::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: (http://alduwaser.org/vb/index.php)
-   :: قسم المـواضيع الـعامــة :: (http://alduwaser.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة (http://alduwaser.org/vb/showthread.php?t=17708)

شيخ العالمين 18-08-2007 01:13 AM

عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة

--------------------------------------------------------------------------------

عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
من منّا لا يبحث عن علو الهمة ؟؟ من منا لاتهفو نفسه للارتقاء والسمو ؟؟من منّا لايتمنى أن يبقى محلقا بين السحب الإيمانية البيضاء فيرتقي ويعلو .. ويعلو .. حتى يصل إلى القمة !


وقد عرف ابن القيّم علوّ الهمة فقال : ( علوّ الهمة ألا تقف - أي النفس - دون الله ، ولا تتعوض عنه بشيء سواه ، ولا ترضى بغيره بدلا منه ، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية )

كم هو رائع أن نحيا مع الله .. وكم هو جميل أن نكون من أقرب الناس إليه .. نجاهد أنفسنا عن فعل المعاصي ونغذيها بأنواع التقرب والعبادات فنحافظ بذلك على الرقي الإيماني المطلوب ..


قالوا عن الهمــــــة :


1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لاتصغرن ّ همتكم ، فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمم "

2- وقال ممشاد الدينوري :
" همتك فاحفظها ، فإن الهمة مقدمة الأشياء ، فمن صلحت له همته وصدق فيها صلح له ماوراء ذلك من الأعمال "

3 - وقال ابن حبّان البستي :
" من لم يكن له همة إلا بطنه وفرجه عدّ من البهائم ، والهمة النبيلة تبلغ صاحبها الرتبة العالية "

4- وقال الإمام مالك رحمه الله :
" عليك بمعالي الأمور وكرائمها ، واتق رذائلها وما سفّ منها ، فإن الله تعالى يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها " .

5- وقال أحمد الدرعي :
" كن رجلا رجله في الثرى وهمه في الثريّا ، وما افترقت الناس إلا في الهمم ، من علت همته علت رتبته ، ولا يكون أحد إلا فيما رضيت له همته " .

6- وقال عبد القادر الجيلاني لغلامه :
" يا غلام ، لا يكن همك ما تأكل وما تشرب ، وما تلبس وما تنكح ، وما تسكن وما تجمع ، كل هذا هم النفس والطبع فأين همّ القلب ؟؟
همك ما أهمك ، فليكن همك ربك عز وجل وما عنده " .

7- وقال ابن القيم رحمه الله :
" النفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة ،
والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات ، وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار "

فهدالمحيسن 18-08-2007 01:21 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
مشاركة جميلة تشكر عليها

الزين 18-08-2007 01:38 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
شيخ العالميــــــــــــــــــــــــــن



الله يجزاك خير والله يجعلنا واياك من عاليين الهمم


الزين

شيخ العالمين 18-08-2007 02:00 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
مشكور على مرورك يا فهد المحيسن
ومرحبا بك


--------------------------------------------------------------------------------

شيخ العالمين 18-08-2007 02:17 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
مشكورين على مروركم ونشكر الزين الف شكر

أمـــيرتـــهم 18-08-2007 04:18 PM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 



http://img452.imageshack.us/img452/6...20701009sd.gif

موضوووووع مميز ... لاهنت
جزاااااااااك الله خـــــــير



أمـــــــيرتــــــــهم

شيخ العالمين 18-08-2007 07:03 PM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
شكرا اميرتهم وانشاء الله تكونين اميرتهم

المسعري 18-08-2007 07:49 PM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
حياك الله ياشيخ
موضوع مميز ونير انار الله قلبي وقلبك بالايمان
لاهنت على الموضوع

شيخ العالمين 19-08-2007 12:49 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
مرحبا بكل الاصدقاء
وشكراء للجميع على المرور
و المسعري نشكره شكر كثير لحيث وانا قريت عن تاريخهم العظيم
واعجبني وتحياتنا للجميع

ذيب أمعط 19-08-2007 02:30 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
اشكرك على الموضوع وننتظر جديدك يالغالي

شيخ العالمين 19-08-2007 03:13 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
شكراء يا ذيب وسوف اكتب قصيده في الشعر الشعبي اتمناء تعجبكم

خريج الشريعة 19-08-2007 05:02 PM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
ما شاء الله على الموضوع الممتاز ...
جزاك الله خير وكثر من أمثالك ...
وننتظر منك أكثر ...

شيخ العالمين 20-08-2007 09:52 PM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
هلا ب خريج الشريعه
ومـــشــكــور على المرور

شيخ العالمين 26-08-2007 03:14 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
علو الهمة






ما هي الهمــــــــــة ؟

الهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول..
قال أحد الصالحين: همتك فاحفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها، صلح له ما وراء ذلك من الأعمال

الهمــــــــة محلها القلـــــــــــــب
الهمة عمل قلبي، والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه، وكما أن الطائر يطير بجناحيه، كذلك يطير المرء بهمته، فتحلق به إلى أعلى الآفاق، طليقةًً من القيود التي تكبل الأجساد..

إن يَسْلُب القوم العِدا مُلْــــكِي وتُسْلِمني الجموعْ
فالقلب بين ضُلُـــــوعِهِ لم تُسْلِمِ القلبَ الضلوعْ

ونقل ابن قتيبة عن بعض كتب الحكمة :
" ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوّاً، كالشعلة ِ من النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعا "

همَّــــــــــــة المؤمـــن أبلغ من عملـــــــــــه

قال صلى الله عليه وسلم:" من همَّ بحسنة، فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة " رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم: " من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه " رواه مسلم وغيره
وقال صلى الله عليه وسلم فيمن تجهز للجهاد، ثم أدركه الموت: " قد أوقع الله أجره على قدر نيته " رواه الإمام أحمد وغيره
وقال صلى الله عليه وسلم : " ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل، فغلبه عليها نوم ، إلا كُتب له أجر صلاته، وكان نومه صدقةً عليه " رواه النسائي وأبو داود

وقد يتفوق المؤمن بهمته العالية كما بيَّن ذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله:
" سبق درهم مائة ألف "، قالوا: يا رسول الله ، كيف يسبق درهم مائة ألف ؟! ،
قال:" رجل كان له درهمان ، فأخذ أحدهما ، فتصدق به ، وآخر له مال كثير ،
فأخذ من عَرْضها مائة ألف "رواه أحمد وغيره

خصائص كبير الهمـــــــــــة

يا عالـــــــــــــــي الهمَّــــة..
بقَدْر ما تَتَعنَّى ، تنالُ ما تتمنَّى


إن عالي الهمة يجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايته، وتحقيق بغيته، لأنه يعلم أن المكارم منوطة بالمكاره، وأن المصالح والخيرات، و اللذات و الكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب :

بَصُرتُ بالراحة الكبرى فلم أرها *** تُنال إلا على جسر من التعب
****
فقل لِمُرَجِّي معالي الأمور *** بغير اجتهاد: رجوتَ المحالا
****
أحزان قلبي لا تزول *** حتى أبشر بالقبول
وأرى كتابي باليمين *** وتُسَرَّ عيني بالرسول
****

عالي الهمة يُرى منطلقاً بثقة وقوة وإقدام نحو غايته التي حددها على بصيرة وعلم، فيقتحم الأهوال، ويستهين الصعاب ..

****
ذريني أنـل ما لا يُنـال من العُـلا *** فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل
تريدين إدراك المعالي رخيصة *** ولا بُدَّ دون الشَّهْدِ من إبر النحْلِ
****

من أراد الجنة سلعةَ الله الغالية لم يلتفت إلى لوم لائم، ولا عذل عاذل، ومضى يكدح في السعي لها
قال تعالى: ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا )
وقال صلى الله عليه وسلم: " من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة "

شيخ العالمين 26-08-2007 03:17 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
كبيــر الهمــة لا ينقُضُ عَزْمه

قال تعالى : ( فإذا عزمت فتوكل على الله )
قال جعفر الخلدي البغدادي : " ما عقدت لله على نفسي عقدا ، فنكثته "

علام يندم كبير الهمة؟

يندم على ساعة مرت به في الدنيا لم يعمرها بذكر الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : " ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها "

يا كبير الهمة : لا يضرك التفرد ، فإن طرق العلاء قليلة الإيناس

فعالي الهمة ترقى في مدارج الكمال بحيث صار لا يأبه بقلة السالكين، ووحشة الطريق لأنه يحصل مع كل مرتبة
يرتقي إليها من الأنس بالله ما يزيل هذه الوحشة ، و إلا انقطع به السبيل ..

