::النفوس الصغيره , حول تنمية الشخصية :: - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقسام الـنـشاطيّـة .::: > :: قسم الأسـره والمـجتمـع ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-2007, 11:53 PM   #1
 
إحصائية العضو







صاحب السمو غير متصل

صاحب السمو is on a distinguished road


افتراضي ::النفوس الصغيره , حول تنمية الشخصية ::

حول تنمية الشخصية (5)
(الفكاك من الأسر)


د. عبد الكريم بكار 2/5/1428
19/05/2007


الارتقاء بالذات أمر ممكن لجميع الناس دون استثناء، وذلك لأن الكمال والتقدم العقلي والروحي والاجتماعي لا منتهى له، وليس له حدود صارمة توقفه عند وضعية معينة. إذاًَ لماذا نجد أن معظم الناس غافلون عن تنمية شخصياتهم، بل إن بعضهم يعاني من تدهور في بعض جوانب حياته الخاصة؟!
الجواب ببساطة هو: أن الواحد منا يأتي إلى هذه الحياة وهو يملك عدداً كبيراً من (القابليات) الإيجابية والسلبية، وهو في نشأته وانتقاله من طور إلى طور أشبه بمن يمشي في صحراء مترامية الأطراف شديدة الظلمة، وطرقها مملوءة بالحفر والأشواك والحجارة والوحوش.. ومن خلال الأهوال والمشاق التي يمر بها تتحول القابليات إلى انطباعات وتصوّرات وسلوكات تشكل شخصيته، وتحدد نظرته إلى نفسه وإلى العالم من حوله، وتلك النظرة كثيراً ما تميل إلى السلبية، لكن مع هذا لا يفقد الإنسان مرونته واستعداداته للاتجاه نحو ما هو أحسن وأكرم والاتجاه إلى ما هو أسوأ، لكن الزمن لا يسير في صالحه على هذا الصعيد، فهو كلما تقدم في السن زادت صلابته الذهنية وتحولت القابليات لديه إلى انطباعات وعادات وصار تخلصه من عاداته السلبية أشد صعوبة، إن في إمكاني أن أقول: إن لكل واحد منا نفسين: نفساً صغيرة ناجزة لكنها مكبلة بالأوهام والخوف واليأس والعجز... ونفساً كبيرة تحت التأسيس، لا تظهر ولا ننعم بها إلاّ إذا قمنا بإثارة عاصفة كبرى من خلال طموحاتنا الكبيرة ومن خلال ما نملكه من جدية وعزيمة وإصرار وتصميم.. والمطلوب هو أن نبعد نفوسنا الصغيرة عن طريق نفوسنا الكبيرة؛ إذ إن ذلك الإبعاد يشكل شرطاً لظهور إمكاناتنا الكبرى المتوارية والمتربصة والمتوثبة نحو التجسد في أشياء عظيمة ملموسة ومنظورة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما سمات النفوس الصغيرة التي علينا أن نتخلص منها؟
إن سمات نفوسنا الصغيرة تتلخص في الآتي:

(1) احتقار الذات والنظرة الدونية إلى النفس،
ومن العجيب في هذا الشأن أن كثيرين منا لا ينظرون إلى ما متعهم الله -جل وعلا- به من صحة ومال ووقت وذكاء.. ولا يقيمون له وزناً، ولهذا فإنهم لا يشعرون بالامتنان لله تعالى، ولا يتخذون منه منطلقاً لتحسين أحوالهم، وهذا يسبب إشكالية كبيرة في الحقيقة. إذا تأملنا في تاريخ كل العظماء الذين بنوا أمجادهم بجهودهم، وقدموا للعالم أفضل الأفكار والمشروعات والخدمات، فإننا نجد شيئاً مشتركاً بينهم هو الثقة بالإمكانات الصغيرة التي بين أيديهم واستثمارها بفعالية عالية، مما جعل التوسع والانتقال إلى ما هو أكبر ممكناً. إن الذين يعيشون في بيئات جاهلة ومحطمة وبائسة يعدون متخصصين بل بارعين في تلقين مفاهيم احتقار الذات، ولهذا فإن الأجيال الجديدة التي تعيش في تلك البيئات تواجه تحدياً ضخماً، لا تستطيع الانتصار عليه من غير رؤية نماذج ممتازة تستلهم منا معاني الثقة والكفاح والسباحة ضد التيار، والمتعلمون والدعاة والشباب الخير الناجح هم المسؤولون عن تقديم تلك النماذج.

