في العزاء والرثاء - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. أقسام ( دغــش الــبـطــي) الأدبـيـة .::: > :: قسم الـشعر العــام ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-2013, 03:51 AM   #1
 
إحصائية العضو







سعد33 غير متصل

سعد33 is on a distinguished road


افتراضي في العزاء والرثاء



فأحمد الله تبارك اسمه خالق الموت والحياة الحي الذي لايموت القائل مخاطباً عبده ونبيه أبا القاسم محمد بن عبدالله عليه وعلى آله افضل صلاة وأتم تسليم

وتوكل على الحي الذي لايموت " أحمده حمداً يليق بوجه الكريم وسلطانه القديم

أحمده على ما تفضل به علينا من نعم تترى ليس لنا بشكر أقلهنّ يد , أحمده على أن خلقنا وأوجدنا أحمده على نعمة الإيمان والصحة في الأبدان والأمن في الأوطان

وصلوات الله وسلامه وبركاته تترى على من بعثه حين فترة من الرسل سيدنا ونبيا وقدوتنا وقائدنا وشفيعنا أبي القاسم النبي الامي السراج المنير سيد الانبياء والمرسلين

وإمام الغر المحجلين ورحمة الله للعالمين وعلى إخوانه الانبياء وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن سار على نهجه واقتفى أثره الى يوم الدين. وبعد



فمن تأمل في الحياة الدنيا وجعل القرآن الكريم والسنة بين عينيه وأعمل فكره لايخرج إلا بنتيجة قد ترسخت في محكم التنزيل بقوله تعالى " إنما الحياة الدنيا لعب ولهو " وأبان عنها النبي الكريم

حين قال " كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل" وأوضحها أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه حين قال:يا دنيا غري غيري قد طلقتك ثلاثا

وأحسن النظم الامام زين العابدين بن الحسين رضي الله عنه وعن أبيه حين قال :

فلا تغرنّك الدنيا وزينتها ... وانظر إلى فعلها في الأهل والوطنِ

ُوقد تكاثر هذا المعنى فيما كتبه الكتاب والأدباء والشعراء وقد قلت:

فلما أن تداركني الهلاكُ .. وولى الصبرُ عني والعزاءُ

أتاني طيف قاتلتي فقالت .. رعاكَ الله ما هذا الشقاءُ

فقلتُ لها بربكِ أخبريني .. عن الدنيا وهل فيها رخاءُ

فقالت كيف ترجو من غرورٍ .. رخاءً لا ولا يرجى صفاءُ

فلا عيشٌ يدوم ولا سرورٌ .. ولا وصلٌ يكون ولا لقاءُ

فما إسعادها إلا شقاءٌ .. وما إضحاكها إلا بكاءُ

فطلقها ثلاثاً لاتبالِ .. ولا تبنِ بها فهي البلاءُ




ولايتبادر الى الذهن أنني ادعو الى ترك الدنيا بهذا وهجرها بالكلية وأكون اول من يخالف وأعيذ نفسي وإياك أن يصدق فينا قول الأول



وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها .. أفاويق حتى لايدر لها ثغلُ


لكن أقول تلك الحكمة التي جاءت في الأثر :

اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا .

فما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا

ولاغرابة في ذلك فقد قرن النبي عليه الصلاة والسلام بين العلم والمال فقال لا حسد الا في اثنتين ... الحديث

فبالعلم تملك رقاب الخاصة وبالمال تملك رقاب العامة

فنسأل الله أن تكون الدنيا في أيدينا ولا تكون في قلوبنا . وما أحسن قول أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن ابي طالب رضي الله عنه :أحسن من الزهد إخفاء الزهد.



إذا علم هذا وتحقق فليعلم إنّ عمر الإنسان في هذه الحياة الدنيا قصير إلا إن جعل له عمراً بعد وفاته ورفع ذكره بعلم طلبه ونشره او بمال بذله على مستحقيه او بحسن خلق عرف به

او بعمل صالح عمله ووجوه البركثيرة واحواله متعددة .