عالي الهمة لا يرضى بالدون ولا يرضيه إلا معالي الأمور
إن عالي الهمة يعلم أنه إذا لم يزد شيئا في الدنيا فسوف يكون زائدا عليها ، ومن ثم فهو لا يرضى بأن يحتل هامش الحياة ، بل لابد أن يكون في صلبها ومتنها عضوا مؤثرا
إذا ما مضى يوم ولم أصطنع يدا * ولم أقتبس علما فما هو من عمري

إن كبير الهمة نوع من البشر تتحدى همته ما يراه مستحيلا ، وينجز ما ينوء به العصبة أولو القوة ،
ويقتحم الصعاب والأهوال لا يلوي على شيء
له همم لا منتهى لكبارها وهمته الصغرى أجل من الدهر

ندرة كبيريّ الهمة في الناس

يصدق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " تجدون الناس كإبل مائة ، لا يجد الرجل فيها راحلة "
وهم في الناس ثلة من الأولين ، وقليل من الآخرين
وقد كانوا إذا عدوا قليلا فقد صاروا أعز من القليل .

عالي الهمة لا يرضى بما دون الجنة

إن كبير الهمة لا يعتد بما له فناء ، ولا يرضى بحياة مستعارة ، ولا بقُنيةٍ مستردة ، بل همه قنية مؤبدة ، وحياة مخلدة ، فهو لا يزال يحلق في سماء المعالي ، و لا ينتهي تحليقه دون عليين ، فهي غايته العظمى ، وهمه الأسمى..

عالي الهمة شريف النفس يعرف قدر نفسه

وعالي الهمة يعرف قدر نفسه ، في غير كبر، و لا عجب ، ولا غرور ، وإذا عرف المرء قدر نفسه ، صانها عن الرذائل ، وحفظها من أن تهان ، ونزهها عن دنايا الأمور ، و سفاسفها في السر والعلن ، وجنبها مواطن الذل بأن يحملها ما لا تطيق أو يضعها فيما لا يليق بقدرها ، فتبقى نفسه في حصن حصين ، وعز منيع لا تعطى الدنية ، و لا ترضى بالنقص ، ولا تقنع بالدون ..

كبير الهمة عصامي لا عظامي

فكبير الهمة عصامي يبني مجده بشرف نفسه ، لا اتكالا على حسبه ونسبه ، و لا يضيره ألا يكون ذا نسب ، فحسبه همته شرفا ونسبا ، فإن ضم كبر الهمة إلى نسب كان كعقد علق على جيد حسناء ..

الحث على علو الهمة في القرآن والسنة

تواردت نصوص القرآن والسنة على حث المؤمنين على ارتياد معالي الأمور ، والتسابق في الخيرات ، وتحذيرهم من سقوط الهمة ، وتنوعت أساليب القرآن في ذلك ..

فمنها: ذم ساقطي الهمة وتصويرهم في أبشع صورة :
( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون )

ومنها: ثناؤه سبحانه على أصحاب الهمم العالية وفي طليعتهم الأنبياء والمرسلون
وفي مقدمتهم أولو العزم من الرسل وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم..
( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل )

ومنها : أنه عبر سبحانه عن أوليائه الذين كبرت همتهم بوصف الرجال في مواطن البأس والجلد والعزيمة والثبات على الطاعة ، والقوة في دين الله
( فيه رجال يحبون أن يطهروا والله يحب المطهرين )
( يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة )
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )

ومنها : أنه سبحانه أمر المؤمنين بالهمة العالية ، والتنافس في الخيرات ..
( فاستبقوا الخيرات )

أما السنة الشريفة فمليئة بالكثير من الصور ..

قال صلى الله عليه وسلم: ( إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها، فليغرسها )
وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( إن الله تعالى يحب معالي الأمور ، ويكره سفاسفها )
وقال صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه: ( إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه عز وجل )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ..
فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة )

***********
كبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيرا غير مجذوذ ، ويجري في عروقك دم الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل ، فلا ترى واقفا إلا على أبواب الفضائل ، ولا باسطا يديك إلا لمهمات الأمور ..

إن التحلي بكبر الهمة يسلب منك سفاسف الآمال والأعمال ، ويجتث منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة ..

شيخ العالمين 26-08-2007 03:20 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
مجالات علو الهمة :

* علو الهمة في طلب العلم


قال يحيى بن أبي كثير : لا ينال العلم براحة الجسد ..

ومن يصطبر للعــلم يظـــــفر بنيله *** ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل
ومن لم يذل النفس في طلب العلى *** يسيرا يعش دهــــــــــرا طويلا أخا ذل

* علو الهمة في العبادة والاستقامة

قال الحسن : من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره
قال وهيب بن الورد : إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل ..

واحسرتاه تقــضى العمر وانصرمت *** ساعاته بين ذل العجز والكسل
والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ساروا *** إلى المطلب الأعلى على مهل

* علو الهمة في البحث عن الحق

لقد حفل التاريخ الإسلامي قديمه وحديثه بنماذج رائعة من المهتدين الذين ارتفعت همتهم في البحث عن الدين الحق
و بذلوا في سبيل ذلك النفس والنفيس ، فصاروا مضرب الأمثال ، وحجة لله على خلقه أن من انطلق باحثا عن الحق مخلصا لله تعالى ، فإن الله عز وجل يهديه إليه ، ويمن عليه بأعظم نعمة في الوجود نعمة الإسلام

ومن النماذج المشرقة في البحث عن الحق
سلمان الفارسي رضي الله عنه ..
أبوذر رضي الله عنه ...

* علو الهمة في الدعوة إلى الله تعالى ..

كبير الهمة يحمل هم الدعوة

من أعظم ما يهتم به الداعية هداية قومه ، وبلوغ الجهد في النصح لهم ، كما يتضح ذلك جليا لمن تدبر سير المرسلين ، خاصة خاتمهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم ..

إن المتأمل لقوائم عظماء رجالات الإسلام من الرعيل الأول فمن بعدهم ليرى أن علو الهمة هو القاسم المشترك بين كل هؤلاء الذين اعتزوا بالإسلام ، واعتز بهم الإسلام ، ووقفوا حياتهم لحراسة الملة وخدمة الأمة سواء كانوا علماء أو دعاة أو مجددين أو مجاهدين أو مربين أو عباد صالحين ولو لم يتحلوا بعلو الهمة لما كان لهم موضع في قوائم العظماء ولما تربعوا في قلوب أبناء ملتهم ، ولما تزينت بذكرهم صحائف التاريخ و لا جعل الله لهم لسان صدق في الآخرين ..

* علو الهمة في الجهاد في سبيل الله

قال عمران بن حصين: ( ما لقي صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب )

وكذلك الشجعان في أمته والأبطال لا يحصون عدة ، و لا يحاط بهم كثرة ، سيما أصحابه المؤيدين الممدوحين في التنزيل بقوله تعالى :
( محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف )

حال الأمة عند سقوط الهمة

إن سقوط الهمم وخساستها حليف الهوان ، وقرين الذل والصغار ، وهو أصل الأمراض التي تفشت في أمتنا ،
فأورثتها قحطا في الر جال ، وجفافا في القرائح ، وتقليدا أعمى ، وتواكلا وكسلا ، واستسلاما لما يسمى الأمر الواقع ..

كل ذل يصيب الإنسان من غيره ، ويناله من ظاهره : قريب شفاؤه ، ويسير إزالته ،
فإذا نبع الذل من النفس ، وانبثق من القلب ، فهو الداء الدوي ، والموت الخفي ..

شيخ العالمين 26-08-2007 03:24 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
أسباب انحطاط الهمم

حتى نكون أبعد عن انحطاط الهمم لابد أن نتعرف على أسباب ذلك ..

