جلد الذات - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-08-2010, 05:06 AM   #1
 
إحصائية العضو







علي العبدالهادي غير متصل

وسام الدواسر الفضي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: المميزين والنشيطين
: 1

علي العبدالهادي has a spectacular aura aboutعلي العبدالهادي has a spectacular aura aboutعلي العبدالهادي has a spectacular aura about


افتراضي جلد الذات

نص المقابلة التي اجريت مع اخوكم علي العبدالهادي مع جريدة الوطن
بتاريخ 11-8-2010
كتب محمد الحصان:

قال الامام والخطيب بوزارة الاوقاف الشيخ علي العبدالهادي ان مصطلح جلد الذات يحتاج الى زيادة في الايضاح حتى تطبق عليه القواعد الشرعية من حيث القبول او الرفض، فما المراد بجلد الذات؟، ان كان المقصود بجلد الذات هو تحقيرها واهانتها وعدم اعطائها قيمتها واتهامها بأنها سبب المشاكل فهذا أمر مرفوض من الناحية الشرعية لأن مجرد التركيز على النفس ولومها على كل صغيرة وكبيرة وانها مهما حاولت الاصلاح فلن تنجح ابداً امر لا فائدة منه والسبب في رفض الشرع لهذا المفهوم هو لأن الشرع يدعو الى المبادرة لاصلاح الخلل في النفس «فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».
كما ان الاكتفاء بنقد النفس فقط لا فائدة منه بل على الانسان ان يصلح الخطأ بعد معرفته كما قال الله عز وجل {الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم} سورة النور اية (5).
ويقول ابن الجوزي في زاد المسير معنى «اصلحوا» اي اظهروا انهم كانوا على ضلال واصلحوا ما افسدوه وغروا به من تبعهم ممن لا علم له، فمجرد احتقار النفس ولومها وتحميلها كل سبب من اسباب الخطأ غير مقبول شرعاً لأن ذلك يؤدي الى القنوط من رحمة الله، بل حتى مصطلح جلد الذات ارى انه لابد الا يستخدم بل المعنى الصحيح هو محاسبة النفس ومجاهدة النفس يقول الله تعالى: {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}.
اذا لا نقول بجلد الذات بل نقول بمحاسبة النفس لان الجلد فقط لا اصلاح فيه والمحاسبة هي التي يكون فيها الاصلاح، والمؤمن اسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، حتى يلقى الله وهو راض عنه، والنفس دائما تميل الى الراحة والدعة والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فيحتاج الانسان في حياته ان يجلس مع نفسه جلسة محاصبة، فان الامر بيد الانسان ما دام على قيد الحياة، اما اذا جاءته المنية فلا محاسبة للنفس بل الجزاء بما كسبت النفس في حياتها، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا وتزينوا للعرض الاكبر».
ويقول بعض السلف «ان العبد لايزال بخير ما دام له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة همته»، ومن اجمل ما قيل في بيان اهمية محاسبة النفس وعدم تركها على هواها قيل: «النفس كالشريك الخوان ان لم تحاسبه ذهب بمالك».

واجب شرعي

< ما اهمية جلد الذات؟
- عندما نناقش موضوع جلد الذات من المنظور الايجابي أي محاسبة الذات، فان لذلك اهمية كبيرة في حياة الانسان، فالخلوة مع النفس ومحاسبتها امر ليس مستحبا فقط بل هو واجب قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} (الحشر: 19-18).
وكيف لا يحاسب الانسان نفسه وهو محاسب على اقواله وافعاله ان خيرا فخير، وان شرا فشر.
وكيف لا يحاسب الانسان نفسه ويقف معها وقفات وهو مسؤول عن جميع تصرفاته، قال تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} (الاسراء).
ولأن الانسان اذا فرط في هذه الحياة فلن ينفعه ذلك غدا عندما يقول الله عز وجل {ان تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الخاسرين، او تقول لو ان الله هداني لكنت من المتقين، او تقول لو ان لي كرة فأكون من المحسنين}.
ولن ينفعه هذا الندم وهذه الحسرة والنفس كالطفل ان فطمتها عن المعصية انفطمت وان الجمتها بلجام التقوى الجمت وان عودتها على الطاعة اعتادت واجبار النفس والزامها البعد عن طرق الضلال والانحراف امر يحتاج الى صدق واخلاص وشدة ويحتاج المسلم في ذلك كله ان يسأل الله سبحانه وتعالى ان يعينه على نفسه، وعلى الانسان ان يعرف نفسه ويعرف قيمتها في هذه الحياة فسيعرف عندها اهمية المحاسبة للنفس ليكون من عباد الله الصالحين ولابد ان يسأل الانسان نفسه هل تريد الجنة ام النار فان كان الجواب الجنة فيقول عليه الصلاة والسلام «كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قيل ومن يأبى يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى».
وصدق قول الشاعر حين قال:
ان لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
انها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح الاعمال فيها سفنا


