السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التهابات الأذن الوسطى سبب رئيسي لفقدان السمع
80% من المصابين بالصمم يتركزون في الدول النامية ،،
القاهرة - “ماري يعقوب:
ضعف السمع واحد من المشاكل الكبيرة التي تواجه الصحة في الدول المتقدمة بشكل
عام وفي البلدان النامية بشكل خاص، وتكمن المشكلة في أن فقدان السمع يعوق
الحياة الطبيعية للإنسان، فلا يستطيع التواصل مع الآخرين، كما أنه يفقد وظيفة اللغة
والتخاطب، خاصة إذا ما أصيب به الطفل قبل نضج الكلام لديه، وكل ذلك يؤثر في
مستوى التحصيل الدراسي والإدراك الذي قد يصل إلى الصفر . .
هذا ما يؤكده د . أكرم الشاعر أستاذ ورئيس قسم الأنف والأذن بطب الأزهر مشيرا
إلى أنه على الرغم من صعوبة المشكلة فإنها سهلة الحل لو تم معرفة الأسباب
ومعالجتها مبكرا . . فطبقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية يعاني نحو 287 مليون
شخص على مستوى العالم من الصمم الكامل أو فقد السمع الجزئي في كلتا الأذنين،
كما أن نحو 80% من هؤلاء يعيشون في الدول النامية .
كذلك تشير الإحصاءات إلى أن الالتهابات المزمنة بالأذن الوسطى تعتبر هي السبب
الرئيسي لفقدان السمع في الأطفال في هذه الدول، وأن واحدا من بين كل أربعين
شخصا يحتاجون إلى سماعات الأذن يمتلكونها بالفعل، والأهم من كل ذلك أن 50%
من هؤلاء المرضى كان من الممكن معالجتهم وتمكينهم من السمع في حالة البحث
عن الأسباب والاكتشاف المبكر لأمراضهم .
ويصف د . أكرم ضعف السمع بأنه عدم سماع الصوت بوضوح أو فقدان لبعض أجزاء
الصوت بحسب الشدة والتردد، بينما الصمم والفقد الكامل للسمع وضعف السمع قد
يكون توصيليا أو يكون حسيا عصبيا أو قد يكون “مختلطا” أي يجمع بين الاثنين معاً
وذلك بحسب الجزء المصاب .
كما أن ضعف السمع التوصيلي يحدث أيضا نتيجة لاعتلال في أي جزء متعلق بالمرحلة
الأولى من السمع، وهي توصيل الصوت عبر الأذن الخارجية والأذن الوسطى .
ويضيف أن كل أو معظم هذه الأسباب يمكن الكشف عنها من خلال استخدام المنظار
الخاص بالأذن . . وهناك أسباب بالأذن الخارجية قد تسبب ضعفا في السمع وهي تراكم
الشمع الذي هو إفراز طبيعي للغدد الشمعية وهي غدد عرقية معدلة وتوجد في
الجزء الخارجي من القناة السمعية الخاصة، كما أن هذا السمع هو إفراز حمضي غير
ماص للماء ووظيفته حماية الأذن الخارجية من التربة والحشرات الصغيرة التي يتعرض
لها الإنسان بشكل دائم، كما أن هذا الإفراز حمضي ويحتوي على أجسام مضادة
ومواد قاتلة للبكتيريا، وهو يخرج من الأذن بشكل تلقائي مع حركة الخلايا الطلائية
المبطنة للقناة السمعية، ومع حركة المفصل الفكي والصدغي وذلك بعد أن يكون قد
أنهى دورته الطبيعية .
ولذلك فإن المحاولات المتكررة لإزالته تؤدي إلى فشل العملية الطبيعية وتراكم الشمع،
مما يؤدي إلى ضعف السمع نتيجة انسداد القناة . . وإزالة الشمع من الأذن يعتبر عادة
سيئة وغير صحية ويؤدي إلى فقد وظيفة الشمع الحامية للأذن .
ويشير د . أكرم أنه لعلاج الشمع المتراكم يمكن أن يتم ذلك عن طريق إذابة هذا
السمع بماء الأكسجين ثم إزالته بغسيل الأذن، ولكن يجب أن يتم ذلك بواسطة الطبيب .
ويضيف د . أكرم أنه من أسباب فقد السمع أيضا وجود التهاب الأذن الخارجية نتيجة
وجود خلل في وسائل حماية الأذن مع وجود العوامل المسببة، كما قد يكون السبب
في فقد السمع هو التهاب الأذن الخارجية البكتيرية، كما قد يرجع السبب إلى وجود
عيب خلقي يولد به الإنسان كضمور القناة السمعية نفسها، وهناك أسباب أخرى لضعف
السمع ومنها الشيخوخة وكبر السن وهناك ضعف السمع الحسي العصبي الذي ينتج
عن وجود خلل بأحد أجهزة الأذن، وهناك ضعف السمع الناتج عن التعرض المتصل
للضوضاء ويسمى “ضعف السمع الضوضائي” وهناك أسباب أخرى لضعف السمع
منها التسمم بالأدوية ومنها أنواع من المضادات الحيوية .
ويرى د . أكرم أن الاكتشاف المبكر لسبب حدوث فقدان السمع يساعد في علاج
المرضى، كما أن أي تأخر في الكشف عن السبب قد يؤدي إلى فقدان السمع نهائيا .
المصدر/جريدة الخليج