(2) الطموحات الصغيرة والرضا بالفتات والعيش على هامش الحياة،

سمة أخرى من سمات النفوس الصغيرة، بل إني أقول: إن الطموحات الصغيرة تعني نفوساً صغيرة، ونتائج متواضعة ومستقبلاً عادياً. إن على الأسرة أن تعمل جاهدة في دلالة أبنائها على نقاط القوة لديهم وعلى المميزات التي يتمتعون بها والظروف الحسنة التي يعيشون فيها، وذلك من أجل توفير قدر جيد من الثقة بالنفس، وعلينا إلى جانب ذلك أن نقدم لهم كل الدعم الممكن في إكمال دراساتهم وإقامة مشروعاتهم وتمويل اختراعاتهم، وتقديم العون لما يحتاجون إليه من دورات وكتب وأسفار هادفة... ويأتي بعد ذلك دور المدرسة، وهي بما تملك من رؤية ووعي وخبرة تستطيع تقديم البرامج والوسائل والتفاصيل التي تفتح المجالات والآفاق أمام الطلاب ذوي الطموح العالي من أجل تشكيل بيئة جديدة فيما بعد.

الناس إذاً من جنس طموحاتهم ومن جنس اهتماماتهم أيضاً، وإن في إمكان كل واحد منا أن يتعرف على نفسه وهل هي صغيرة أو كبيرة، من خلال تعرفه على الأشياء التي تثير اهتمامه وتشكل مصدر همومه، فإذا كانت كبيرة ومتصلة بالآخرة ونفع الأمة فإنه ذو نفس كبيرة، وإذا كانت صغيرة وأنانية ومادية، فهو ذو نفس صغيرة، وأظن أنني لست بحاجة إلى القول: إن الدنيا صغيرة وكل ما فيها صغير، وإذا كانت طموحاتنا دنيوية محضة ومادية خالصة، فإنها لن تكون أبداً كبيرة؛ إذ لا يمكن لجلد الشاة أن يتسع لناقة، ولهذا فإن من المهم جداً أن نراجع النيات، وندقق في المعايير حتى لا ننساق خلف الأوهام، ونسير في طريق الأقزام!

(3) صاحب النفس الصغيرة يبدو دائماً وكأنه في عجلة من أمره، خططه قصيرة المدى، ونفسه في العمل أيضاً قصيرة، وهو يريد أن يرى كل آماله وقد تحققت بين عشية وضحاها، وإذا صادفه بعض العقبات، فإنه يغير طريقه، وينتقل إلى مشروع جديد، وقد يغير بعض أهدافه الأساسية والكبرى.. على حين أن صاحب النفس الكبيرة يعرف أن طريق الكمال والإمامة والمعالي طريق طويل أولاً، ومملوء بالعقبات والأشواك والمنغصات ثانياً، وإلاّ لصار كل الناس عظماء.
لا أستطيع في هذا المقال أن أتحدث عن كل سمات النفوس الصغيرة، لكن أجدد الدعوى إلى مساعدة نفوسنا الكبيرة على الظهور والتألق من خلال إبعادنا لنفوسنا الصغيرة بكل ما فيها من نقص وعلل عن طريقها...

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 09-12-2007, 12:17 AM   #3
 
إحصائية العضو







صاحب السمو غير متصل

صاحب السمو is on a distinguished road


افتراضي رد: ::النفوس الصغيره , حول تنمية الشخصية ::

اخوي مباركـ الخييليـ
اشكر مروركـ الجميلـ

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 09-12-2007, 12:45 AM   #5
 
إحصائية العضو








نايف الخييلي غير متصل

نايف الخييلي is on a distinguished road


افتراضي رد: ::النفوس الصغيره , حول تنمية الشخصية ::

الجعيـــدي

اشكـــرك لنقلك الموفق لهذا المقال الثمين جداً والانسان يحـــتاج للإطلاع لكي يرتقي بشخصيته

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 10-12-2007, 02:35 PM   #9
 
إحصائية العضو







صاحب السمو غير متصل

صاحب السمو is on a distinguished road


افتراضي رد: ::النفوس الصغيره , حول تنمية الشخصية ::

يامرحبا بالغاليـ ابومباركـ الودعانيـ
اسعدتنيـ بمروركـ

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 29-12-2007, 02:18 PM   #12
 
إحصائية العضو







محمد ال مطيلق غير متصل

محمد ال مطيلق is on a distinguished road


افتراضي رد: ::النفوس الصغيره , حول تنمية الشخصية ::

أبن عكص

لاهنت وبيض الله وجهك

تقبل جزيل شكري والتقدير

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( قطرات في الشخصية الجذابة ) غلا نجد :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 17 15-02-2011 04:11 AM
هل أنت ضعيف الشخصية؟ أو هل تبحث عن شخصية اقوى؟ ناصر بن فهد :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 21 07-11-2010 07:39 PM
الشخصية الانطوائية domokh :: قسم الأسـره والمـجتمـع :: 6 13-08-2010 04:40 AM

 


الساعة الآن 08:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---