إيجابية التعامل مع النفس

< هل كثرة المعاصي تؤدي الى جلد الذات.. وكيف؟
- من الممكن ان كثرة المعاصي والذنوب تجعل الانسان يجلد ذاته ويستحقرها لانها قصرت في حق خالقها وقد يصل به الامر الى اليأس والقنوط من رحمة الله خاصة مع ابتعاد صاحبها عن الكتاب والسنة، فانه سيفقد الطريقة الصحيحة في محاسبة النفس، فيجلس في حالة من اليأس لكن على المسلم ان يكون ايجابيا في التعامل مع تقصير النفس بان يطبق قواعد التوبة الصادقة النصوح بان يقلع عن الذنب وان يندم على ما صدر منه من تقصير ويعزم على عدم العودة الى هذا العصيان واذا كان هذا التقصير متعلقا بالتعدي على حقوق الغير فعليه ان يرد الحقوق الى اصحابها حتى تكون توبته صادقة.

كسر الاعجاب والكبر

< هل جلد الذات يعتبر حلاً لمرض الاعجاب المفرط بالذات؟
- جلد الذات بمعنى كسر مافي النفس من اعجاب وكبر مفرط امر يعتبر من انجح السبل لعلاج الاعجاب بالنفس، والاعجاب الذي يجعل صاحبه لا يرد الحقوق ويستحقر الناس، جلد الذات يعتبر علاجاً لهذا الخلق الذميم عندما يلزم الانسان نفسه ويذكرها بحقيقتها وانه كان في العدم ثم اوجده الله من نطفه . ولكي يقضي الانسان على هذا المرض على المسلم ان يلزم نفسه بالتمسك بما كان عليه رسولنا الكريم من التواضع فكان يحلب الشاة ويخصف النعل ويرقع الثوب ويأكل مع خادمه ويصافح الغني والفقير والصغير والكبير وليذكر نفسه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «مانقص مال من صدقة، ومازاد الله عبدا بعفو الا عزاً، وماتواضع احد لله الا رفعه» رواه مسلم .

بين الجلد والانكار!

< ما الفرق بين جلد الذات وإنكار الذات؟
- جلد الذات هو الزامها على السير على الصراط المستقيم وذلك يكون بالعمل على محاسبة النفس بما تعمل في هذه الحياة واعترافها بتقصيرها وحثها على تعويض نفسها بالاجتهاد بالعمل بما يرضي الله.
اما انكار الذات فهو ان المسلم يستشعر دائماً انه مهما قدم من العمل الصالح يرى نفسه انه مقصر في حق الله وان الاعمال التي يقدمها قد لا تكون مقبولة عند الله عز وجل، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم عن حال الصحابة «والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون} المؤمنون «60».
فكانوا رضوان الله عليهم على الرغم من اجتهادهم الحثيث في الطاعات الا انهم كانوا يخافون ألا تقبل اعمالهم الصالحة.
وانكار الذات هو عدم الاغترار بصالح الاعمال والاستشعار الدائم برحمة الله عز وجل، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لن يدخل احدكم الجنة بعمله، قالوا حتى أنت يا رسول الله، قال حتى أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته».

محذور شرعي!

< قد يصل الحال بالشخص ان يعاتب نفسه الى حد اهانة الذات وتحقيرها، فما الرأي الشرعي في ذلك؟
- هذا هو المحذور الشرعي وهو ان يصل الانسان بسبب اتهام ذاته بالتقصير ولومها على افعالها الى ان يحتقر ذاته، ويرى انها لا تستحق شيئا، وانعدام الثقة بها والعلة في ذلك هو ان تحقير الذات امر مذموم وان في ذلك عدم احسان الظن بالله عز وجل وفيه ايضا القنوط من رحمة الله وعدم الثقة بالله القادر على كل شيء، والمطلوب من المسلم اولا ان يقر بكونه انساناً وان التقصير وارد منه وان الكمال لله وحده وان لا يجعل ذلك ذريعة في تماديه بل يتذكر ان عليه ان يبادر بالتوبة، فقد قال عليه الصلاة والسلام «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» وان تشكل هذه التوبة دافعا له للعمل واصلاح ما حصل من اخطاء وذنوب.



 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 11-08-2010, 06:16 AM   #3
 
إحصائية العضو







domokh غير متصل

domokh will become famous soon enoughdomokh will become famous soon enough


افتراضي رد: جلد الذات

موضوع فوق الممتاز ....بارك الله فيك واسعدك ............. دمت بود

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 24-08-2010, 05:26 AM   #14
 
إحصائية العضو








محمد بن عريمه غير متصل

محمد بن عريمه is on a distinguished road


افتراضي رد: جلد الذات

رحم الله والديك يا الشيخ الفاضل علي .!

جزاك الله خير الجزاء.!

تقبل مروري وتحياتي .!

فارس الفرعه .!

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 10:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---