* الوهن .. كما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم : ( حب الدنيا، وكراهية الموت )
* الفتور .. قال صلى الله عليه وسلم: ( إن لكل عمل شِرَّةً، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك )
* اهدار الوقت الثمين في فضول المباحات .. قال صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )
* العجز والكسل .. قال تعالى: ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )
* الغفلة .. وشجرة الغفلة تُسقى بماء الجهل الذي هو عدو الفضائل كلها
قال ابن القيم رحمه الله: لابد من سِنة الغفلة، ورقاد الغفلة، ولكن كن خفيف النوم ..
* التسويف والتمني .. وهما صفة بليد الحس، عديم المبالاة، الذي كلَّما همَّت نفسه بخير، إما يعيقها بسوف حتى يفجأه الموت، وإما يركب بها بحر التمني، وهو بحر لا ساحل له، يدمن ركوبه مفاليس العالم .
* ملاحظة سافل الهمة من طلاب الدنيا.. قال صلى الله عليه وسلم: ( إنما مَثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يُحْذِيك ، وإما أن تبتاع منه،وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة )
* العشق .. لأن صاحبه يحسر همته في حصول معشوقه فيلهيه عن حب الله ورسوله.
* الانحراف في فهم العقيدة .. لا سيما مسألة القضاء والقدر، عدم تحقيق التوكل على الله تعالى، بدعة الإرجاء.
* الفناء في ملاحظة حقوق الأهل والأولاد واستغراق الجهد في التوسع في تحقيق مطالبهم ..
قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم )
* المناهج التربوية والتعليمية الهدامة .. التي تثبط الهمم، وتخنق المواهب، وتكبت الطاقات، وتخرب العقول، وتنشىء الخنوع، وتزرع في الأجيال ازدراء النفس، وتعمق فيها احتقار الذات، والشعور بالدونية.
* توالي الضربات، وازدياد اضطهاد العاملين للإسلام، مما ينتج الشعور بالإحباط في نفوس الذين لا يفقهون حقيقة البلاء، وسنن الله عز وجل في خلقه.

أسبــاب الارتقـــاء بالهمـــــــة

* العلم والبصيرة .. العلم يصعد بالهمة، ويرفع طالبه عن حضيض التقليد، ويُصفِّي النية.
* إرادة الآخرة، وجعل الهموم همَّا واحداً.. قال تعالى: ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا )
وقال صلى الله عليه وسلم: ( من كانت همّه الآخرة، جمع الله له شملَه، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كانت همّه الدنيا، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له)
* كثرة ذكر الموت .. عن عطاء قال: كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء، فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة ويبكون .
* الدعاء.. لأنه سنة الأنبياء، وجالب كل خير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( أعجز الناس من عجز عن الدعاء )
* الاجتهاد في حصر الذهن، وتركيز الفكر في معالي الأمور.. قال الحسن: نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
* التحول عن البيئة المثبطة.. إذا سقطت الجوهرة في مكان نجس فيحتاج ذلك إلى كثير من الماء حتى تُنَظَّف إذا صببناه عليها وهي في مكانها، ولكن إذا أخرجناها من مكانها سهل تنظيفها بالقليل من الماء .
* صحبة أولي الهمم العالية، ومطالعة أخبارهم..قال صلى الله عليه وسلم: ( إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر)
* نصيحة المخلصين .. قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
* المبادرة والمداومة والمثابرة في كل الظروف..قال تعالى: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )

شيخ العالمين 26-08-2007 03:26 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
أطفالنـــــــــا وعــــلو الهمــــــــة

قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه، وسَعِدَ في الدنيا والآخرة، وإن عُوِّد الشر، وأُهْمِل إهمالَ البهائم شقي وهلك.. وصيانته بأن يؤدِّبَه، ويهذبه، ويعلمه محاسن الأخلاق ..
وقال ابن خلدون: التعليم في الصغر أشد رسوخاً، وهو أصل لما بعده.

كِبَارُ الهمَّةِ النَّابغُون .. مُخْتَصَرُ الطريق إلى المَجْد..

إن المرء لا يولد عالماً، وإنما تربيه جماعة، وتصنعه بيئة، و تتعهده بالرعاية والتعليم، حتى يمتلك ناصية العلم الذي يطلبه .
.........

إن الأمة التي تهتم بالنابغين، تصنع بهم مستقبلها المشرق، لأنهم يُصْلِحون أمرها، ويسهمون في ازدهارها، والأمة التي تهمل رعاية نابغيها سوف تشقى حين يتولى أمورها جهلة قاصرون يوردونها المهالك،أو مرضى نفسيون معقدون يسومونها سوء العذاب، أو سفلة أصحاب نفوس دنيئة وهِممٍ خسيسة يبيعونها لأعدائها بثمن بخس .

أثر عُلُـــــــــوّ الهمَّة في إصلاح الفــرد والأمَّـــــة

أصحاب الهمة العالية هم الذين يقوون على البذل في سبيل المقصد الأعلى، و يبدلون أفكار العالم، ويغيرون مجرى الحياة بجهادهم وتضحياتهم، ومن ثَمَّ فهم القلة التي تنقذ الموقف، وهم الصفوة التي تباشر مهمة " الانتشال السريع " من وحل الوهن، و وهدة الإحباط.
...............

زاحم بكتفيك وساعديك قوافل العظماء المجددين من السلف والخلف، ولا تؤجل فإن مرور الزمن ليس من صالحك، وإن الطغيان كلما طال أمده، كلما تأصَّلت في نفوس المتميعين معاني الاستخذاء، ولابد من مبادرة تنتشل، ما دام في الذين جرفهم التيار بقية عرق ينبض، وبذرة فطرة كامنة .

..........

هذا زمان لا توسُّط عنده *** يبغي المغامر عالياً وجليلا
كن سابقاً فيه أو ابق بمعزلٍ *** ليس التوسط للنبوغ سبيلا
..........

إن أمتك المسلمة تترقب منك جذبة " عُمَرِيَّة " توقد في قلبها مصباح الهمة في ديجور هذه الغفلة المدلهمة، وتنتظر منك صيحة " أيوبية " تغرس بذرة الأمل، في بيداء اليأس، وعلى قدر المئونة؛ تأتي من الله المعونة، فاستعن بالله ولا تعجز .

تحيات///شـــــــيــخ الــعــــالــمــيـــــن""

شيخ العالمين 27-08-2007 02:48 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
يا أهل الهمم



:::أ:::م:::


يشتكي البعض من ضعف العزيمة في البحث و الإطلاع والعمل لدين الله بل حتى إن البعض يعلن عدم الراحة والضجر على الدوام وقد يكون من أهل الخير والصلاح فعلام هبت على الروح أتربه غبراء ، حتى إنك ترى من يعيش بلا هدف وربما صلى وصام أو حج فتجده يعيش بلا أماني تنقلة إلى المعالي وتأخذ به ألي أعز المطالب.

ولا شك أن الهمم تتفاوت حتى بين الحيوانات :
فهذه العنكبوت من حين يولد ينسج لنفسه بيتاً ، ولا يقبل منة الأم .
وأما الحية تطلب ما حفر غيرها إذ طبيعتها الظلم
والغراب يتبع الجيف والصقر لا يقع إلا على الحي
والأسد لا يأكل البايت من اللحم ، والفيل يتملق حتى يأكل، والخنفساء تطرد متعود.

فإن من الناس من همته كالأسد في نظره للمعالي وفي العلو كالصقر بحب الشرف والبحث عن معالي الأمور ، ومنهم من طبعة طبع غراب يظهر عوار الناس ويتتبع سقطاتهم وبعضهم بلغ في أخذ طباع الحية فلا يأنس إلا بالظلم فساعة يسرق ما تعب فيه الآخرون سواءً من علم أو فكرة دون نسبتها لصاحبها والتفرد بأشياء على حساب تشويه سمعت الطرف الآخرين .
وكما قال أحمد بن خضرويه: )) القلوب جوالة: فإما أن تجول حول العرش أوأن تجول حول الحشّ))
ونردف ذلك بكلام رائع يا صاحب الهمة للعلامة أبن القيم عليه رحمت الله تعالى
الأرواح في الأشباح كالاطيار في الأبراج، وليس ما أعد للأستفراخ كمن هيئ للسابق).
فأسأل نفسك يا صاحب الهمة بأي همه تعيش ولأي طموح تتوق

قلت للصقر وهو في الجو عالٍ *** أهبط الأرض فالهواء جديب
قال لي الصقر: في جناحي وعزمي *** وعنان السماء مرعى خصيب

وهذه همه عجيبة لعمر بن عبد العزيز عليه رحمه الله تعالى:
حيت قال لدكين لما جاءة:
"يادكين، إن لي نفساً تواقة، لم تزل تتوق إلى الإمارة فلما نلتها تاقت إلى الخلافة، فلما نلتها تاقت إلى الجنة"
وهذا يحي بن يحي رحل إلى الإمام مالك وهو صغير رحم الله الجميع وسمع منه وتفقه، وكان مالك يعجبه سمته وعقله، روي انه كان عند مالك في جمله من أصحابه، إذ قال قائل: "قد حضر الفيل" فخرج أصحاب مالك لينظروا إليه غيره (أي غير يحي ويبقى هو مكانه في الدرس ) فقال له مالك:" لم لا تخرج لترى الفيل"لأنه لا يكون بالأندلس"فقال له يحي إنما جئت من بلدي لأنظر إليك وأتعلم من هديك وعلمك ولم أجئ لأنظر إلى الفيل فأعجب به مالك، وسماه(عاقل أهل الأندلس)

فآه ثم آه من شباب شابة هممهم قبل مشيب شعرهم أصبحت همت أحدهم لقمة ولباس ومركب ، الذهاب إلى لمطعم شهي والحرص على ملبس دفي ، والطموح لمركب وطي فأين همة احمد وورع سفيان وبكاء الربيع وخشوع الفضيل

فأين أنتم يا أهل الهمم :
من طلب عز النفس عن الدنيا وحملها إلى جنات ونهر في مقعد صدق مليك مقتدر.
أين انتم من المسابقة في طاعات وقربات وأنتهاز مواسم الخيرات والإقبال بصدق على رب الأرض و السموات بهمة مشتاق,وإقبال محب غاب وظهور شوق ثاب فعالي الهمة للقرآن في حياته نصيب وسنة محمد صلى الله عليه وسلم له جمال فحرك الهمة ونمى العزيمة وقوي الذاكرة وأشحن القلب بحب المعالي لا التواني وإياك وأهل الأماني .

