الأخــُـوَّة ْ {{ ~~~
هي تلك الصفة الممتزجة بكل معاني الحب والإخلاص والوفاء والإيثار والإنفاق والعطاء
وهي صفة من أجمل الصفات التي يتحلي بها المؤمنون الصادقون المتقون
وهي تلك الصفة التي تحدث الله سبحانه وتعالي عنها في القرآن الكريم وأمر المؤمنين بأن يكونوا
يداً واحدة ً تتألف قلوبهم بالأخوة والحب فيما بينهم وألا يتفرقوا ولا يتخاصموا فيما بينهم أبدا ً فيقول :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ
ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )[آل عمران: 102-103]
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُـونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [ الحجرات : 10 ]
ومن أهم مظاهر الأخوة أن المسلم يدعوا لأخيه ويأخذ بيده ويقف بجانبه ولا يتخلي عنه فيكون
قلبه رهف يؤثر الخير من أجله رحيما ً به ولا يجعل في قلبه مثقال ذرة من قسوة أوغل أو ضغينة
( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً
لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [ الحشر: 10 ]
( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ
يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ
نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [ الحشر:9 ]
ولقد تحدث الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) عن
الآخوة في الكثير من الأحاديث الشريفة ويوضح لنا مدي حب الله لتلك الصفة في المؤمن وأن
جزاء الله سبحانه وتعالي عظيم لمن يتحلي بتلك الصفة
ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة أن النبى ( صلي الله عليه وسلم ) قال:
(سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ فى عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد
، ورجلان تحابا فى الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال،
فقال: إنى أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكـر
الله خالياً ففاضت عينـاه)
وعن أبي الدرداء ( رضي الله عنه ) عن رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) قال :" ما من رجلين تحابا
في الله إلا كان أحبّهما إلى الله أشدّهما حبا لصاحبه " (رواه الطبراني )
و قال أبو إدريس الخولاني لمعاذ: إني أحبك في الله، قال :أبشر ثم أبشر فإني سمعت رسول الله
( صلى الله عليه وسلم ) يقول: ( ينصب لطائفة من
الناس كراسي حول العرش يوم القيامة، وجوههم كالقمر ليلة البدر ، يفزع الناس و هم لا يفزعون
ويخاف الناس و هم لا يخافون و هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، فقيل من
هم يا رسول الله؟ قال:هم المتحابون في الله تعالى ).
وفى الصحيحين من حديث أنس(رضي الله عنه )عن رسول الله (صلي الله عليه وسلم )
أنه قال: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمـان : أن يكون الله ورسوله
أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود فى الكـفر كما يكره أن
يقذف فى النار )
و عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) قال عن النبي
( صلى الله عليه و سلم ) قال : أن رجلا زار أخا له
في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مرصدته ملكا فلما أتى عليه قال: أين تريد ؟ قال:أريد
أخا لي في هذه القرية، فقال: هل لك عليه من نعمة تربّها عليه؟ فقال: لا غير أني أحببته في الله
تعالى، فقال الملك: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.