، ولا ننسى الدور الكبير الذي يبذله مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف ومعاملته الإنسانية مع هؤلاء التائبين ومساعدتهم والوقوف معهم مالياً ومعنوياً والاهتمام بأسرهم وتوفير الجو المناسب لهم في سبيل إعادتهم وتأهيلهم إلى المجتمع حتى يكونوا أعضاء صالحين بعد أن عرفوا الحق عن طريق لجنة المناصحة، وقد ذكرت هذه المعلومات وهذه الأرقام من أجل تسليط الضوء على جهود هذه اللجنة البارزة التي تعمل بعيداً عن الأضواء وقد حققت نجاحات غير مسبوقة عند المنصفين إذا قسنا ذلك بحداثتها وعمرها القصير، ومما يدل على نجاح عمل هذه اللجنة زيارة الوفد الإعلامي الهولندي الأخيرة ومقابلة المسؤولين عن أعمال هذه اللجنة وعلى رأسهم مدير دائرة الأمن الفكري في وزارة الداخلية د. عبد الرحمن الهدلق، وقد أثنى الوفد الزائر على جهود هذه اللجنة وطلبوا الاستفادة من التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب، وهذه شهادة تحسب لأعضائها.

كما أن لجنة المناصحة أعدت دراسة تتعاون فيها اللجنة مع وزارة التربية والتعليم لتعميم مشروع المناصحة بكل المدارس والمعاهد والكليات والجامعات في مناطق البلاد، يتم من خلالها انخراط عدد من مديري ووكلاء المدارس بدورات تدريبية في الوقت الراهن. تأتي هذه الخطوات والدراسات للتعاون مع وزارة التربية والتعليم على أهداف القضاء على أي فكر متشدد قبل ظهوره، وتأمين سلامة الأفكار لأبناء الوطن والأجيال المقبلة. والسؤال الذي يطرح نفسه هل حققت مؤسسات المجتمع المدنية (باستثناء وسائل الإعلام) ما حققه أعضاء لجنة المناصحة وهل استطاع أن يحقق المنتقدون لعمل هذه اللجنة جزءا بسيطا مما حققته، نريد شيئا من الإنصاف لأعضاء هذه اللجنة ولجهودهم المبذولة...

محمد بن حمود الهدلاء

باحث وأكاديمي سعودي في مجال الأمن الفكري ومكافحة الإرهاب

http://www.al-jazirah.com/84076/rj2d.htm