إني رأيت وقوف الماء يفسده *** إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الأرض ما اقترفت *** والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة *** لملها الناس من عجم وعرب

فيا خاملين تحركوا ويا خامدين أستيقضوا ويا هامدين أنتشروا فمجالات الهمة كثيرة فل نكثف الجهد ولنجد في الطلب ولنحرص على الأدب ومصاحبة أهل اللب والإرب دون العجاف فإنهم بقرات عجاف ،،،،


تحياتي

شيخ العالمين 11-09-2007 06:40 PM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
http://www.21za.com/pic/sign002_files/12.gif

http://www.7oob.net/smiles/45/127.gif



****
ذريني أنـل ما لا يُنـال من العُـلا *** فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل
تريدين إدراك المعالي رخيصة *** ولا بُدَّ دون الشَّهْدِ من إبر النحْلِ
****

شيخ العالمين 11-09-2007 06:41 PM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
همتك همة بركانية!!! لا تعش مثل غيرك !!!





قبل البداية

يا أمتي أين الهمم
أين التسابق للقمم
قد أحرقتني لظى الحمم
ما عاد يطربني الغناء
ولا الكلام عن القدم
أقسمت أن يا أمتي
أن تعتلين عرش الأمم

مقدمة


لن أقول رب همة أحيت أمة ،،،، بل سأقول رب همة أحيت نفسا،،،، رب همة أحيت أفرادا ،،،، رب همة أحيت أسرة ،،، رب همة طلاب أحيت برامج و أنشطة في جامعتهم ومدارسهم ،،،، رب همة لمت شمل أسر متفرقة ،،،، رب همة شباب وشابات في المساجد احيوا حيا بكامله ،،، رب فكرة بسيطة أحيت بلدا ،،،، رب و رب و رب همة أحيت صاحبها !!!!

كأي شاب عشت أياما أتخبط بين الظلام و النور محتار أي الطريق أسلك ، أتساءل كيف أصل ؟! ، ما صنع هؤلاء و كيف وصلوا؟
مررت بلحظات فتور ،، ومررت بلحظات همة عالية ،، لاحظت كيف ترتفع همتي و كيف تنخفض
لكل شيء أسباب ،،،، فكر بطريقة معينة سترتفع همتك لاعلى اعاليها ،،، فكر بطريقة أخرى ستنخفض همتك
تعال معي أخي و تعالي أختي لنشعل همتنا لتناطح السحاب
لن أتكلم عن همة وقتية بل سأتكلم عن همة تحيا بها
أريدك أن ترفع مقاييسك في الحياة لا تعش مثل غيرك !!

شيخ العالمين 11-09-2007 06:42 PM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
حرارة الإيمان تذيب لحام القيد!!


انظر لقلبين قلب أرضي و قلب سمائي
الاول قلب ممتليء بالمنكرات ممتليء بالأغاني ممتليء بصور النساء و صور الرجال ، هواجسه كثيرة ، اضطراباته أكثر
وساوسه لا تعد ، كيف يصبح حال هذا القلب؟!! يصبح مقيد مكبل متجه بثقل نحو الارض يشدك معه للكسل و الخمول
منشغل بتوافه الدنيا فقط ، أنى لقلب مثل هذا ان يطلب العلو و الهمة الدائمة

و أما الثاني قلب سمائي دائما يتجه للاعلى متعلق بالله يرفع صاحبه دوما للسمو
طاهر نظيف مليء بذكر الله و قيام بالليل و استغفار و دعاء
ثابت لان الله معه ، وقوي لان الله ينصره ، مطمئن لان الله يوفقه ، لا يخاف شيئا فالله مولاه
قلب ملائكي !! قلب عظيم ، كمثل هذا القلب ان تقدم انطلق بسرعة وان تحرك تميز بكل ثقة همته عالية كيف لا وقد حطمت كل القيود بداخله
جربها أخي جربيها اختي
قيام ليل و استشعروا روحانية القرآن و ادعو بكل يقين
ثم انظر قلبك كيف تراه ؟!! ،،،، تلك حرارة الايمان أذابت كل القيود

شيخ العالمين 11-09-2007 06:43 PM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
عش نبيلا ساميا


عندما تعيش مفكرا في نفسك فقط ستعيش صغيرا ،، أعدك بذلك وأبصم لك
عندما تعيش تفكر في نفسك و غيرك ستعيش عظيما ،، أقسم لك بذلك
عش نبيلا في بيتك فكر في أهلك فكر في أخيك و اختك فكر في جارك ، مسجدك ، حيك ، مدينتك ، دولتك ، الدول المجارة ، الدول العربية الاسلامية ، العالم الاسلامي ، بل العالم باسره
أنت مسلم عاص كنت ام طائع ، انت تحمل منهج رسولك من بعث "رحمة للعالمين"
نحمل رسالة عالمية ، انت عالمي في نظرتك في تحركاتك سام في تصرفاتك نبيل في قراراتك
دعني أقولها لك مرة أخرى
أنت عـــالـــمي ، هل تسمع ؟؟
أختي هل تسمعين أنت عــالميــة
خلقنا لنخرج العباد من الظلمات الى نور الله ،،، خلقنا ونحن نحمل رسالة نخبرها للعالم ابتداء من اقرب الاقربين الى العالم كله

كلما وسعت دائرة تفكيرك ،كلما أثرت أكثر وسموت أكثر
حتى هنا في المنتدى،،،،، من يكتب ليعرف ويشهر (تفكير محدود و صغير) ليس كمن يكتب ليفيد الاخرين (تفكير عظيم)
حتى في عملك في وزراتك تفكر فقط في راتبك (تفكير صغير) تفكر في وزارتك ككل وقراراتها ومدى فائدتها للوطن وكيف تطورها هذا تفكير العظماء ،،،،،وقس على ذلك كل امورك،،،،،وعيش نبيلا عظيما او عش هامشيا كغيرك !!
و دعني أسألك ،،، هل تفكيرك عظيم،،، ام تفكيرك هامشي وصغير ومحدود

شيخ العالمين 11-09-2007 06:45 PM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
جراح طموح و إصلاح الأرض وارضاء الرب


مسلمون نحن ؟!! صحيح ؟!! خلقنا لنعمر الارض و نصلحها،،، نصلح أنفسنا و نصلح غيرنا و نصلح اسرنا اقاربنا ومجتمعنا
لو كنت مسلما و مؤمنا بحق سيكون همك هو الاصلاح في الارض
اية نقراها ونسمعها كثيرا قال تعالى :"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر"
لم نأمر بالمعروف و ننتهى عن المنكر ؟!!!
لارضاء الرب اولا ، و اصلاح الارض ثانيا ،، معنا منهج قويم ديننا الحنيف ،، به نعرف الحلال و الحرام
والله والله والله من تجنب الحرام و مضى للحلال ستصلح حياته و حياة من حوله
وسيعيش حياة سعيدة يرفل بين نعم الله راضيا و طموحا لفعل الخير

عش طموحا الا تحس بالالم بحال المسلمين
الا تحس بالالم عندما ترى منكرا في الارض
الا تحس بالالم عندما تخرج للاسواق وترى الشباب التائه و المغازلات و التفاهة
الا تحس بالالم عندما تضيع وقتك على لا شيء
الا تحس بالالم لانتشار الفساد اغاني وقنوات ماجنة
الا تحس بالالم عندما ترى الحجاب وقد تخلى عنه الكثير من بناتنا واخواتنا
الا تحس بالالم و انت ترى دعاة العلمانيين من يريدون ان يميعوا عرى ديننا بتأويلاتهم الحمقاء
الا تحس بفلسطين والعراق و كل بلد اسلامي منكوب؟