قال المتنبي رحمه الله :

ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته .. ما قاته وفضول العيش أشغالُ


وقال شوقي رحمه الله :

دقات قلب المرء قائلةٌ له .. إنّ الحياة دقائق وثوانِ

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها .. فالذكر للإنسان عمر ثانِ




وهنا نخرج بنتيجة مفادها أن الفرد لايمدح لمنصبه ولا لماله لذاته إنما يستحق المدح والثناء لحسن خلقه وأدبه وعلمه وفضائله وجميل افعاله.



أما بعد:



فقد توفيت في مثل هذه الأيام والدة أخي وصديقي الأستاذ: خالد بن عبدالله العمودي رحمهما الله وغفر لها

وهذه المرأة الكريمة كانت من الصائمات القائمات العابدات ملازمة للبيت الحرام, كانت تصل الارحام وتحن على الايتام كثيرة البذل والاحسان وحقيق بنا أن نقول هي ام الأيتام والمساكين

تشفق على الضعيف وتبذل من وقتها ومالها ما يجعل البسمة تعلو على وجه ذلك الضعيف

خصالها كثيرة وافعالها حميدة

عرفتها في ابنها الاستاذ : خالد فهو حسن السمت دمث الخلق كريم الطبع نبيل الصفات عظيم السجايا ولا اوفيه حقه واخوانه وأخواته لكن حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.



وقد كتبتُ في حينها قصيدة أرثي فيها الفقيدة وأعزيه وإخوانه واخواته

وهي على وزن وقافيه وروي قصيدة الاعشى التي مطلعها

ودع هريرة إنّ الركب مرتحلُ ... وهل تطيق وداعاً أيها الرجلُ



هذا وإن قيلت هذه القصيدة في أم خالد رحمها الله واسكنها الفردوس الاعلى من الجنة إلا اني أجعلها عزاءً لكل من فقد والدته


قلتُ:

خطـبٌ دهـانـي فـحـلَّ الـحـزنُ والـوَهَـلُ ...يـنـدقُ مــن وقـعـهِ الـصـوانُ والـجـبـلُ
ضــاقَ الـزمــانُ فـمــا أدري أينفـعـنـي ...حثُّ المسيـرٍ وهـل أمضـي وهـل أصـلُ
فقلـتُ أمـضـي إلــى الأحـبـابِ مُجتـهـداً ...باللهِ مُــعــتـــصـــمـــاً باللهِ أتّــــــكـــــــلُ
كأنّـمـا ســرتُ فــي الظلـمـاءِ منقـطـعـاً ...مثلُ الـذي سـارَ فـي الصحـراءِ يرتجـلُ
طـــــالَ الـمـسـيــرُ ولارحـــــلٌ يُـبـلـغــهُ ...فـكـيــف يقـطـعـهـا أو كــيـــف يـنـتـقــلُ

