ماذا يريدون؟!

**معلومات** **العضو** · 26-09-2009, 06:55 AM

ماذا يريدون؟!

كثُر في هذه الأيام الكتّاب المحاربون لأي طرح اسلامي، مهما كان هذا الطرح. فالبعض لا يرتاح الى شيء اسمه دين، فترى الحرب على الحجاب والحرب على الملتزم بدين الله والاستهزاء بطرحه، ولعل الجهل قد اغفل كثيرا من هؤلاء ان الدين هو دين الاسلام، وهو محفوظ بحفظ الله، وانه لن يستطيع احد ان يغير او يطمس شيئا مما جاء في كتاب الله وما جاء في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» (الحجر: 9) فمهما حاول البعض واتعب نفسه، فالدين سيظهر وتبقى كلمة الله هي العليا، اقول هذا الكلام من باب التذكير، ان ما يحارب هو من اصول الدين، فليتذكر المنتقد انه لا رابط بين الشخص المتكلم باسم الدين وبين الدين نفسه، فربما يكون هناك رد فعل لدى بعض المنتقدين، ويريد تصرف البعض، فيخلط الامر ويحارب ما دعا اليه، لانه لا يعجبه الشخص الداعي بذاته، فحرية الرأي ابدا لا تعني محاربة دين محمد -صلى الله عليه وسلم- بل الحرية التي لا تحمل الا فكرة واحدة وتحارب كل ما حوله تعتبر عند العقلاء والحكماء حرية مريضة، تحتاج علاجا من مرض التعصب الذي يعمي ويصم عن الحق، فلا يحق لاحد مهما بلغ من المنزلة والثقافة ان يقلل من قيمة حملة الدين صحابة المصطفى -عليه الصلاة والسلام- خير امة اخرجت للناس، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، ويكفي من سبهم، قوله عليه الصلاة والسلام «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، فلا يحق لاحد ولو باسم الحرية استنقاص آية من كتاب الله، الذي هو كلام الله عز وجل، فالحرية الحقيقية لا تسمح بالتعدي على احد ولا استنقاص من دون وجه حق، وليتذكر الكاتب ان ما سطره سيكون شاهدا عليه يوم القيامة وتنطق جوارحه بما كتب وفعل وصدق القائل «وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه ــــ فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك يوم القيامة ان تراه».. وقال سبحانه: «وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون» (فصلت: 21) فهذه كلمات كتبتها من باب التذكير، فلعل البعض يبغض شخصا لافعاله، فيتعدى ذلك البغض الى التعدي على دينه، وهذا ظلم لا يجوز ولا يقبل به احد. ألم يقرأ هذا الذي يتسلى بالسخرية من خلق الله قوله سبحانه: «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد»؟! (ق: 18) لعل بعض هؤلاء يعاني فراغا من المادة العلمية، فيبحث عن اي موضوع يكتب فيه، ولعل اسهل امر يكتب فيه هو ما يوحيه اليه الشيطان من الاستهزاء بحملة الدين والاستهزاء بثوابت الدين، التي كم حاول البعض ان يغيرها في هذا البلد، لكن بات هذا الامر بالنسبة إليه من المستحيل، فأهل الكويت نشأوا على الدين وعلى حب اهله وحب من يتمسك به وينشره، بل عُرف اهل الكويت بالاخلاق الحسنة واحترام الغير، مهما اساء اليهم ولم يخالف في ذلك الا الشاذ النادر، الذي لا عبرة له ممن تربى على غير يد اهل الكويت الصادقين، فأتى بالافكار المنحرفة والاخلاق السيئة، وظن ان هذه هي الحرية والديموقراطية. اسأل الله تعالى ان يهدي الجميع لما يحب ويرضى. وللعلم، فلا اقصد احدا بعينه، وانما نصيحة عامة، وأرجو الا يراها البعض من عين واحدة، والله المستعان.
بقلم
علي العبدالهادي
alial-abdulhady@hotmail.com
www.qsasa.com
جريدة القبس
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=26092009