تلك جراح لابد ان تكون في قلب كل مسلم وان لم تحس بها فاعلم انك في خطر
وذاك طموح لابد ان تشعر به في قلبك لتصلح الارض او تصلح من تعرفهم من ذوييك وقبل هذا نفسك
وكل هذا من اجل رضا الله سبحانه و تعالى


فجر ينبابيع الهمة بكلمة !! ( افهم نفسك)


لكل شخص مدخل و لكل قلب طريق و لكل روح نسمة تدخل اليها
هناك من اذا حدث نفسه عن المستقبل و دوره في الحياة كمسلم و انتقى الكلمات الرنانة في حديثه لنفسه
تجد همته تبدأ بالاشتعال
لذا حدث نفسك ركز على ما تقوله لنفسك
لا تقل مثلا " ما اثقل الدراسة " بل قل " امامي مستقبل ينتظر و سأذاكر بكل جهدي و عزيمتي
راقب ما تقوله لنفسك ففي قولك يكمن سرك

شيخ العالمين 11-09-2007 06:47 PM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 

الخيال قوة هائلة !!! ( افهم نفسك)



للخيال قوة هائلة ،،، لا تفهم من قولي ان تشطح بخيالك لاشياء غير معقولة ،، بل دعني اوضح اكثر رغم انه قد كتب الكثير
ليكن تصورك قويا ،،، ابدأ عملك و تصورك بنهاية سعيدة انظر لنفسك وانت تحقق امورك بنجاح
لا تشغر بالضعف من جراء معاول الهدم المحيطة ومن الاخبار المؤلمة
تذكر قول الله تعالى " وانتم الاعلون" ما اجملها " وانتم الاعلون"
الا تشعر بالقوة و الفخر كونك مسلم اذا اعزم و كن عبدا مطيعا لخالقك

واقرا عن التخيل و التصور ففيه خير كثير لرفع الهمم



لديك حياة واحدة فقط فعش حميدا و مت عظيما


كلما تذكرت ان لي حياة واحدة فقط يقشعر بدني ،، اتساءل هل عشت ما مضى فيما يرضى الرحمن و هل ساعيش الحاضر و المستقبل بحثا عن رضاه و تحقيقا لاوامره في الارض وان اكون خليفة لله في ارضة
احقا بقي 40 سنة علي تقل كثيرا او تزيد قليلا من عمري
لي حياة واحدة وعمر واحد فلاعشه حميدا مرضيا لربي
ان لم اعبد ربي في حياتي هذه ما الفائدة مني!!
ان لم اقم بواجباتي لاصلح نفسي ومن حولي ما الفائدة مني !!
ان عشت حياتي هامشيا ما الفائدة اني عشت اصلا
لم لا اشد من عزمي وابادر الى الخيرات
لم لا اجتهد في دراستي واحقق العلامات
لم لا اجتهد في عملي و ابرز المواهب و احقق التغييرات
لم لا انصح اخي او اختي او صديقي واكسب الاجر و الثواب

اخي حياتك واحدة
اختي لك حياة واحدة فقط


فعيشوها بحق على هدى ديننا الحنيف

ولا تمت اخي او اختي مثل غيرك
عش حياتك حميدا و مت عظيما
عش من اجل دينك و رسالتك في الحياة


بعد النهاية

هيا اتخذ من النجم مكانا لك
وعش على قمم العوالي
سجل على صفحة التاريخ رسمك
امض على دروب المعالي
وضع على رمال الكون خطوك


تحياتي
اخوكم
شيخ العالمين

أبونواف الدوسري 12-09-2007 07:23 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
شيخ العالميــــــــــــــــــــــــــن



الله يجزاك خير والله يجعلنا واياك من عاليين وكبارالهمم......



تقبل الله طاعتك

شيخ العالمين 12-09-2007 07:39 PM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبونواف الدوسري (المشاركة 207119)
شيخ العالميــــــــــــــــــــــــــن



الله يجزاك خير والله يجعلنا واياك من عاليين وكبارالهمم......



تقبل الله طاعتك

امين

شكرا ابونواف الدوسري
شكرا لمرورك
وجزاك الله خير

شيخ العالمين 25-09-2007 02:15 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
سكان القمم



احمد:م:أ:


إذا نظرنا في هذه الأرض.. فسنرى فيها القمم الشامخة.. والفيافي الواسعة 00والوديان السحيقة ..ونرى أيضا النسور التي تحلق في السماء ..وتعانق الغيوم ..وتزاحم النجوم 00فى المقابل نرى من يزحف في بطون الأودية , أو يدفن رأسه في التراب كالنعام 00واذا نظرت في الحياة.. فسترى قيما عالية.. وأخلاقا رفيعة00 وفى المقابل.. ترى سفا سف دنيئة.. وقيما وضيعة ..والناس كالطيور.. منهم من يحلق هنا وهناك.. ومنهم من يلتصق بهذه أو تلك

قلبي يحدثني ألا يليق به *** رضا بجهد ذليل اللب يرضيه
قد ثار ثائر نفس عز مطلبها *** أو طار طائر لب في مراقيه
كالنسر لاحا جب للشمس يحرقه *** ولا الصواعق والأرواح تفنيه
ليس الطموح إلى العلياء من سفه *** ولا السمو إلى حق بمكروه
إن لم أنل منه ما أروى الغليل به *** قد يحمد المرء ماء ليس يرويه
والقانعون بما قد دان عيشهم *** موت فان هدوء القلب يرديه
يا قلب يهنيك نبع كله حرق *** إلى الغرائب مما عز ساميه

قال الإمام ابن الجو زى رحمه الله : وتلمح سير الكاملين في العلم والعمل.. ولا تقنع بالدون ..فقد قال الشاعر
ولم أر في عيوبا الناس شيئا *** كنقص القادرين على التمام
من هم سكان القمم ..؟..هل هم بشر كسائر البشر...؟.. أم هم أناس يعيشون على كوكب آخر.. ومن جنس غير جنس البشر ..؟
إن سكان القمم معاشر الأحبة.. أناس مثلنا ..قريبون منا ..يعيشون على هذه الأرض بأجسامهم.. لكن هممهم وعزائمهم تحلق في السماء..سكان القمم لا يرضون لأنفسهم من كل شيء إلا أحسنه ..ومن كل أمر إلا أتمه و أجمله ..وقد قيل قديما :قدر الرجل على قدر همته..فمن كان عالي الهمة ..كان عالي القدر..فبادر يا أخي الحبيب ولا يقعد بك العجز عن المكرمات.. وتأمل سير السابقين.. فإنها للهدى منارات.. حاول أن تكون من سكان القمم.. وابذل في تحصيله كل غال ورخيص.. ولا تدخر في ذلك أي نفيس..
لكل مجد مكافأة تليق بمقامه..فمن جد في العلم كوفىء باحتياج الناس إليه ..ومن جد في بذل المعروف كوفىء بثناء الناس عليه ..ومن كان همه ما يأكله كان قيمته ما يخرجه ..أين طلاب المعالي ؟..أين أصحاب الهمم العوالى ؟..أين من يحب الله صنيعهم ويبارك مسيرهم ؟ ..لا يسأل الكثير إلا من كان عقله يفكر بالكثير..ولا يطلب العظيم إلا من كانت نفسه تسمو لكل عظيم ..