حـتــى رأى غـيـمــةً فـيـ الـجـو بــارقــةً ...فـعـادتِ الــروحُ فـيـهِ وارتــوى الأمــلُ
فأمـطـرتـهُ بدمـــــعٍ وهـــــي قـائــلــةٌ
مـــاذا دهـــاكَ ومـــا أضـنــاكَ يـارجــلُ
فـقـلــتُ سهـمٌ رمـانـي ثـــــمّ ودعــنـــي ...كـأنّـمـا صـابـنــي مــــن فـعـلــهِ خــبــلُ
أصـبــتَ ياموتُ قـلـبـي مـــا أويـــتَ لــــهُ
ومــا أتـيـتَ عـلــى وعـــدٍ بـــهِ الأجـــلُ
لـم يعـرفِ المـوتُ وقتـاً حــانَ مـوعـدهُ ...ولـيـسَ تعصمـنـا مــن سهـمـهِ الـحـيـلُ
قــد فــرّقَ الشـمـلَ لـــم يـــرثِ لبـاكـيـةٍ ...فــكـــلُ مـتــصــلٍ بـالــمــوتِ يـنـفـصــلُ
لـكـنّـهـا ســنـــةُ الـرحــمــن مـاضــيــةٌ ...ومـا لنـا عـن حيـاضِ الـمـوتِ مُعـتـزلُ
فـكـلُ مَــن عــاشَ فــي الدنـيـا نهـايـتـهُ ...تـحـت الـتــرابِ طـريـحـاً مـالــهُ خـــولُ
فـذلــكــم خــيـــرُ خـــلـــقِ اللهِ كــلــهــمِ
لــم يبق فيـهـا ولــم تـبـقَ بـهــا الـرســلُ
صلـى عليـهـم إلــهُ الـعـرشِ ماطلـعـت ...شـمـسٌ ومــا دارَ فــي أفلاكـهـا زحـــلُ
قــد فـارقـوهـا ولـــم يرضوابزهـرتـهـا ...ونحـن مـن بعدهـم نــمضي كمـا رحـلـوا
فـــــلا تــغــرنّــكَ الــدنــيــا وزيـنـتــهــا ...فـكــلَ خـيــرٍ بـهــا يـمـضــي ويـرتـحــلُ
واعـمـل لـيـومٍ بهِـالأبـصـارُ شـاخـصـةٌ ...ولـيــس يُنـجـيـكَ إلا الــديــنُ والـعـمــلُ
فــإن تـكـن مُحسـنـاً أبـشـر بـهـا نعـمـاً
فـي جنـةٍ لـيـس فيـهـا الـبـأسُ والعـلـلُ
قالوا هوت شمسنـا مـن علـو مطلعهـا ...تـحـت الـتـرابِ فــلا ضــوءٌ ولا شـعــلُ
فــإن تـكـن ذهـبـت عـنّـا فـقــد سـكـنـت ...كــلَّ الـقـلـوبِ ولا يُـرضــى لـهــا بـــدلُ
وإن تـكـن غُيـبـت فــي الـتـربِ جثـتـهـا ...واللهِ مــــــا غُــيــبــت آثـــارهـــا الأولُ
فكـيـف أرثـيــكِ يـــا أمَ الـكــرامِ وهـــل ...يـفــيء شـعــري بـحــقٍ أم بـــه كــلــلُ
فلـسـتُ أنـســاكِ يـــا أمـــاهُ وا أسـفــي ...آلا أراكِ فــكــيــف الــعــيــنُ تـكـتــحــلُ
نـعــم سأبـكـيـكِ يـــا أمـــاهُ مـــا بـقـيـت
روحـي ومـا ذرفـت مـن دمعهـا المـقـلُ
وسـوف يبكيـكِ شهـر الـصـومِ أجمـعـهُ ...فـالـجــرحُ يزدادُ لايــبــرى ويـنـدمــلُ
سألـتُ عنهـا عمـودَ الديـنِ فاضطربـت ...أركـانـهـا لــــم تُــحــر قــــولاً فنـمـتـثـلُ
والـحــجُ والـكـعـبـةُ الــغــراءُ تـنـدبـهـا
والبـرُ والصـدقُ والإحسـانُ قـد ذهلـوا
يـا لوعـةَ الحـزنِ يـا قلبـي ويــا كـبـدي ...فالنـارُ مـن بعدهـا فـي الجـوفِ تشتعـلُ
يــا خـيـرَ صحـبـي إنّ الـعـقـلَ منـشـغـلٌ ...والقلـبُ يبكـي وتبـكـي الأعـيـنُ النـجـلُ
يــا خـالـدُ الـقـلـبُ مـفـطـورٌ ومنـقـبـضٌ ...ضاقت بـي النفـسُ أم ضاقـت بـي السبـلُ
فـــلا تــــراعِ كــــلامَ الـلائـمـيـن فــلــو ...رأوا مـكـارمـهــا واللهِ مـــــا عــذلـــوا