إذا غامرت في شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير *** كطعم الموت في أمر عظيم

إن حياتك مغامرة كبيرة ..وان لحظات عمرك مباراة خطيرة ..فإياك أن تخرج منها خاسرا.. قبل أن تبنى لك بيتا في الجنة ...روى الإمام مسلم في صحيحه أن أبا بكر رضي الله عنه قال ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر أنا ..قال فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر أنا ..قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر أنا ..قال فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ قال أبو بكر أنا ..فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة )..وعند مسلم أيضا من حديث أبى بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من انفق زوجين في سبيل الله نودي يا عبد الله هذا خير ..فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة .. ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ..ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ..ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ..فقال الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله ما على احد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة.. فهل يدعى احد من تلك الأبواب كلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم وأرجو أن تكون منهم ) ..قال الله تعالى ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد:21)

شيخ العالمين 25-09-2007 02:17 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
إن المكارم لا تحصل بالمنى *** لكن لها بالتضحيات سبيلا
فلكم سما للمجد من أجدادنا *** بطل أقام على السمو دليلا
فسل المعالي عن شجاعة خالد *** وسل المعارك هل رأته ذليلا
وسل الحضارة إن رأيت بهائها *** عمن أنار لهديها القنديلا
وسل المكارم والمعالي هل رأت *** من بعدهم في ذا الزمان مثيلا
هذى المكارم عندهم كبداية *** لسلوك درب ما يزال طويلا
في الأرض مجدهم ولكن قلبهم *** لجنة الفردوس رام رحيلا
وخذ المكارم لا تخف أعبائها *** عبء المكارم لا يكون ثقيلا

عن أبى ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) ..رواه مسلم .. روى أن أعرابيا سال أناسا من أهل البصرة : من سيد القوم في بلدكم ؟ فقالوا الحسن أي البصري ..فقال بم سادهم ؟ قالو ا..احتاج الناس إلى علمه.. واستغنى هو عن دنياهم ..
سكان القمم أبعد ما يكونون عن زخارف هذه الدنيا وبهرجها ..الهم الأكبر لسكان القمم هم الآخرة ..أما الدنيا فقد استصغروا متاعها ..واحتقروا نتائجها ..وترفعوا عن الاستباق فيها ..فتحرروا من قيودها وهمومها ..يقول الحسن رحمه الله : ( من نافسك في دينك فنافسه ..ومن نافسك في دنياك فالقها في نحره )...روى الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كانت الآخرة همه ..جعل الله غناه في قلبه .. وجمع له شمله.. وأتته الدنيا وهى راغمة ..ومن كانت الدنيا همه.. جعل الله فقره بين عينيه ..وفرق عليه شمله.. ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) ..انه وعيد من الله جل جلاله لمن كانت الدنيا أكبر همه ..فهو مقبل عليها بكليته ..يجمع حطامها في نهم لا ينقضي .. منشغل بذلك عن الآخرة ..فمن كانت هذه حاله.. عوقب بشتات القلب ..فلا يزال لاهثا وراء المال والمناصب والشهوات ..يعب منها لكنه لا يشبع ولا يرتوي ولا يكتفي ..بل يظل في طلب المزيد ..غافلا عن أنه لا يأتيه إلا ما كتب الله له من الرزق ..وان حاله هذا هو عين الفقر ..حيث لا تنتهي حاجته.. ولا يحصل له الرضا بما جمع من المال.. وهذا معنى ( جعل الله فقره بين عينيه ).. وفى المقابل حال الرجل الصالح الذي جعل الآخرة همه ..فهو في سعى دائم لتحصيل الحسنات ..والوصول إلى مرضاة رب الأرض والسماوات ..مع حسن توكله على الله ..فهذا يجمع الله له أمره.. ويرزقه القناعة.. والرضي ..وغنى النفس ..ويبارك له في ماله.. وصحته وأولاده..وهذا هو الغنى الحقيقي ..يقول الإمام ابن الجو زى رحمه الله ( يا هذا حب الدنيا أقتل السم ..وشرورها أكثر من النمل ) وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ( والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ) رواه مسلم ..وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق والناس حوله فمر بجدي أسك ميت فتناوله فاخذ بأذنه ثم قال : أيكم يحب أن هذا له بدرهم ؟ فقالوا ما نحب انه لنا بشيء ..وما نصنع به ..فقال أتحبون انه لكم ؟ قالوا والله لو كان حيا كان عيبا فيه..لأنه أسك.. فكيف وهو ميت ..فقال : فو الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ) رواه مسلم ...وتلاحظ يا أخي الحبيب في هذه الأحاديث تحقير شأن الدنيا وتهوين شأنها بجانب شان الآخرة ..فنعيم الدنيا قليل زائل يشوبه الكدر ..إذا سر فيها المرء أمر ساءته أمور ..أما نعيم الآخرة فنعيم كله لا نكد فيه ولا أحزان ..وقد كان صلى الله عليه وسلم الأسوة و القدوة في نظرته إلى الدنيا.. فلم يركن إليها ولا تعلق بها ..بل كان شأنه فيها كشأن الراكب المسافر الذي استظل في طريقه تحت ظل شجرة ثم قام يواصل سيره ..فالدنيا أشبه بتلك الاستراحة العارضة ..وكما أن المسافر ليس له هم إلا الوصول إلى غايته.. وهى منتهى سفره ..فكذلك العاقل الموفق في الدنيا ..لا يتعلق بدنيا عارضة زائلة .. منشغلا عن النعيم الخالد في الآخرة

فلو كانت الدنيا جزاء لمحسن *** إذن لم يكن فيها معاش لظالم
لقد جاع فيها الأنبياء كرامة *** وقد شبعت فيها بطون البهائم
وقال آخر: تمتع من الأيام إن كنت حازما *** فانك فيها بين ناه وآمر
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه *** فما فاته منها فليس بضائر
فلا تزن الدنيا جناح بعوضة *** ولا وزن رق من جناح لطائر
فلم يرض بالدنيا ثوابا لمحسن *** ولا رضي الدنيا عقابا لكافر

الأمة الإسلامية تواجه اليوم عدوا شرسا.. كشر عن أنيابه ..واظهر ما كان مستورا في فؤاده ..هذا العدو لا يمكن أن يواجه بأناس ذوى همم ضعيفة ..ولا بأناس تعلقوا بدنياهم ..لا يكسر هذا العدو إلا سكان القمم ..لكم أضر بنا غياب الزهد عن حياتنا ..فالزهد في الدنيا ..من أهم مقومات الصراع بين المسلمين وأعدائهم.. ومواجهة المكائد والمؤامرات التي يتعرضون لها الآن ..وان من الغفلة القاتلة أن يظن المسلمون أن عدوهم غافل عنهم ..فضلا عن أن يتوهموا أنه صديق لهم.. إلا إذا تصوروا أن الذئاب والنمور تصادق فرائسها ..إن عدونا يرقب بحذر ويقظة وتنمر صحوة المسلمين ..مع أن أصحاب الصحوة لم يسلموا من بنى جلدتهم .. وان عدونا يمد عينيه بطمع وشره واحتيال.. إلى ما تبقى في أيدينا من ثروات ..فهو لا يرضى لنا عودة إلى ديننا تبعث فينا الحياة والقوة ..وتفتح أعيننا على مصالحنا .. ما انه لا يرضى للغافلين منا.. أن يهنئوا بما في أيديهم من ثروات ..فهل نفيق الآن ؟ ونزهد في الترف والدعة والراحة.. التي لا تثمر إلا الخنوع والضعف.. ونعمل لنرد عن الأمة غائلة العدو.. ونقطع أطماعه فينا ..أم نبقى في ترفنا وترهلنا حتى تأكلنا الذئاب ؟... من أشد ما تصاب به أمة من الأمم أن يكون أفرادها ذووا همم ضعيفة.. وعزائم واهنة.. وتطلعات قاصرة ..يرى أحدهم نفسه قزما أمام المتغيرات الكبيرة ..والتحولات التاريخية.. فلا يفكر في التغيير ..ولا البدء في مشاريع مستقبلية..ومن هذا وضعه.. كيف يرجى له الشفاء.. إذا كان اعتقاده أنه لا يشفى .. ذلك انه أسير تربية ذليلة ..لم يقم يوما بعمل مستقل.. أو بعمل تعاوني كبير .. لم يتدرب يوما على القيادة ..فإذا فاجأه أمر تقوقع وانزوى لأنه لا يملك الخبرة لإدارته ..إن ارض الله واسعة لمن يريد الانطلاق.. ولمن يريد تأسيس أعمال كبيرة..والطاقات متوافرة ولكنها بحاجة إلى عزمة أكيدة.. وثقة بوعد الله عز وجل ..ولقد بعث الله موسى عليه السلام.. ليخرج قومه من الذل والاستعباد.. إلى التمكين في الأرض.. والاسترواح بشرع الله ..ولكن نفوسهم كانت ضعيفة صغيرة ..لا تستطيع حمل هذا العمل العظيم.. وذلك لما ألفوه من العبودية لفرعون وملأه ..فتصاغرت نفوسهم.. وهانت عليهم ..حتى لم يعودوا يرون أنها جديرة بمرتبة الاستخلاف في الأرض ..لابد أن ينعتق الفرد المسلم من مثل هذه الأجواء التي تقيده وتشعره بضآلته .. وتشعره أنه جزء صغير من آلة ضخمة.. ومن عجلة تدور لا يستطيع الفكاك منها .. لابد أن يقتنع الفرد المسلم.. بأن عنده طاقات وقدرات.. يستطيع بها القيام بأعمال كبيرة ..إن معالي الأمور لا يبلغها إلا أصحاب الهمم العالية.. والعزائم القوية..فالجنة محفوفة بالمكاره ..قال ابن القيم رحمه الله ( علو الهمة لا تقف دون الله تعالى.. ولا تتعوض عنه بشيء سواه.. ولا ترضى بغيره بدلا منه ..وأعلى الناس همة وارفعهم قدرا من لذته في معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقاءه ..) قال الله تعالى ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) (يونس:58) ..كان الأعرابي يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله حفنة من شعير قائلا يا محمد أعطني من مال الله فانه ليس مالك ولا مال أبيك ..هذه همة.. بينما همة ربيعة بن كعب.. همة فوق الشمس ( عن ربيعة رضي اله عنه قال : كنت أبيت مع رسول الله.. فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي سل.. فقلت أسالك مرافقتك في الجنة.. قال أوغير ذلك .. قلت هو ذاك ..قال فأعنى على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم

شيخ العالمين 25-09-2007 02:18 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
حدث عن القوم فالألفاظ ساجدة *** خلف المحاريب والأوزان تبتهل

أين كانت تحلق همة ربيعة ؟ ..كانت تحلق في سماء رفيعة ..وقمم شاهقة ..وكما قال الإمام ابن القيم رحمه الله ( فلله در الهمم .. ما أعجب شأنها.. وأشد تفاوتها.. فهمة متعلقة بالعرش.. وهمة هائمة حول الأنتان والحش )
سكان القمم جد في السلوك , نشاط في العمل , لا يعرفون التراخي والكسل ..ومن سنن الحياة أن الدنيا لا تعطى حصادها.. إلا لمن يزرعها , ولا جناها إلا لمن يغرسها ..سكان القمم لا ينغمسون في الترف وكثرة المباح ..قال ابن القيم رحمه الله: ( قال لي شيخ الإسلام قدس الله روحه في شيء من المباح : هذا ينافى المراتب العالية.. وان لم يكن تركه شرطا في النجاة , فالعارف يترك كثيرا من المباح برزخا بين الحلال والحرام )

سكان القمم سباقون إلى الخيرات.. مبادرون إلى القربات , لا يفرغ من خير إلا بدأ بخير بعده .. لا ينفض يده من عمل إلا وضعها في عمل آخر ..يفيد نفسه وينفع أمته ..قال أحد السلف: ( إذا هممت بخير .. فبادر هواك لا يغلبك ..وإذا هممت بشر ..فسوف هواك لعلك تظفر )

سكان القمم يتعبون لبلوغ المعالي , ويقاسون المشقة للصعود في درجات الكمال ..لكنه تعب يعقبه فرح.. ونعيم لا شقاء بعده .. يقول ابن القيم رحمه الله ( وقد أجمع عقلاء كل أمة.. على أن النعيم لا يدرك بالنعيم ..وأن من آثر الراحة.. فاتته الراحة ..وأن بحسب ركوب الأهوال.. واحتمال المشاق.. تكون الفرحة واللذة ..فلا فرحة لمن لاهم له ..ولا لذة لمن لا صبر له .. ولا نعيم لمن لا شقاء له.. ولا راحة لمن لا تعب له ..بل إذا تعب العبد قليلا.. استراح طويلا ..إنما تخلق اللذة والراحة والنعيم.. في دار السلام ..وأما في هذه الدار فكلا )
القمم يسكنها العباد والزهاد والمجاهدون والعلماء والدعاة وطلاب العلم ..شمر لسكنى القمم.. السابقون من أنبياء الله.. وأصحابهم.. ومن سار على نهجهم ..إن السكنى في القمم هي الحياة التي من حرمها..فهو في جملة الأموات ..والنور الساطع الذي يسترشد به الغرباء في بحار ظلمات الدنيا ..وهى الشفاء الذي من فقده.. فقد أصابته جميع الأسقام ..وبها تكون اللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام ..إذا هممت فبادر ..وان عزمت فثابر ..واعلم أن لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر ..يا طالبا للدعة أخطأت الطريق .. علة الراحة التعب ..إذا لم تكن أسدا في العزم ..ولا غزالا في السبق.. فلا تتثعلب .. من خاف ركوب الأهوال.. بقى عن إدراك الآمال .. من وجد الله فماذا فقد , ومن فقد الله فماذا وجد ( متى صح الود منك فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب )
إذا اطلع الخبير على الضمير.. فلم يجد في الضمير غير الخبير..جعل فيه سراجا منيرا ..

شيخ العالمين 25-09-2007 02:18 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
سكان القمم في كل وقت يقل عددهم.. لكن يجل قدرهم.. حتى إذا ماتوا فهم أحياء ..فكم من أناس موتى.. تحيا القلوب بذكرهم .. وأناس أحياء تموت.. القلوب برؤيتهم ..قال ابن القيم ( تفنى عظام الصب بعد مماته وأشواقه وقف عليه محرم )
وقال الفاروق عمر رضي الله عنه : لا تصغرن همتك.. فاني لم أر اقعد بالرجل.. من سقوط همته ..وقد قيل : المرء حيث يجعل نفسه ..إن رفعها ارتفعت..وان قصر بها اتضعت ..قال ابن الجو زى رحمه الله ( وقد عرفت بالدليل.. أن الهمة مولودة مع الآدمي.. وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات ..فإذا حثت ثارت .. ومتى رأيت في نفسك عجزا فسل المنعم ..أو كسلا فالجأ إلى الموفق ..فلن تنال خيرا إلا بطاعته ..ولن يفوتك خير إلا بمعصيته ) ..وقال أيضا رحمه الله في صيد خاطره ( قال الكلب للأسد يوما : يا سيد السباع.. غير اسمي فانه قبيح ..فقال له : أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم .. قال جربني , فأعطاه قطعة لحم وقال له احفظ هذه إلى الغد وأنا أغير اسمك..أخذ الكلب قطعة اللحم ..وبعد زمن جعل الكلب ينظر إلى اللحم ويصبر .. فلما غلبته نفسه قال : وأي شيء في اسمي.. وما كلب إلا اسم حسن.. وأكل اللحم ..يقول ابن الجو زى : وهكذا خسيس الهمة.. القنوع بأقل المنازل.. المختار لعاجل الهوى.. على آجل الفضائل ..فالله الله في حريق الهوى إذا ثار فانظر كيف تطفئه ) المشكلة هي قناعة الشخص بالمستوى الذي هو فيه ..فإذا اقتنع بذلك.. فاعلم أن هذه هي أول خطوة في الانحدار ..إليك يا أخي الحبيب نماذج ممن سكنوا القمم .. فهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.. يقول عنه شقيق بن عبد الله : مرض عبد الله بن مسعود.. فعدناه ..فجعل يبكى.. فعوتب فقال : انى لا أبكى لأجل المرض فاني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ..المرض كفارة.. وإنما أبكىأنه أصابني على حال فترة.. ولم يصبني في حال اجتهاد ..فانه يكتب للعبد من الأجر إذا مرض.. ما كان يكتب له قبل أن يمرض.. فمنعه منه المرض ...والإمام الطبري جلس أربعين سنة..وهو يكتب كل يوم أربعين ورقة في التأليف ..وابن الأثير ألف كتبه الرائعة.. كجامع الأصول والنهاية في غريب الحديث ..بسبب أنه مقعد ..وابن القيم كتب زاد المعاد وهو مسافر ..والقرطبى شرح صحيح مسلم وهو على ظهر سفينة ..وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..جل فتاويه كتبها وهو في السجن .. وابن الجو زى يتحدث عن نفسه ويقول ( نظرت إلى علو الهمة فرأيتها عجبا.. وذلك أنني أروم الليل كل العلوم.. وهذا أمر يعجز العمر عن بعضه..وأروم نهاية العمل بالعلم.. مع مطالعة التصانيف وإفادة الخلق ..وأروم الغنى عن الخلق.. والاشتغال بالعلم مانع من الكسب ..وها أنا ذا احفظ أنفاسي من أن يضيع منها نفس في غير فائدة ) ..والإمام النووي رحمه الله وصف حياته لتلميذه ابن العطار.. فذكر له أنه كان يقرأ كل يوم اثنا عشر درسا على مشايخه شرحا وتصحيحا.. درسين في الوسيط , ودرسا في المهذب ,ودرسا في صحيح مسلم ,ودرسا في اللمع , ودرسا في إصلاح المنطق , ودرسا في التصريف ,ودرسا في أصول الفقه , ودرسا في أسماء الرجال , ودرسا في أصول الدين ,..قال وكنت اعلق على جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل.. ووضوح عبارة.. وضبط لغة..وبارك الله تعالى في وقتي ...وهذا عبد الله بن المبارك ..نور مرو وجمالها ..ونجمها وهلالها ,يقول عنه محمد بن أعيل.. وكان صاحبه في أسفاره ( كان ذات ليلة ونحن في غزاة الروم.. ذهب ليضع رأسه ليريني أنه ينام.. فقمت أنا برمحي في يدي قبضت عليه ووضعت رأسي على الرمح كأني أنام كذلك , قال فظن انى قد نمت فقام فاخذ في صلاته.. فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا ارمقه , فلما طلع الفجر أيقظني وظن أنى نائم فقال يا محمد, فقلت انى لم أنم قال.. فلما سمعها منى ما رأيته بعد ذلك يكلمني.. ولا ينبسط إلى في شيء من غزاته كلها كأنه لم يعجبه ذلك منى لما فطنت له العمل ..فلم أزل أعرفها فيه حتى مات.. ولم أر رجلا أسر بالخير منه ) ..عن القاسم بن محمد قال ( كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيرا ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي.. بأي شيء فضل هذا الرجل علينا ..حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة ؟ .. إن كان يصلى إنا لنصلى ,وان كان يصوم إنا لنصوم , وان كان يغزو فانا لنغزو ,وان كان يحج إنا لنحج ..قال فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام ..فتعشى ليلة في بيت إذ طفىء السراج.. فقام بعضنا فاخذ السراج واخذ يستطلع.. فمكث هنيهة ثم جاء بالسراج ..فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع.. فقلت في نفسي بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا , ولعله حين فقد السراج وصار إلى ظلمة.. ذكر القيامة ) ..وكان على بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل ويتصدق به ويقول إن صدقة السر تطفىء غضب الرب .. قال عمرو بن ثابت لما مات على بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد بظهره فقالوا ما هذا.. فقيل كان يحمل جراب الدقيق ليلا على ظهره.. فيعطيه فقراء أهل المدينة ..