عـلـمـتُ أنَّ أعـالــي الـمـجـدِ مـنـزلـهـا ...والشمسُ من ضوءِ ذاكَ الوجهِ تشتملُ
كانـت تـضـيءُ لـنـا الدنـيـا بــمبسمـهـا ...وحُـسـنِ منطقـهـا تــزهــو بــهِ الـمُــثـلُ
ســارت فضائلـهـا حـقـاً ومـــا جُـحــدت ...مسيـرةَ الشمـسِ صحـواً مـا لهـا طفـل
قــد أنـجـبـت كـــلَّ عـــزٍ طـــابَ منـشــأهُ
أولادهـــا هــــم رؤوسُ الفخـرِ والـقـلـلُ
فـخــالــدٌ فـيــهــمُ شــمـــسٌ تُـزاحــمــهُ ...زهـــرُ الـكـواكـبِ والأقــمــارُ تـحـتـفـلُ
قـد عانقـوا المجـدَ فـي عليائـهِ فسمـوا ...عـلـى الثـريـا فـسـادوا حيـثـمـا نـزلــوا
أكــرم بـهـم خُلـقـاً أكــرم بـــهم شـرفـاً ...أنـعـم بـهـم إن يقـولـوا أو هــمُ فـعـلـوا
لا تُشتـكـى منـهـم الـضـراءُ مــا بقـيـوا ...ولـيــس يُـطـعـمُ إلا الـشـهـدُ والـعـســلُ
حـتــى كـــأنَّ غــريــبَ الــــدارِ بـيـنـهـمُ ...منـهـم فـكـانـوا لـــهُ أهـــلاً ومابـخـلـوا
لايـعـرفــون مــــن الأفــعــالِ أقـبـحـهـا ...وإنّـهــم عـــن رديْ الـقــولِ قـدغـفـلـوا
لايـبـلــغُ الــشــرفَ الـعـالــيَّ مـنــزلــةً
إلا الــمُــجــدُ الـتـقـي الـحـاذقُ الــبــطــلُ
هـذي الثمـارُ لمَـن ربـت ومَـن سهـرت ...مـن نهرأخلاقـهـا الـجـاريِّ قــد نهـلـوا
فــرحــمــةُ اللهِ تـغـشــاهــا وتـكـنـفـهــا ...فـبـرهـا لـــم يـــزل يـمـضــي ويـتـصــلُ
يــا أيـهـا الصـبـرُ زرهــم كــي تبلغـهـم ...فـــي جـنــةِ الـخـلـدِ مـأواهــا ومُنـتـقـلُ
هــــذا عــزائــي إلـى الأحـبــابِ كـلـهــم ُ ...والــحــمــدُ للهِ نـــدعــــوهُ ونــبــتــهــلُ
ثـمّ الصـلاةُ علـى المختـارِ مـن مـضـرٍ ...مــا غــرّدَ الطـيـرُ أومــا حـنّــتِ الابـــلُ
والآلِ والـصـحـبِ والإخــــوانِ كـلـهــم ُ ...ومَــن لـشـرعِ الـنـبـي يـقـفـو وينـتـحـلُ
وآخــر النـظـم مــا قــد قـلـتُ مطلـعـهـا
خطـبٌ دهـانـي فـحـلَّ الـحـزنُ والـوَهـلُ

نظم ورقم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان
منقول

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خالص العزاء لــ آل فهاد آل بريك محمد بن فهد الرجباني :: قسم مناسبات وأخــبار الـدواسـر :: 17 11-01-2011 11:30 PM
خالص العزاء لـ ال نيف الوداعين عبدالله الحافر الغييثي :: قسم مناسبات وأخــبار الـدواسـر :: 14 03-01-2011 02:33 AM
خالص العزاء والمواساة لـ الشيخ مطرف بن فهد آل نمشان النتيفات أمير شمل قبيلة النتيفات ورئيس مركز الهدّار بوفاة والدته . الإداره :: قسم مناسبات وأخــبار الـدواسـر :: 21 19-12-2010 09:56 PM
دعوه عامة من سالم بن شعيب ال فارس الدبالين الدوسري لكافة ابناء قبيلة الدواسر لحضور حفل العشاء الإداره :: قسم مناسبات وأخــبار الـدواسـر :: 17 03-11-2010 10:18 AM

 


الساعة الآن 05:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---