شيخ العالمين 25-09-2007 02:19 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحل والحرم
إذا رأته قريش قال قائلها *** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

وداود ابن أبى هند صام أربعين سنة.. لا يعلم به أهله ولا احد من الناس , وكان خبازا فيحمل معه طعامه من عند أهله فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم , فيظن أهل السوق انه قد أكل في البيت ويظن أهله انه قد أكل في السوق

سكان القمم من أكثر الناس تعرضا للفتن والبلاء , قال صلى الله عليه وسلم ( اشد الناس بلاء الأنبياء .. ثم الأمثل فالأمثل ) قال الإمام العلامة المناوى رحمه الله معلقا على هذا الحديث ( ومن ظن أن شدة البلاء.. هوان بالعبد فقد ذهب لبه.. وعمى قلبه , فقد ابتلى من الأكابر مالا يحصى .. ألا ترى إلى ذبح نبي الله يحي بن زكريا ..وقتل الخلفاء الثلاثة ,والحسين وابن الزبير وابن جبير , وقد ضرب أبو حنيفة وحبس ومات بالسجن , وجرد مالك وضرب بالسياط وجذبت يده حتى انخلعت من كتفه .. وضرب الإمام أحمد حتى أغمى عليه , وقطع من لحمه وهو حي.. وأمر بصلب سفيان فاختفى .. ومات البويطى مسجونا في قيوده , ونفى البخاري من بلده ) ويضاف على تعليق المناوى رحمه الله.. بان سجن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومات في سجنه..وفعل ما فعل بتلميذه ابن القيم ..( كذا المعالي إذا ما رمت تدركها فاعبر إليها على جسر من التعب )
إن الجنة غالية.. لكنها محفوفة بالمكاره .. ومن رام السعادة.. تصدى لعبور جسر المشقة بالجد والاجتهاد ...

شيخ العالمين 25-09-2007 02:20 AM

رد: عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة
 
ينقسم الناس في سكنى القمم إلى أقسام ..


1- فمن الناس من يطلب المعالي بلسانه.. وليس له همة في الوصول إليها.. فهذا متمن مغرور ..
2- ومن الناس من لا يطلب إلا سفا سف الأمور وهم فريقان :
( ا ) فريق ذو همة في تحصيل تلك الدنايا , فتجده السباق إلى أماكن اللهو.. ومغاني الغواني.. وهذا إن اهتدى إلى الحق.. فسيكون ذا همة عالية نفيسة ..كما قال صلى الله عليه وسلم : ( الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ) رواه البخاري ومسلم ..
( ب ) وفريق لاهم له .. فهو معدود من سقط المتاع .. وموته وحياته سواء .. لا يفتقد إذا غاب.. ولا يسأل إذا حضر ..
3- ومن الناس من تسمو مطالبه إلى ما يحبه الله ورسوله .. وله همة عظيمة في تحصيل مطالبه وأهدافه ..وبين هذه الأقسام مراتب كثيرة متفاوتة ..قال ابن القيم رحمه الله ( لذة كل أحد على.. حسب قدره وهمته.. وشرف نفسه .. فأشرف الناس نفسا ..وأعلاهم همة.. وأرفعهم قدرا.. من لذته في معرفة الله ..ومحبته.. والشوق إلى لقاءه.. والتودد إليه ..بما يحبه ويرضاه ) .. ونرى اليوم من تفاوت الهمم أمرا عجبا .. فإذا استثنى الناظر في أحوال الناس.. أمر العامة.. واستثناؤهم واجب.. لأنه قد ماتت هممهم.. وقعدت بهم عن تحصيل معالي الأمور .. واطلع على أحوال الخاصة.. من الشباب والدعاة وطلاب العلم ..سيصاب بالدهشة لما يراه من فتور الهمة .. فمنهم من إذا قرأ ساعة في اليوم.. ظن انه أتى بما لم يأت به الأوائل .. ومنهم من تتغلب عليه زوجة وعيال فيقطع عامة وقته في مرضاتهم .. ومنهم من اقتصر في تحصيل العلم.. على سماع بعض الأشرطة.. وحضور بعض المحاضرات .. ومنهم من غلب عليه الركون إلى الدنيا.. والتمتع بمباحاتها .. تمتعا يفضى به إلى نسيان المعالي العلية .. وهكذا يندر أن تجد إنسانا استطاع أن يسكن القمم ..وان يعلو بهمته.. ويجمع شمله ويقصر من الاعتذارات والشكايات .. فتصبح حياته مثلا أعلى يحتذي به .. ولكن القليل هم الذين يستثمرون هممهم حق الاستثمار , ويحاولون أن يرتقوا بأنفسهم حق الارتقاء .. إن تحقيق كثير من الأمور.. مما يعده عامة الناس خيالا لا يتحقق , يستطيع سكان القمم بتوفيق الله لهم أولا.. وبهمتهم ثانيا , إنجاز الكثير من الأعمال التي يستعظم بعضها من قعدت به همته وظنها خيالا .. وأعظم مثال على هذا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم , إذ المعروف عند أهل التواريخ أن بناء الأمم يحتاج إلى أجيال لتحقيقه .. لكنه عليه الصلاة والسلام استطاع بناء خير امة أخرجت للناس في اقل من ربع قرن من الزمان , واستطاعت هذه الأمة أن تنير بالإسلام غالب الأجزاء المعروفة آن ذاك , وجهاده عليه الصلاة والسلام وعمله وهمته العالية في بناء الأمة أمر معروف .. والصديق رضي الله عنه استطاع في اقل من سنتين أن يخرج من دائرة حصار المرتدين , ولم يمت رضي الله عنه إلا وجيوشه تحاصر أعظم إمبراطوريتين في ذلك الوقت , هذا وقد نهاه كبار الصحابة عن حرب المرتدين وظنوا انه لا يستطيع أن يقوم في وجه العرب كلهم .. ولكن همته العالية أبت عليه ذلك.. واستطاع أن ينجز ما ظنه الناس خيالا لا ينجز ... سكان القمم يعتمد عليهم.. وتناط بهم الأمور الصعبة .. وتوكل إليهم.. وهذا أمر مشاهد معروف , سكان القمم أحدهم يكون بمثابة فريق من الدعاة , يرفع الله به الدعوة درجات .. وقد قيل : ذو الهمة وان حط نفسه تأبى إلا العلو , كالشعلة من النار يخبيها صاحبها وتأبى إلا ارتفاعا .. سكان القمم قدوة في مجتمعهم , ينظر إلى حاله القاعدون وأنصاف الكسالى والفاترون .. فيقتدون بهمته.. ويرون ما كانوا يظنونه أمرا مسطورا في الكتب القديمة .. قد انتهى وعدم من دنيا الناس .. يجدونه واقعا متحققا في حياتهم , فيظل هذا الشخص رمزا للناس ومحل ضرب أمثالهم ...


الساعة الآن 08:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
---